قطع عدد من الأهالي بقرية أبو الريش، أمس الجمعة، طريق أسوان القاهرة الزراعي بالقرب من نجع الشيخ علي، احتجاجًا على تزايد أعداد الإصابة بالنزلات المعوية داخل القرية، في ظل نفي وزارتي الري والصحة مسؤوليتهما عن الأمر، الذي يعتقد الأهالي أنه ناتج عن تناول مياه شرب ملوثة.
ووصل عدد المصابين بنزلات معوية في ثلاثة قرى بمحافظة أسوان، خلال الأسبوع الماضي، إلى 63 حالة تعافى منهم 38، حسب بيان أصدرته وزارة الصحة صباح اليوم السبت، لكن ذلك العدد ربما يكون أقل من العدد الفعلي للمصابين، حيث تعتمد وزارة الصحة في إحصائها على الذين تلقوا العلاج في المستشفيات التابعة لها، ولا يدخل ضمنهم الذين خضعوا للعلاج في البيوت أو في العيادات الخاصة، والذين التقت "عين الأسواني” بعض منهم.
ومنذ بداية الأسبوع الماضي يشتكي المواطنون في مناطق "أبو الريش" و"بهريف" و"رقبة" من إصابتهم بالتسمم نتيجة تناول مياه شرب ملوثة. وسط انتشار أخبار عن توافد مصابين كثيرين على مستشفى الحميات بالمحافظة. وهو أمر نفته كل من شركة مياه الشرب والصرف الصحي ومديرية الصحة بأسوان، وأكدتا في بيانات متتابعة ومنفصلة، خلو المياه من أي مسببات للأمراض وصلاحيتها للشرب، وكذلك عدم وجود ما يوحي بالتسمم بين المرضى الذين شخصت المستشفيات إصاباتهم بنزلة معوية عادية نتيجة لارتفاع درجة الحرارة.
وخرج الأهالي في منطقة أبوالريش، أمس، احتجاجا على عدم تقديم الجهات المعنية تفسيرات منطقية لتلك الحالة الوبائية، في ظل تزايد عدم المصابين بتشخيص النزلة المعوية بينهم، فقطعوا الطريق في تظاهرة لم تدم لأكثر من نصف ساعة، فضتها قوات الأمن، قبل أن تطلب منهم انتخاب عشرة ممثلين لعرض شكواهم، حسب شهود عيان تحدثوا لـ"عين الأسواني".
ويسجل أحمد عبد المالك، وهو أحد المحتجين، وواحد من العشرة الذين ذهبوا لاحقًا للحوار مع قوات الأمن، أن هناك ثلاث سيارات إسعاف مرت على الطريق خلال مدة غلقه تحمل مصابين بالتسمم من أهالي القرية.
وأوضح عبدالمالك أن اللقاء الذي انعقد في "نقطة شرطة أسوان"، انتهى إلى وعود برفع جودة مياه الشرب في المنطقة، وقال لـ"عين الأسواني":”طلبنا عزل مرشح أبو الريش للمياه الذي يغذي القرية، وإعادة تطهيره، وربط القرية في خلال أربعة بمحطة مياه جبل شيشة التي تغذي 70% من مناطق مدينة أسوان. مضيفًا"وتوفير تنكات مياه نظيفة لأهالي القرية لحين ربط المحطة، وحضور قوافل طبية إلى القرية والمرور على المنازل وعمل تحاليل وأخذ عينات من الأهالي رفقة الممثلين العشرة للاجتماع”.
إلى جانب ذلك تحدث الممثلون عن معاناة القرية بشكل عام من تردي مستوى الخدمات الأساسية، مثل ضعف وصول المياه واصفرارها إلى جانب رائحتها كريهة ،وعدم وجود شبكات للصرف الصحي داخل القرية، وتأخر دخول القرية إلى مشروع حياة كريمة.
وأصدر الدكتور إسماعيل كمال، محافظ أسوان، أمس الجمعة، بيانًا، أعلن فيه عن رفع درجة الاستعداد القصوى بالمستشفيات "للتعامل مع أي حالات طارئة مصابة بأي أمراض معوية سواء كانت ناتجة عن الفيروسات المرضية أو تناول الأطعمة أو المشروبات"، وحيث إن ذلك البيان لا يجزم أو ينفي حدوث التسمم نتيجة المياه، حاولت "عين الأسواني" التواصل هاتفيًا مع الدكتور مصطفى أبو المجد، مدير عام الطب الوقائي بمديرية الشئون الصحية بأسوان، لمعرفة تفاصيل أكثر عن حالات الإعياء التي أصابت المواطنين، غير أنه رفض التعليق، لأنه "غير مخول بذلك".
ونشرت وزارة الصحة، صباح اليوم السبت، بيانا، قالت فيه "إن الفحوصات الأولية لمحطات المياه والمنازل،أسفرت عن عدم وجود تغير مرتبط بوجود بكتيريا أو وجود أي تغير ميكروبيولوجي بمحطات المياه"، مشيرة إلى أن "هناك توجيه من رئيس مجلس الوزراء بتحرك جميع أجهزة الدولة المعنية للوصول للمصدر الأساسي المسبب لهذه الأعراض، وتقديم كافة الدعم للمرضى".
وأضاف البيان، أنه "خلال رصد الوزارة في الأيام الماضية لزيادة أعداد المرضى المترددين على المستشفيات بمحافظة أسوان من المصابين بأعراض إسهال وغثيان وقيء، تم أخذ عينات من أكثر من 103 محطة لمياه الشرب، ومنازل الحالات التي ظهرت بها، والتوجه للمستشفيات لمناظرة الحالات والتأكد من معدلات التردد وتلقيهم للعلاج، إلى جانب المرور على الباعة الجائلين وأماكن تقديم الطعام، نظرًا لأن الأعراض المرتبطة بالجهاز الهضمي غالبا ما تنتقل من خلال المياه والطعام”.
