الفيل الأزرق ، تراب الماس ، 1919، وموسم صيد الغزلان، هم مجموعة من أبرز روايات الكاتب أحمد مراد، الذي حل ضيفًا على إحدى ندوات مشروع "أطباء مصر يقرأون "، أمس الأربعاء، في نادي اتحاد المهن الطبية بسوهاج.
كان "أهل سوهاج " حاضرًا للندوة، التي تحدث فيها "مراد" عن رحلته ككاتب، كيف طوّر من نفسه، وكيف تحوّل البعض من أعماله الروائية إلي أفلام سينمائية، كرواية الفيل الأزرق، وتراب الماس، هذا بجانب رواية 1919، التي تحولت إلى فيلم "كيرة والجن"، وهو الفيلم الذي حقق أعلى إيرادات في السينما المصرية وقت عرضه.
أوضح "مراد" خلال الندوة، اتباعه لسياسية عدم الرد على الاتهامات، وذلك بعد اتهامه بكتابة روايات مثيرة للجدل، تُفسد أخلاق الشباب، مشيرًا إلى أن الكتاب الذي يثير الجدل، هو بالتأكيد كتابًا يتبنى فكرة جديدة.
وعن تحويل رواياته لأعمال سينمائية، فقال "مراد": "تحويل الرواية إلى فيلم من أصعب الأشياء، ويتطلب من الكاتب اهتمامًا كبيرًا بالتفاصيل، إلى درجة زيارة العديد من الأماكن التاريخية، إذا كان سيكتب المؤلف عنها، وذلك لمعرفة تفاصيلها الخارجية، بجانب المعلومات، فقد زرت من قبل معبد أبيدوس، واستعنت به خلال كتابة إحدى رواياتي، وهو بالفعل ساعد القاريء على تخيل الأحداث".
نفى "مراد" أن تكون كل الأفكار صالحة للكتابة، مشيرًا إلى نظام خاص يتبعه ككاتب، وهو عمل مسودة قبل البدء في كتابة أي رواية، تتكون من صفحتين أو ثلاث، يكتب فيهم جميع الأحداث بشكل مختصر، بجانب الجزء الخاص ببداية ونهاية الرواية.
خلال الندوة، تم فتح باب الأسئلة للحضور، والتي كان من بينها إذا ما كان يفرض المخرج وجهة نظره على المؤلف، عند تحويل الرواية إلى عمل سينمائي، وأجاب "مراد" عن هذا السؤال، مشيرًا إلى أن هذا يعتمد على ماذا يُراد تعديله، فإذا كان شيئا في صميم الكتابة، فسيكون الرأي للكاتب، أما إذا كان الأمر متعلقًا بآليات سينمائية، فسيكون رأي المخرج في هذه الحالة هو الأهم.
وعن ارتفاع أسعار الكتب حاليًا قال "مراد": "نسقت مبادرة جديدة مع وزارة الشباب والرياضة، تهدف إلى تجميع مليون كتاب، وإعادة توزيعهم على مراكز الشباب والرياضة المختلفة، لنشر ثقافة التبادل بين الجمهور، ففكرة إعادة الاستخدام، أصبحت مهمة جدًا في وقتنا الحاضر".
برر "مراد" عدم حصول الروايات العربية، على الجوائز الكبرى، كجائزة البوكر، بأن الكتّاب المصريون يركزون على الكتابة عن قضايا الشعب المصري والعربي، كما يكتبون باللغة العربية، التي يفهمها العرب فقط، مشيرًا إلى أنه يجب الاهتمام بقضايا تهم العالم ككل، وإيجاد لغة وسطية، نفهمها ويفهمها العالم، حتى نستطيع الوصول إلى الجوائز الكبرى.
وفي نهاية حديثه، وجه "مراد" نصيحة للمبتدئين قائلًا: "أهم شيء بالنسبة للكاتب هو القراءة، خاصة قراءة السير الذاتية، كسيرة روز اليوسف، ويوسف وهبي، ونجيب الريحاني، ويجب أيضًا تعلم اللغة جيدًا من المعاجم، فعلينا فهم لغتنا العربية بشكل صحيح، حتى لا ننخدع ببعض التعبيرات، وأرشح تخصيص وقتًا يوميًا للكتابة فقط".
"النقاش الفكري خلال هذه الندوة كان ثريًا، وكنا في حاجة ملحّة إليه"، هذا ما قاله الكاتب عمرو دنقل، الذي كان حاضرًا للندوة، لـ"أهل سوهاج"، مشيرًا إلى أن أكبر المشاكل التي يعاني منها المجتمع حاليًا، هي قلة الوعي، مشيدًا بالحركة الثقافية الموجودة في سوهاج، والتي يدعمها العديد من الأماكن الثقافية المتميزة في المحافظة.
ومن ناحية أخرى، أشادت سامية عبد الحفيظ، أحد الحضور، بروح الود التي شعرت بها بين الكاتب أحمد مراد، وبين قرّاؤه، مشيرة إلى أنه تحدث عن كواليس مهمة لصناعة السينما، لم تكن تعلمها من قبل، قائلة: "أُعجبت بالنصائح التي أعطاها "مراد" للشباب، فهو كان رائعًا، ففوجئت بمرور 3 ساعات من الوقت، دون أن أشعر، بسبب حديثه الشيق المليء بالمعلومات".
أما منار طلعت، أحد الحضور، فأشادت بإجابة "مراد" على جميع أسئلة الجمهور، مشيرة إلى أنها قرأت له رواية "تراب الماس"، ووجدتها رواية رائعة.