لمدة تزيد عن الأسبوع، عانت عائلة "رماح بوعنان"، من أعراض نزلة برد شديدة، لم تنجح الأدوية في شفاءها، أو حتى في تهدئة صدورهم المنهكة من السعال.
"السبب في مرضنا هو فيروس كورونا"، هكذا قالت رماح، ربة منزل، لـ"المشعل"، متهمة فيروس كوفيد 19 المستجد، بخفض المناعة في أجساد عائلتها بشكل ملحوظ، مما جعلها تصاب هي وعائلتها بنزلات البرد لأكثر من مرة خلال وقت قصير، وبأعراض أقوى، ولفترة أطول مما اعتادوا عليه.
لم تتوقف اتهامات فيروس كورونا بالتسبب في نقص المناعة، عند منزل "رماح" وأسرتها فقط، بل امتدت لتشمل العديد من المنازل الأخرى في بني خلاد، خاصة بعد تزايد أعداد الإصابات بنزلاد البلاد مؤخرًا، وتغيّر أعراضها، عمّا كانت عليه قبل انتشار جائحة فيروس كورونا حول العالم.
لم تقتصر إصابات نزلات البرد الشديدة على عمر معين، فقد ظل "رامي ابراهيم"، 29 عامًا، يعاني من الإرهاق وضعف الجسد لمدة أسبوعًا كاملًا، بالرغم من مكوثه في المنزل، طوال مدة مرضه، إلى أن تحسنت حالته الصحية بعض الشيء، وعاد إلى عمله، ليفاجأ بعودة السعال إليه مرة أخرى، مما جعله يشعر بالقلق على صحته، من نزلة البرد التي لا تنتهي.
"يصاب الناس في بني خلاد يوميًا بنزلات البرد، سواء كان المصاب صغيرًا أو كبيرًا، الجميع أصبح مصابًا بالبرد"، هكذا قال شوقي القبطني، أستاذ، مشيرًا إلى أن الأمر الآن يتطلب، اتخاذ معتمدية الجهة لاحتياطات السلامة، حتى إن وصل الأمر إلى ارتداء السكان للكمامة، لكي يضمن الإنسان حماية نفسه وعائلته من خطر الإصابة بنزلات البرد.
لا تصيب نزلات البرد الأجسام فقط، بل تستنزف الأسر ماديًا أيضًا، فتقول "كريمة الزين"، ربة منزل: “استمرت أعراض نزلة البرد التي أصبت بها لأكثر من 10 أيام، وقاومتها بالمغذيات الطبيعية والطعام الجيد، فكثرة شراء الأدوية، أثقل كاهل أسرتي ماديًا، ولذلك لجأنا إلى استخدام الفيتامينات الطبيعية".
تشير إحصائيات وزارة الصحة إلى إصابة 700 ألف شخص في تونس سنويًا، بنزلات البرد الموسمية، هذا بحسب ما قاله الدكتورعلي قاسم، أخصائي أمراض الصدر بالمستشفى المحلي ببني خلاد، موضحًا أن سكان المنطقة يعيشون حاليًا موجة حادة من الإصابات بالأنفلونزا الموسمية، المنتشرة بين جميع الفئات العمرية.
يقول قاسم: “يجب أن يعلم المواطنون، أن أعراض الأنفلونزا الموسمية ليست خطيرة، وهي تتمثل في التهاب الحنجرة، السعال، الارتفاع الطفيف في درجات الحرارة، والرشح".
شدّد "قاسم" على ضرورة الابتعاد عن الناس، خلال موجة نزلات البرد الموسمية، مع البقاء في المنزل لمدة 5 أيام على الأقل حال الإصابة بها، وذلك حتى لا تتدهور حالة المريض، وفي نفس الوقت لا ينشر العدوى بين المزيد من الأشخاص.
"اللقاح"، هي كلمة السر في النجاة من موجات الكورونا ونزلات البرد الموسمية أيضًا، فنصح "قاسم" جميع المواطنين بالحصول على اللقاح المضاد للأنفلونزا، بجانب لقاح فيروس كورونا، خاصة كبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة.