القدر

تصميم لرياض عادل

كتب/ت جيسيكا عبد المسيح
2024-09-14 11:09:06

في الصباح، استيقظتُ على صوت "هششششش"، وكالعادة ذهبتُ إلى مكان آخر لأنام فيه، في الحقيقة هذه إحدى معاناتي كقطة شارع تحاول أن تجد الطعام والمياه، لا آمل أن تكون نظيفة فقط بل فقط أن تُوجد، أتعرض أيضًا للأذى من الأطفال، بعضهم يرمي الحجارة وآخرون يتقاذفوني مثل الكرة، ولكن يوجد أناس يضعون لي الطعام. 

في هذه المرة وبعدما أكلت، شعرت بألمِ شديد في جميع أنحاء جسدي، لم أستطع مقاومته، أدركتُ أنه كان طعامًا مسمومًا، وأيقنتُ أنها نهايتي، ثم فقدت الوعي، ولكن برحمة ربي أُعطيتُ فرصة أخرى في صورة فتاة تُدعى منال، تبلغ أربعة عشر عامًا.

 أخذتني إلى العيادة البيطرية، أخبرتها الطبيبة إني أعاني من أمراض خطيرة، أعطتني أدوية مذاقها مر ومؤلم، صحبتني منال معها إلى المنزل، لكن لسوء الحظ، رفض والديها بقائي لأنني قطة شارع، وبعدما ظننتُ أن الدنيا ابتسمت لي، عادت تُكشّر في وجهي، وهكذا عدتُ إلى الشارع مرة أخرى حزينة. 

بعد مدة، شممتُ رائحة أعرفها جيدًا، إنها رائحة منال، لكنها رائحتها وهي خائفة، وجدتُ شخصًا غريبًا يُضايقها، ركضت نحوه، أصدرتُ مواءً عاليًا، ثم انقضضتُ عليه بمخالبي، لم أتوقف عن مهاجمته إلى أن جرى بعيدًا، فرحت منال، أخذتني مرة أخرى معها، حكت لأهلها ما فعلته من أجلها، وافقوا على بقائي في مدخل العمارة، أطعموني كل يوم، عشتُ معهم في أمان، ولم أنسْ الشارع، بل ترددتُ عليه بين الحين والآخر.