حدود المرونة العقلية، كانت موضوع الندوة التي أقامها نادي اتحاد المهن الطبية بسوهاج، ضمن سلسلة من الندوات الثقافية التي أعلن عنها الصالون الثقافي في بداية شهر نوفمبر، وكانت ضيف الندوة دكتورة علم النفس الإكلينيكي، راقية الدويك، فيما حاورها المستشار الثقافي للنقابة العامة لأطباء مصر والكاتب عماد العادلي.
في بداية الندوة طرح العادلي عدة تساؤلات، من بينها؛ متى يستقبل عقل الإنسان الأفكار الجديدة، وما القيم الهامة التي من المهم التمسك بها، وهل يمكن أن يتغير ذلك أم لا، وماهية الثوابت، وهل يمكن أن يتوهم الإنسان في تعريفه للثوابت أم لا.
وتهدف الندوة بحسب حديثه لـ"أهل سوهاج" أن يصبح تفكير الإنسان أكثر مرونة وتقبل لآراء الآخرين "فعندما نفكر بشكل سليم نعيش حياتنا بطريقة أفضل"، مُعلقًا أن سوهاج من أكثر المحافظات المهتمة بالثقافة، مُستطردًا في رأيه "يمكن أن تأثير الندوات محدود بالعدد القليل الذي يحضر الندوات، لكنهم يستطيعون نشر هذه الثقافة في مجتمعاتهم"، مُشبهًا إياهم بـ"لمبات منورة في مجتمعهم".
وفي سؤال راقية عن هدف الندوة قالت "كيف نستقبل الأفكار المريبة والجديدة في حياتنا ونعطيها فرصة في التفكير"، مُعلقة على دور الندوات الثقافية بقولها "الندوة لها دور جيد في نشر الأفكار داخل المجتمعات".
ومن بين الحاضرين حرص على التواجد، بهاء عبد الرحمن، للتفاعل بندوة يناقش فيها الكاتب عماد العادلي والدكتورة راقية الدويك، مُوضحًا "أنا محب للقراءة خاصة الموضوعات الفكرية، ومثل هذه الندوات تزيد من ثقافتي".
ومن أكثر ما لفت انتباهه خلال الندوة هو الهدوء والسلام التي تحدثت به دكتورة راقية "كانت تتحدث عن الموضوع على حسب علمها وثقافتها دون استعراض"، ويرى بهاء أن الندوات الثقافية مهمة جدًا داخل سوهاج لندرتها بالمحافظة.
وأوضح هشام عبد المقصود الباحث في الفلسفة السياسية، أحد الحاضرين، أنه يحب التواجد بالندوات الثقافية للتعرف على وجهات النظر المختلفة مما يساهم في تصحيح بعض الأفكار لديه، ولاحظ الشاب تنوع الحاضرين من أطباء ومهندسين وطلاب، مما أثرى المناقشة.
ويعتقد عبد المقصود أن سوهاج محافظة محظوظة في الصعيد لاحتوائها على عديد من الصالونات الثقافية، لكن ينقصها -في رأيه- انتشار المكتبات العامة، واقترح الباحث تدريس الفلسفة للأطفال في المدارس، مُتمنيًا أن يكون هناك تعاون بين كل المؤسسات التنموية والجامعات والنقابات لتوفير ندوات ثقافية لزيادة الوعي الثقافي لدى أهل سوهاج.