خلال شهر رمضان تتنوع الدراما التونسية بين الكوميدي والتراجيدي والسياسي وغيرها، وتختلف المواضيع التي يناقشها كل عمل درامي بمفرده، لكن العام الحالي تعتبر قضية إدمان الشباب والأطفال للمخدرات هي المسيطرة على الدراما التونسية.
رصدنا في التقرير التالي ردود أفعال المشاهدين من معتمدية بني خلاد حول الدراما التونسية، تقول عفاف المنيسي، تعمل في مجال الإعلام: «مسلسل الفلوجة شهد رواجًا واستحسانًا كبيرًا بين المشاهدين، لأنه يسلط الضوء على قضية إدمان الأطفال للمخدرات وعمالة الأطفال في سن غير قانوني».
وتضيف: «وكذلك ناقش أزمة الفقر التي تكون نتيجتها سيئة على الأطفال؛ لذلك شاهدت بعض الحلقات على الإنترنت ووجدت المحتوى جيدًا ويناقش قضايا هامة».
أما سعاد العويني، ربة منزل، قالت في تصريحها للمشعل أنها تتابع مسلسل فلوجة، بسبب أهمية القضية التي يسلط الضوء عليها: «يجب على أولياء الأمور مراقبة أطفالهم أكثر من قبل ومعرفة من هم أصدقاءهم، وأين ينفقون المصروف اليومي، حتى لا يقعوا في براثن الإدمان».
توضح: «المسلسل يناقش أزمة الفقر في تونس أيضًا، والتي تجعل أولياء الأمور يخرجون أبناءهم من الدراسة، كي يعملون كخادمات في المنازل لكسب المال، وهو أمر غير قانوني ويعاقب عليه القانون التونسي؛ لأنه يمنع عمالة الأطفال، وتسلط الضوء على العقوبة القانونية لذلك».
وكان للدراما الكوميدية وجود في موسم دراما رمضان التونسي، إذ يقول أحمد خديم الله، إنه تابع المسلسل الكوميدي سوبر تونسي، والذي ضم اسكتشات كوميدية كثيرة مناسبة لشهر رمضان.
ويعلق المخرج السينمائي سفيان عاشوري، على موسم الدراما التونسي لهذا العام بأنه كان يناقش العديد من القضايا على رأسها الإدمان، وهي قضية تهم كل الأسر في تونس، مبينًا أن الدراما التونسية عمدت إلى التوعية بخطورة تلك القضية وليس عرضها للنقاش فقط.
وبين أن تلك القضية حساسة وسيطرت على الدراما التونسية بشكل كبير هذا العام، مضيفًا: «لا بد من التوعية في الأعمال الفنية بخطورة الإدمان على الشباب وأن عقوبته السجن أو الموت في النهاية، وكان هناك كادرات تؤطر لهذه الظاهرة بشكل جيد».
يذكر أن المخدرات انتشرت بين الأطفال في تونس مؤخرًا، بحسب بيانات المعهد الوطني للصحة خلال العام الماضي، فإن 16.2% من الطلاب يجدون سهولة في الحصول على المخدرات، في حين أن 8% من الطلاب تناولوا المخدرات ولو لمرة واحدة.