"الثانوية العامة" تؤجل احتفالات "العيد" وتلتهم مصروفات "الأضاحي"

تصوير: رفيدة أشرف

كتب/ت رفيدة أشرف
2023-06-29 00:00:00

في حين ستحتفل الأسر المصرية بعيد الأضحى المبارك بعد أيام، بما يتيح فرصة للخروج في المتنزهات، ولقاء الأصدقاء والأقارب، فإن أسر أخرى لازالت تفرض حظرًا للتجول على جميع الأفراد الأب والأم والأبناء، لأن أحدهم في السنة الدراسية المصيرية، وهي الثانوية العامة، تلك السنة التي تمر كالدهر على المصريين، ويستعدون لها قبلها بعام.

هنا في سوهاج، لا حديث يعلو على "الثانوية العامة"، فيما يختفي الحديث عن المواشي واستعدادات عيد الأضحى، إذ أثقلت هذه السنة الدراسية الهامة ميزانية بعض الأسر ما دفعها لعدم ذبح الأضحية هذا العام، بجانب ارتفاع أسعار لحوم الأضحية بالأساس، فيما القلق والتوتر يحتلان الأجواء في كل منزل لديه فرد يؤدي امتحانات الثانوية العامة التي تنتهي في 13 يوليو القادم، لتتزامن مع أيام عيد الأضحى المبارك الذي يأتي الأسبوع القادم.

في هذا التقرير، رصدت "أهل سوهاج" الحالة النفسية التي يمر بها الطلاب وأولياء أمورهم في العيد.  

محمد محمود، الطالب في الصف الثالث الثانوي، يقول إن فرحة العيد لن يشعر بها هذا العام، فالحزن يسيطر عليه لأنه لن يشارك في احتفالات عيد الأضحى التي اعتاد عليها كل عام، إذ يخرج رفقة أصدقائه للتنزه، لكنه يقول: “هذا عام مصيري، الأهم في حياتي به يتحدد مستقبلي.. كل الخروجات ملغية، القلق والتوتر يفسدان فرحة العيد".

سيحاول محمد، التركيز ما استطاع في المذاكرة، ولن يلتفت لاحتفالات العيد، يقول: “سأخرج واحتفل بعد الامتحانات، حينها يمكننا تذوق طعم الفرحة".

يحظى قرار محمد بدعم أسرته، على الرغم من أنهم مثله لن يغادروا المنزل طوال أيام العيد من أجل السهر على راحته ودراسته، لكنهم يفعلون ما في صالح الابن، آملًا في تحقيقه مجموعًا مرتفعًا يؤهله للالتحاق بالكلية التي يتمناها. 
     

لكن على عكس محمد، فإن منة ياسر، الطالبة في الصف الثالث الثانوي، ستحتفل بالعيد في يوم وقفة عرفات وأول يوم العيد فقط، أما باقي أيامه فمخصصة للمذاكرة، تقول: “يوم الوقفة استعد للعيد، ثم أول الأيام أصلي العيد واحتفل بشراء الصواريخ والألعاب وزيارة الأقارب".

كما خصصت منة، مكانًَا عازلًا للصوت في منزلها من أجل التركيز في الدراسة، وهي أيضًا قررت إلغاء وتأجيل كل خطط الخروج للتنزه إلى ما بعد الامتحانات، تقول: “أسرتي يدعمونني ويبثون الطمأنينة في نفسي، ويزيلون كل توتر وخوف". 

تقول والدة منة ياسر، إن وجود طالب في الثانوية العامة يجعل مظاهر الاحتفال بالعيد مختلفة، لكنها توضح: “سنخرج ونؤدي صلاة العيد، لأن أجواء العيد وبهجته تغير نفسية الطالب، ومن الممكن للطالب أن يحتفل أول أيام العيد لأن عدم الاحتفال يعتبر تضييق عليه".

وقررت والدة منة، أن الاحتفال بالعيد والزيارات سيكون عبر الهاتف فقط لتجنب الضوضاء والحرص على الدراسة في جو مناسب، خاصة وهي تشعر مثل ابنتها ببعض القلق والخوف، لكنها لا تترك لهذا الشعور أن يتسرب إلى منة، تقول: “أطمنئها وأسعى لتخفيف التوتر، والنتيجة يحددها الله سبحانه وتعالى". 
   
وذكرت، أن هذا العيد الأسرة لن تذبح أضحية، لأن مصاريف دروس الثانوية العامة أثرت على الميزانية، بجانب غلاء أسعار الأضاحي هذا العام.  

أما منة ممدوح، الطالبة في الصف الثالث الثانوي، فتشعر أيضًا باختلاف أجواء العيد، لتزامنه مع ضغوط الامتحانات، وهي تقول إنها لن تفعل سوى أمرين، أداء صلاة العيد، وتناول الإفطار مع الأسرة، ثم تنهض نحو غرفتها لاستكمال دراسة المادة التي ستؤدي الامتحان فيها بعد إجازة العيد وهي الفيزياء، لكنها تبحث الآن عن مكان بعيد عن الضوضاء، لأن أجواء العيد ربما تؤثر على دراستها سلبًا. 

لكن على الرغم من هذا التزامن بين العيد والامتحانات، فإن منة تشعر بالضيق حين ترى جميع أفراد أسرتها يحتفلون بالعيد، ثم تعود وتفكر أن تحقيقها مجموعًا مرتفعًا، ربما هو جائزة لجهدها بما ينسيها الضيق، مضيفة أن أسرتها متأثرة بحالتها النفسية، لكنهم يحاولون التخفيف من حدة الضغط والقلق، بينما سترافقها أمها طوال أيام العيد ولن تخرج مع أشقائها الذين سيحتفلون بالعيد. 
   
أما منة خالد، طالبة، فترى أنه لابد لطلاب الثانوية العامة الخروج في العيد للاحتفال بشكل معتدل، ولا ترى أية مشكلة في زيارات العيد، لأن ذلك كله يخفف من التوتر والضغط ويحسن نفسية الطلاب.

فيما أصدرت حسناء علي سليم، والدة إحدى طالبات الصف الثالث الثانوي، قرارات حازمة لفترة العيد، إذ منعت الزيارات وشددت على أقاربها بذلك، كما منعت الخروجات، من أجل تهيئة الجو المناسب للمذاكرة بما يمنع الضوضاء في المنزل، وقالت: “لن نذبح هذا العيد أضحية، وسنجعل المنزل مثل المعسكر، فهذا العيد ليس عيدًا بسبب الامتحانات".