مع حلول احتفالات رأس السنة وعيد الميلاد المجيد، يستعد طلاب بمحافظة سوهاج لامتحانات نصف العام، وأمام تحدي الاحتفال رغم ارتفاعات الأسعار، تعيش فئة الطلاب تحديًا مختلفًا؛مع اقتراب امتحاناتهم، فكثير منهم فاته الاجتفال برأس السنة، واليوم ترصد أهل سوهاج سيماريوهات بعض الطلاب لقضاء ليلة عيد الميلاد المجيد، في خضم "معسكر الامتحانات".
كان ياما كان
البداية كانت مع نسمة فوزي،طالبة بالصف الثالث الإعدادي، والتي قالت منذ نعومة أظافري، وأنا أؤمن بأن بهجة الاستعداد للعيد تفوق جمال العيد ذاته، كانت أجواء التحضير مليئة بالدفء والفرح الذي يجمعنا كأسرة واحدة، اعتدنا أن نبدأ استعداداتنا قبل العيد بخمسة عشر يومًا، حيث كانت أمي وخالاتي يجتمعن في منزلنا، وكل يوم نحضر شيئًا جديدًا من أجل العيد، كان أول ما نفعله هو شراء ملابس العيد.
ليلة العيد
تضيف "نسمة" قائلة "بعد الانتهاء من الملابس، كنا نبدأ في إعداد المخبوزات الشهية والمعجنات، وبعد ذلك نقوم بالبدء بتنظيف الشقة وترتيبها، وقبل العيد بيوم، تبدأ أمي بتجهيز الأطعمة الرئيسية.
أما ليلة العيد، فتقول"نسمة": "كنا تقضي نصفها في الكنيسة، وسط أجواء روحية رائعة ومليئة بالفرح والإيمان، وعند منتصف الليل، حين تُقرع الأجراس معلنة حلول العيد، نفطر معًا في الكنيسة، ثم نعود إلى المنزل حيث تكون أمي قد أعدت الأطعمة، فنبدأ بتناول اللحم، الذي كان جزءًا أساسيًا من احتفالنا، ثم يبدأ الزوار بالتردد على منزلنا، ومع حلول المساء نخرج معًا إلى الملاهي.
امتحانات وأسعار
وفي أسى، تعلق نسمة قائلة: " للأسف هذا العام فقدت هذه الأجواء الرائعة بريقها بسبب الامتحانات التي تقترب بسرعة، وانشغلت والدتي بالمذاكرة لنا،استعدادًا للامتحانات،وسنضطر لشراء الحلويات جاهزة، وبكمية أقل بسبب تكلفتها، وقمنا بتأجيل الخروج في العيد استعدادًا للامتحانات ،حتى الجلوس في الكنيسة سيقتصر على ساعتين فقط قبل الفطور، وبعدها نعود مباشرة للاستعداد للامتحانات.
منظومة التعليم
أما فاتن شكري، طالبة بالصف الأول الثانوي، فقالت: "العيد فقد بريقه بسبب الامتحانات التي باتت تقترب بشكلٍ مخيف، فالمنظومة التعليمية الجديدة جعلت الأمور أكثر صعوبة، فإلى جانب الامتحانات الأساسية، نضطر الآن لأداء امتحانات المواد غير المضافة إلى المجموع قبل بداية الامتحانات الرئيسية، وهذا الضغط المستمر جعلني أعيش في حالة من القلق والخوف، مما أضاع فرحة العيد تمامًا، فلن أستطيع هذا العام أن أحتفل كما اعتدت، ولم استطيع الذهاب إلى الكنيسة إلا ساعتين فقط قبل العودة للكتب والمذاكرة، حتى زيارة الأقارب أو الأديرة لم اتمكن منها.
أما هدى محمد طالبة بالصف الثاني الثانوي تقول ، "في كل عام، كنت أنا وأسرتي نخرج معًا للاحتفال، لكن هذا العام مختلف تمامًا؛ حيث ذهبت أسرتي للاحتفال كالمعتاد، أما أنا فمكثت في المنزل مع كتبي وأوراقي لان الامتحانات على وشك البدء، أدرك أن مستقبلي يستحق بعضًا من الجهد، رغم شعوري بالحزن لفقدان هذه اللحظات الجميلة، إلا أنني أحاول التمسك بفكرة أن النجاح الذي أسعى إليه الآن سيكون أكبر احتفال في حياتي".
على الأبواب
أما خطة سلمي على، طالبة بالصف الثالث الإعدادي، لقضاء وقت مميز مع عائلتها، فقد فشلت تمامًا، تعلق سلمى قائلة : "امتحاناتي على الأبواب، وأنا في سنة دراسية مهمة تحتاج إلى تركيز واجتهاد".
ترى ريم مصطفى طالبه بالصف الاول الثانوي، فتقول: "للأسف هذا العام كان مختلفًا بالنسبة لي، فلم اتمكن من المشاركة في هذه اللحظات الجميلة بسبب أن أمس كان ليلة امتحاني كنت استعد له، وهذا جعلنى أشعر بالحزن الشديد، ولكن بالرغم من ذلك كنت أُذكّر نفسي بأن هذه الليلة ستتكرر في الأعوام القادمة.
وترى شهد اسامه طالبة بالصف الثاني الإعدادي، أنه من الصعب التوفيق بين دراستها ورغبتها المشاركة في احتفالات رأس السنة وعيد الميلاد،وتقول شهد معلقة :" حاولت قدر المستطاع أن أوازن بين متعة الاحتفال ومسؤولياتي الدراسية، حيث اكتفيت بتأمل اللحظات البسيطة في الشوارع وأنا عائدة من دروسي وقمت بشراء بعض الحلوى التي تحفزني على الاستذكار".