يقف بوجهه البشوش أمام طاولة ساخنة صباح كل يوم، يأخذ كمية من العجين الذي حضره سابقًا، ويضعه بطريقة دائرية اشتهر بها ليخرج الكنافة البلدي والقطايف التي صنعها بحب، مستعدًا لاستقبال شهر رمضان الكريم.
في منطقة الحويتي بمحافظة سوهاج، يقف عم أيمن داخل الفرن الخاص به لتصنيع عجائن رمضان، إذ يعمل طوال العام كطباخ لأشهى المأكولات إلا أنه يتحول إلى صانع كنافة مع اقتراب الشهر الكريم، وورث تلك المهنة عن والده، وتعد الكنافة والقطايف أطباق رئيسية في تلك المنطقة خلال رمضان.
لمدة عشر سنوات يعمل عم أيمن في تلك الصناعة، حتى بات خبيرًا فيها من الدرجة الأولى، يقول: «أنواع الكنافة كتير لكن الكنافة البلدي هي الأصل ببساطتها، وحبالها اللي مش رقيقة زي الشعر، لأنها أكلة مش حلويات، الناس بتعملها باللبن أو بالسمنة وممكن تتعمل حادق زيها زي المكرونة، لأن مجال الأكل واسع».
يضيف: «إنما الكنافة الشعر دي بتتلف صوابع أو صواني وبتتسقي بالشربات ويتعمل منها حلويات، لكن إحنا كبائعين لا نستطيع صنع ذلك النوع لأنه يحتاج إلى معدات ضخمة تكون متوفرة في المصانع بينما نحن هنا نصنع أصل الأكلة».
يرى صانع الكنافة أن ارتباطها بشهر رمضان الكريم كان بسبب وجبة السحور الذي لا نستطيع فيه تناول طعام مليء بالبروتين والبقوليات، أو الطعام الخفيف الذي لا يعطينا الطاقة الكافية لإكمال اليوم التالي، فكانت الكنافة من أفضل الحلول، فهي عبارة عن نشويات يضاف إليها السمن واللبن والسكر فتصبح متكاملة.
أما عن صناعتها يشرح عم أيمن: «في طريقة أنها بتتفرش في الصينية وتتعمل طبقات بتبقى أحلى من كنافة برا لأن فيها ريحة البيت وزي ما بيقولوا عليا صنعت بحب».
أما عن أدواته في صنع تلك الأكلة البسيطة، فهي الفرن الساخن و«كوز الرش والكبشة»، وبعض الأكياس والأوراق للبيع. يصف تلك الأدوات بأنها متطورة رغم أنه عاصر الفرن الطوب أيام والده، وكان يوقده عبر ما يسمى «بوص»، وتطورت وأصبحت توقد بالغاز، إلى أن وصلت إلى الفرن الصفيح الذي يستخدمه حاليًا.
يختتم: «الزبائن بتستناني من الشهر للتاني، لشراء الكنافة والقطايف؛ لأني بعملها بحب وببتسم في وجه الناس، واسمي في المنطقة عم أيمن البشوش بتاع القطايف والكنافة».