من المتعارف عليه حب الإنسان للأكل ورؤية التنوع في الأطباق في كل بلدان العالم وهنا في تونس تعشق النساء المطبخ ويتفنن في تقديم فنون الطعام، تقدم بعض الأطباق الخاصة تزامنا مع فصل الشتاء لمقاومة برودة الطقس والمحافظة على دفء جسم الفرد وفي هذا السياق بحث المشعل عن أشهر هذه الأطباق المرتبطة بفصل الشتاء في جهة بني خلاد .
أخبرتنا نفيسة بن عيسية -ربة بيت - وتبلغ من العمر 81 سنة أن الخلالدية يستعدون لفصل الشتاء من فصل الصيف عن طريق جمع"العولة" الخاصة بهذا الفصل وتخزينها طيلة السنة حتى يتم استهلاكها، حيث يتم شراء الشعير والقمح بكميات كبيرة وبعد ذلك تنظف وتغسل ثم تجفف ويتم رحيها وتكون النتيجة "شربة شعير" و"برغل " وهم مخصصين بالأساس للطبخ في الأيام الباردة حيث يضاف إليهم الخضار والبقول الجافة وبعض الهريسة المجففة والتوابل لمقاومة بعض الأمراض المتمثلة في الزكام والسعال .
من جهة أخرى قالت منجية الصيد -ربة بيت- 57 سنة أنها تتحضر للشتاء من خلال تجهيز "الحلالم العربي" في منزلها فهي تحضر العجينة الخاصة بها ثم تقوم بفتله في شكل أعواد رقيقة وتقص منها حبات صغيرة وبعد ذلك تتركها لتجف فوق غربال في الشمس وحين تجهز يمكن طبخها، يستطيع كل شخص تناولها حسب رغبته، حيث هناك من يطبخها بالخضار وهناك من يطبخها دون خضار وإنما مع اللحم وهي صحية ولذيذة وتدفئ المعدة ويتم إعدادها منزليا .
ويقول رضا مسعود -أصيل بني خلاد- أن طاولة الأكل في بيته خلال فصل الشتاء محجوزة لكل انواع الشوربة منها العدس والشعير، الحلالم الحارة، الرشتة والبرغل، أما بالنسبة له فهو يعشق أكلة "البرغل" حين يكون مطبوخا بالفول العربي والهريسة والخضار المكون من لفت وبطاطا وجزر وكرفس فهي مغذية ومقوية للجسم في نفس الوقت وتحميه من الإصابة بنزلة البرد الموسمية .
أما -عبد الجبار الجربي- فهو يميل أكثر "للبرودو" أو ما تسمى "مرقة خضار" مع كل الأكلات الجارية التي تعد مثل الشوربة فهي صحية بالنسبة له وتقوي عضلات الجسم وذاكرة الانسان .
