لليلة النصف من شهر رمضان في تونس اهتمام خاص في بيوت التونسيين، يعكسه أكلات معينة يحرصوا على أن تتزين بها موائدهم، احتفالًا واستقبالًا لهذه الليلة.
في منزلنا، وقفت والدتي من الصباح تحضّر لنا "الكسكسي"؛ أشهر الأطباق التي تحرص -كما تحرص غيرها من البيوت- على إعدادها لنتناولها في هذه الليلة.
تخبرني والدتي: "هو رمز للخير والبركة، كذلك الليلة"، لذا نحضّره عادة بخليط من اللحم والخضار والزينة، "عادة قديمة نفعلها أبًا عن جد".
تذهب والدتي، ايمان الزين، وهي ممرضة في بني خلاد، لشراء وإعداد الكسكسي رفقة أفراد عائلتها، تقول أنها مناسبة لجمع الأسرة في بيت والدتها والاحتفال بهذه الليلة الطيبة، وتضيف: "حين يجتمع كل أفراد العائلة على الإفطار يتذوقون حينها طعم النكهة الخاص لهذا الطبق ويتنافس الأطفال والكبار على تناوله، لينتهي كله وعلامات السرور والفرح بادية على وجوههم".
وأوضحت أن النساء في العادة كل واحدة تطبخه بطريقتها الخاصة، حيث هناك من يستعمل لحم الخروف وهناك من يفضل الدجاج، وهي شخصيًا تعودت على لحم الخروف من والدتها حيث تغسل اللحم جيدا وتضيف له التوابل اللازمة حتى يكون لذيذًا وخفيفا على المعدة في الليل.
وقالت نفيسة بن عويشة، ربة بيت وجدة، ما أحلى هذه الليلة حين تفوح رائحة الكسكسي العبقة من كل البيوت في نفس الوقت وكأنها مناسبة لربات البيوت ان تبين مهارتها في الاخراج النهائي لهذا الطبق ومن ستتفوق على الاخرى
ومن جهة اخرى نجد ايضا بعض العائلات الاخرى التي لم تعد ملتزمة بهذه العادة التقليدية لطبخ الكسكسي على موائدهم بتعلة انهم يفضلون اطعمة خفيفة على المعدة.
من بينهم محمد عبد اللاوي، عامل يومي، قال إن زوجته تعرف ما يحبذه كل فرد من أفراد العائلة في الطعام، لذلك هي تبتعد عن المأكولات الدسمة خلال شهر رمضان وتطبخ أكثر مأكولات خفيفة مثل الطجين، البيتزا، والمعجنات في الفرن والبريكة التونسية التي يجب ان تكون موجودة كل يوم على مائدة الافطار .