"الدخان المنبعث من صنع الفحم سبب لنا اختناق، فهو يقلق راحتنا ليلًا نهارًا، وخاصة بالنسبة لكبار السن الذين يعانون من الأمراض المزمنة"، هكذا قال المواطن محمد بن خليفة، أحد سكان قرية سيدي علية، الذين قدموا شكوى للمتعمدية، بسبب "المرادم".
"المرادم"، هي جمع كلمة مردومة، وتعني عملية حرق الحطب داخل الأراضي الزراعية، حتى يتحول إلى فحم، ثم يُترك لفترة، ويُجمع بعد ذلك من الرمال، وهي تعتبر عادة فلاحية أصيلة لدى العديد من المزارعين التونسيين.
رصد "المشعل" آراء مجموعة من سكان سيدي علية في "المرادم"، فقالت سميرة بن ساسي، ربة منزل، "الهواء أصبح ملوثًا، ويشكل خطرًا على صحة المواطن، خاصة الأطفال والرضع، وأطالب السلطات المحلية بالتدخل لحل هذه الأزمة في أقرب وقت ممكن".
لم تقتصر الشكوى من "المرادم" على المواطنين فقط، بل شكى منها الفلاحون أيضًا، فيقول حمادي عون الله، فلاح،: “كثُرت أعداد المرادم مؤخرًا، بل أصبحت تتزايد يوميًا، ولذلك يجب على السلطات المحلية التدخل سريعًا، لعدم الإضرار بمصلحة المواطنين، والحفاظ على صحتهم".
في بداية هذا الأسبوع، تم تنظيم جلسة نقاشية للنظر في شكاوى "المرادم"، أشرف عليها، رضا العايش، معتمد الجهة، وحضرها ممثلي المصالح الإدارية المعنية ببلدية بني خلاد، الحرس الوطني، وممثلي الصحة العمومية.
ومن جهته، أوضح رضا العايش، أنه ذهب برفقة السلطة المحلية لمعاينة أماكن "المرادم"، وتواصل مع أصحابها، مشيرًا إلى إعطائهم التزامات مكتوبة، للتوقيع عليها في مقر البلدية.
تنص هذه الالتزامات على عدم صناعة "مرادم" جديدة، على أن تنقل جميع "المرادم" الحالية بعد الانتهاء من عملية جمع الفحم، إلى أماكن بعيدة عن المواطنين، حفاظًا على صحتهم، ووافق أصحاب "المرادم" على هذه الالتزامات، معلنين عن العمل وفقًا لها بدءا من اليوم.