عقد صالون النادي الثقافي "لنقرأ"،في الثامنة من مساء الخميس الماضي، ندوة حوارية بعنوان” لماذا يسيطر الماضي علي عقلي؟”، بمقر نادى اتحاد المهن الطبية بسوهاج ، وسط حضور جيد، وأدارت الحوار الدكتورة رانيا الباهي، مؤسسة الصالون، حيث حاورت الكاتب عماد العادلي.
انطلقت فعاليات الندوة بسؤال الكاتب عماد العادلي، عن علاقة الماضي بالتاريخ، حيث أجاب بأن المجتمع هو الفاعل والمؤثر الذي تنتمي إليه الأفكار، والأفكار هي التي تصنع التاريخ، وهي التي تصنع مسارات الحياة ،واستشهد بقول الفلاسفة “أنت ما تفكر فيه”، حيث أن المجتمع هو نتائج الأفكار.
ثم انتقلت إلى السؤال الثاني، هل طريقة التاريخ المبني على الوثائق هو نفسه طريقة التاريخ القديم الذي بني فيه الماضي الذي نحلله أم القصه يختلف شكلها ومبنية على الملاحظة ؟، أجاب العادلي أن التاريخ سار في مسارات مختلفة تماماً عن الشكل التقليدي أو الكلاسيكي، والدكتور خالد فهمي أستاذ التاريخ في الجامعة الامريكية له المزيد من الفضل في ضبط مفهوم التاريخ في عقول القراء.
وخلال المناقشات أكد "العادلي" أن اللغة بشكل عام هي أداة وجدت لغرض التواصل و لأن الإنسان طواق للمعرفة فلم يجد وسيلة أفضل منها لتكون هي وسيط بينه و بين الأشياء، ومن هنا بدأت اللغة بالتطور.
وتناولت المناقشات استعراض أشهر الفلاسفة، وبينهم سقراط وأرسطو وأفلاطون وفرانسيس بيكون و فريدريك نيتشه، وهم فلاسفة الحداثة.
واستعرضت الندوة الترتيب الزمني للمؤرخين، فيما أشار "العادلي"لأنه لا يوجد علم يمكنه أن يستقل عن الفلسفة، حيث أن الفلسفة هي البحث في المجال المعرفي نفسه، وهى معرفة المعرفة وفهم الفهم.
وفتحت رانيا الباهي، المناقشة حول كيفية التأريخ مع عصر الحداثة، وأشار "العادلي" إلى أن الفيلسوف فريدريك هيجل، قسم التاريخ الى ثلاث أقسام،وهي التاريخ الأصلي والتاريخ النظري والتاريخ الفلسفي.
فيما فسر التقسيم مؤكدًا أن التاريخ الأصلي هو الذي كتبه مؤرخ معاصر للحدث، أما التاريخ النظري فهو الذي كتب بعد الحدث، أما التاريخ الفلسفي _ وهو الأهم من وجهة نظر "العادلي"_ وختص بتاريخ الأفكار، حيث أن الفكر السائد هو الفاعل الرئيسي وهذه المفاهيم هي التي تصنع التاريخ.
وأختتم عماد العادلي حواره، مؤكدًا أن التاريخ مهم و لكن علينا أن نتعامل معه بحرص و كذلك الماضي، و علينا أن نصنع واقعنا في واقِعنا، وليس من خلال ماضينا، حينما نستدعي الماضي فنحن نستدعي أشياء ليست موجودة سوى بأذهاننا.
وقبيل نهاية الندوة، فتحت "الباهي" باب المناقشة، و تفاعل الكثير من الحاضرين بتوجيه عدد من الأسئلة للكاتب عماد العادلي، والذي أكد لأهل سوهاج أن هدف الندوة كانت الحديث عن الماضي والتاريخ وعلاقتهم بالواقع، وكيفية التعامل معهم والموازنة بينهم وبين الحاضر و المستقبل.
وأشاد "العادلي"، في حديثه لأهل سوهاج، بتفاعل الجمهور، وعمق الأسئلة التي طرحها.
وأكدت رانيا الباهي، مؤسس الصالون، في حديثها لــ أهل سوهاج، أن الصالون لا يقتصر على الأطباء بل مفتوح للجميع.
وقالت راقية جلال الدويك، أستاذة علم نفس الإكلينيكي، وأحد حضور الندوة، إنها استمتعت بالندوة حيث حاورت الكاتب عماد العادلي في فلسفته وأفكاره، فيما أشادت "راقية" بتنظيم و ترتيب الفعالية.
وقال عمر الخطيب، معيد بكلية الٱداب قسم علم النفس بجامعة سوهاج،أنه استفاد كثيرًا من الحضور، حيث أثارت الندوة بعض النقاط في موضوع الثبات والنقد، و موضوع الخطاب و النص و المرجعية إلى الصواب.