حلول الجمعيات لانقاذ "كرتونة رمضان"

أرشيفية من المصدر

كتب/ت ريماس محمد
2024-04-06 19:25:56

اختلف توزيع "كرتونة" رمضان هذا العام بعد ارتفاع أسعار السلع، التي اضطرت معها الجمعيات إما الاستغناء التام عن هذه العادة السنوية، أو خفض كمياتها أو الاعتماد على سلع دون أخرى.

انخفضت أعداد حقائب رمضان هذا العام، بحسب ما يقول أحمد هاشم، رئيس جمعية شباب سوهاج بمدينة ناصر بسوهاج، واضطرت جمعيته إلى تخصيص مبلغ مالي أكبر لكل كرتونة، فبينما كان سعرها في العام الماضي لا يزيد عن 150 جُنيهًا، وصل سعر الكرتونة حاليًا إلى 450 جُنيهًا.

ويُرجع "هاشم" ارتفاع سعر الكرتونة الواحدة إلى زيادة أسعار السلع، وندرة بعضها في الأسواق مثل السكر، والذي تم الاستغناء عنه هذا العام.

الاستغناء عن السكر

"كرتونة" رمضان التي وزعتها جمعية شباب سوهاج في العام الماضي ضمّت بداخلها على الزيت والسكر والسمن والأرز والشاي وبلح والفول والعدس والمكرونة والصلصة، لكن هذا العام، يقول "هاشم" إنه اضطر إلى الاستغناء عن الزيت أو السمن، بالإضافة إلى السكر.

وهذا ما فعلته أيضًا صفاء أبو الفتوح، رئيس الجمعية الشرعية، فرع عمر بن عبد العزيز بمنطقة الشهيد بسوهاج، وقامت به كذلك سيدة عبد الرحمن، رئيس جمعية صنائع المعروف، حيث اضطرت إلى استبدال السلع باهظة الثمن بسلع أقل سعر وجودة، وأشارت سيدة إلى أنه في السابق كان التركيز على جودة السلعة "كنا نضع سمن ذو جودة عالية، لكن الآن اضطررنا إلى اختيار النوع الأقل في السعردون التركيز على الجودة".

كما اضطرت الجمعية إلى الاستغناء عن سلع هامة مثل الفول والدواجن واللحوم، وأوضحت سيدة إلى أن حقائب رمضان انخفض إلى النصف، فضلًا عن تقليل عدد السلع بنسبة تصل إلى 60%، كما أثّر ارتفاع الأسعار على قيمة التبرعات المُقدمة، حيث انخفضت قيمته إلى النصف تقريبًا، بحسب سيّدة.

تقليل الكميات.. حل بديل

الأزمة ذاتها تواجهها جمعية بسمة أمل لتنمية المجتمع، بقرية الغريزات في مركز مغاغة، إذ وصل سعر حقيبة رمضان، بحسب ما تقول جيهان أحمد، رئيس مجلس الإدارة، إلى 750 جُنيهًا، ولا تلجأ الجمعية إلى سياسة استبدال السلع "لأن كل السلع ضرورية للأسر الفقيرة، لكن لجأنا إلى تقليل كمية الدواجن واللحوم".


وقامت أيضًا آلاء عبد العظيم، مديرة مؤسسة سمايل بمدينة سوهاج، بالتحايل على الأزمة، حيث قامت بتقليص حجم الكرتونة بدلًا من رفع سعرها، واستبدلت الفاصوليا واللوبيا والعدس بالمكرونة، تضيف: "اضطررنا إلى الاختيار ما بين السمن أو الزيت، وليس الاثنين معًا كما كنا نفعل في السابق".

وجبات ساخنة تعويض عن "البروتين"

أما جمعية صناع الحياة بمركز البلينا، فقد لجأت إلى حل مختلف، حيث يقول أسامة محمود، أحد المتطوعين، إن الوجبات الساخنة أصبحت بديلًا عن البروتين الذي لم يوضع بـ"الكرتونة"، حيث قام المتطوعون بتوزيع الوجبات الساخنة على الأسر بسيطة الحال مرتين في الأسبوع.

ويرصد محمود عدد الحقائب لهذا العام، حيث وصل عددهم إلى 400 كرتونة، بعدما كان عددهم العام الماضي نحو 700 كرتونة، فيما بلغ سعرها ما بين 300 إلى 350 جنيه بنفس محتويات الكرتونة في العام الماضي.

ويذكر متطوع آخر، هلال محمد، أن الجمعية واجهت صعوبة شديدة في جمع التبرعات في العام الحالي، مما أثّر بشكل سلبي على تعبئة حقائب رمضان.