"فنجان" يناقش "المسخ".. كابوس يكشف حقيقة الحياة

تصوير: رفيدة اشرف - دعاء مدحت - رفيدة اشرف - دعاء مدحت

كتب/ت رفيدة أشرف - دعاء مدحت
2022-12-24 00:00:00
ماذا ستفعل إذا استيقظت يومًا من النوم لتجد نفسك أصبحت حشرة؟.. كابوس مؤلم نعيشه خلال قراءتنا لرواية "المسخ" للكاتب التشيكي فرانز كافكا.
استطاع كافكا من خلال أحداث الرواية التي نشرت عام 1915م، الإجابة على هذا السؤال الصعب، كاشفًا لنا حقيقة الحياة، وذلك عبر بطل الرواية جريجوري الذي استيقظ من نومه في إحدى الأيام ليجد نفسه قد تحول لحشرة، فتتغير حياته بعدها إلى الأبد.
ناقش ملتقى فنجان الثقافي رواية "المسخ"، في ندوة حضرها أهل سوهاج، الخميس الماضي، استعرض فيها الحضور كيف شرحت الرواية أثر النموذج السلطوي المتمثل في شخصية الأب على شخصية جريجوري، فأصبح يشعر بأنه شخصية خاضعة ومتمردة في نفس الوقت، إلى أن اضطر للتعامل مع حياته الجديدة كحشرة.
بدأت الندوة بالحديث عن حياة الكاتب فرانز كافكا وأعماله السابقة، بجانب تحليل مدى براعته في عرض فكرته وصياغتها، واستعرضت رحلة التقلب الدرامي التي عاشها البطل جريجوري، فبعدما كان محور اهتمام أسرته نتيجة لأنه العائل الأساسي لهم، بسبب مرض والده وصغر عمر شقيقته، يصبح فجأة موضع احتقار واشمئزاز الجميع.
يكتشف جريجوري مع الوقت أن والده لم يكن مريضًا، بل كان يتمارض حتى يتحمل جريجوري مسئولية إعالة الأسرة بمفرده، فيما تقرر شقيقته الصغرى التي كان يرعاها، التخلص من كل أشيائه والحصول على غرفته، وفي النهاية تقرر العائلة قتله للتخلص منه نهائيًا، بعدما أصبح غير مفيدًا بالنسبة لهم.
ذكرت الندوة عددًا من آراء كبار الكتاب والمثقفين في رواية "المسخ"، كما فتحت باب الحوار والمناقشة مع الحضور، الذين تحدث أهل سوهاج مع واحد منهم وهو محمود عبد الحليم العارف، محامي، قائلًا: “ما يميز ملتقى فنجان الثقافي هو اهتمامه بمناقشة كتب وروايات ذات مغزى ولها عمق معين".
وأضاف: “يتم ترشيح الكتاب أو الرواية ثم نقرأها ونطرح الأسئلة التي نريد إجابات عليها خلال الملتقى، ونتناقش حول كيفية معالجة الكتب للمشكلة التي تطرحها، وهو ما يساعدني في فهم الأبعاد المختلفة للشخصيات، مما يؤثر على عملي كمحام بشكل إيجابي، لأنني أستفيد من تجارب الآخرين".
ملتقى فنجان الثقافي هو ملتقى لمناقشة الكتب، يهدف إلى إثراء محافظة سوهاج ثقافيًا، خاصة في ظل أزمة قلة الموارد الثقافية هناك، ويقول مؤسس الملتقى ماجد علي إبراهيم لأهل سوهاج: “جاءتني الفكرة منذ عام ونصف، عندما كنت أشاهد إقامة العديد من الملتقيات الثقافية في القاهرة، وقررت نقلها مع زملائي إلى سوهاج".
حاول ماجد تحويل الفكرة من مجرد حلم إلى واقع، حتى عقدت أولى ندوات الملتقى في 21 من شهر مايو الماضي، مشيرًا إلى أن أعداد المشاركين بالملتقى في ازدياد مستمر، موضحًا أن الحضور متاحًا لجميع الفئات العمرية.