حين قرر باسم محمود، 29 عامًا، من منطقة دار السلام جنوب القاهرة، التقديم على الإعلان الـ19 للإسكان الاجتماعي، كان لديه آمالًا بأن تكون تلك الخطوة بداية مستقبل أفضل له، إذ لم يستطع السنوات الماضية الحصول على شقة نتيجة ارتفاع أسعار العقارات في مصر.
اصطدمت أحلام محمود بعدة عوائق؛ أولها كان الازدحام الشديد على مكاتب البريد المخصص سحب كراسات الشروط منها، وهي 590 مكتب على مستوى الجمهورية، إلا أنه قضى ساعات طويلة حتى حصل على واحدة منها، بَيْد أن المشكلة الأصعب كانت في موقع التقديم التابع لصندوق الإسكان الاجتماعي ودعم التمويل العقاري.
أزمات موقع الإسكان
يقول محمود: "لم أستطع حتى الآن رفع أوراق التقديم على الموقع بسبب المشاكل التقنية الموجودة بها، وفي كل مرة أرفع بها الأوراق وأضغط إرسال تظهر لي رسالة خطأ عام أو خطأ بالنظام، وفي أحيان أخرى لا أستطيع الدخول من البداية على الموقع، مع اقتراب موعد انتهاء التقديم".
في نوفمبر الماضي، طرحت وزارة الإسكان الإعلان الـ19 لشقق متوسطي ومنخفضي الدخل، عقب ثلاث سنوات بلا إعلانات، مما دفع أعداد ضخمة من المتقدمين، لكن موقع وزارة الإسكان لم يكن مستعدًا لاستقبال هذا الكم من الطلبات، مما أدى إلى ظهور مشاكل تقنية عديدة.
دفع التوتر محمود إلى التوجه لمحال الكمبيوتر "سايبر" للحصول على المساعدة في التقديم، إلا أن ذلك كلّفه عبئًا ماليًا إضافيًا قدره 200 جنيه، وهو ما اعتبره محمود استغلالًا للأزمة، وبعد ثلاث أيام من المحاولات، تمكّن أخيرًا من إتمام عملية التقديم.
بحسب موقع صندوق الإسكان وصل عدد المسجلين حتى الآن 54 ألفًا و807 مسجل، بينما من سحب كراسات الشروط ولم يُقدّم بعد، وصل إلى 220 ألف و740 مواطنًا.
غضب على مواقع التواصل الاجتماعي
محمود ليس بمفرده، إذ شهد موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" حالة من الغضب بين المتقدمين على شقق الإسكان الاجتماعي؛ بسبب المشاكل التقنية بالموقع، منهم محمد أسامة، 29 عامًا، الذي سحب كراسة الشروط منذ اليوم الأول لفتح الإعلان وأنهى الأوراق سريعًا، حتى واجهته مشاكل تقنية في رفع الأوراق على الموقع: "الموقع غير مُحدّث وكل مرة تظهر لي رسالة "عذرًا الموقع يعاني من مشكلة الآن".
أمل أسامة في الحصول على شقة الزوجية هو وخطيبته، لكنه حتى كتابة تلك السطور لايزال وضع التقديم الخاص به مجهولًا: "أحاول التقديم على مدار اليوم، حتى لا أضطر في النهاية الاعتماد على الإيجار الجديد الذي أصبح بأرقام مالية ضخمة".
حاولت صوت السلام التواصل مع مي عبد الحميد، الرئيس التنفيذي لصندوق الإسكان الاجتماعي، وعمر خطاب المتحدث الرسمي باسم وزارة الإسكان الاجتماعي، بالاتصال الهاتفي ورسائل تطبيق "واتساب"؛ للاستفسار عن الحلول التي ستلجأ لها الوزارة، وما إذا كانت هناك إمكانية لمدّ فترة التقديم بسبب المشاكل التقنية التي تواجه الموقع، إلا أنه لم يتم الحصول على رد حتى الآن.
وتظل أحلام الآلاف من الشباب معلقة بسبب هذه المشكلات التقنية، ما يُهدد قدرة العديد منهم على التقديم بشكل فعلي على مشروع الإسكان الاجتماعي.