"اليوم تفوز الثورة".. لكن ماذا يحدث في سوريا؟ 

حقوق الصورة: وكالة الأنباء الفرنسية

كتب/ت مريم أشرف
2024-12-08 17:46:40

استيقظ المصريون، اليوم الأحد 8 ديسمبر، على خبر تحرير العاصمة دمشق من قبضة النظام السوري، وهروب الرئيس بشار الأسد خارج البلاد، بعد ثورة دامت 13 عامًا، وحكمًا استبداديًا استمر لأكثر من 50 سنة لحافظ الأسد وابنه بشار، لتنتهي حلقة بالدراما السورية، وتبدأ حلقة أخرى لاتزال مجهولة بعد. 

لم يتوقع أحد حدوث ذلك بتلك السرعة، لكن إحدى عشر يومًا كانت كفيلة بتسارع الأحداث، بعد صرخة أطلقها السوريون عام 2011، ثم حرب أهلية تلتها لسنوات طويلة. 

في 27 نوفمبر الماضي بدأت هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع والفصائل المسلحة عملية تسمى "ردع العدوان"، وخلال تلك العملية حدثت اشتباكات بين الجيش السوري والفصائل، واستمر الاشتباك حتى صباح 29 نوفمبر.

لكن الفصائل حاصرت ريف أدلب ومدينة حلب، وبعدها قصف الجيش السوري مواقع الفصائل، التي استمرت في التوسع، وبالتالي أغلقت السلطة السورية الطرق المؤدية إلى حلب، وفرضت حظر التجول في المدينة حفاظًا على حياة المدنيين.

وحتى صباح السبت 30 نوفمبر تمكنت الفصائل من السيطرة على أكثر من 50 بلدة وقرية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

السيطرة على حماة

وفي صباح الأحد 1 ديسمبر، تقدمت الفصائل لمدينة حماة، فيما استمر النزاع بين الفصائل والقوات السورية مستمرًا حتى الخامس من ديسمبر، وفيه أعلنت الفصائل سيطرتها على مدينة حماة، مُعلنة تحركها وبدء مُحاصرة دمشق. 

وبالفعل أعلنت الفصائل السورية المسلحة أمس السبت، بدء مرحلة "تطويق" دمشق، في الوقت الذي نفت فيه وزارة الدفاع السورية انسحاب قوات من الجيش من مناطق محيطة بالعاصمة. 

بعدها نزل متظاهرون إلى الشوارع في عدة ضواحٍ بالعاصمة، ومزقوا صور للأسد، كما حطموا تمثالًا لوالده الرئيس الراحل حافظ الأسد، دون أن تشتبك معهم قوات الجيش أو الشرطة، ولم تكن تلك المرة الوحيدة التي ستُمزق فيها صور أو تماثيل للأب وابنه، بل تكرر المشهد بعد تحرير العاصمة، وخروج آلاف المعتقلين من سجون النظام الباطش، وأبرزهم سجن صيدنايا العسكري في شمال دمشق.

احتفالات في ساحة الأمويين

وفي الرابعة فجر اليوم أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط بسقوط نظام الحكم، لتبدأ بعدها الاحتفالات في أنحاء سوريا، وأولها ساحة الأمويين في دمشق، مُغلفة بدموع وآهات السوريين الذين رأوا صنوف العذاب على يد حافظ وابنه بشار، وظلم تعرضوا له بعد وقوع الثورة السورية في 2011، أدت إلى انقسامات داخلية وقيام حرب أهلية وانتهاكات عديدة على يد النظام، نتج عنها نزوح آلاف السوريين حول العالم.

وخلال اليوم خرج رئيس الحكومة السورية، محمد غازي الجلالي، بعد فرار بشار، مُصرحًا باستعداده للتعاون مع أي قيادة يختارها الشعب، ومُعلنًا عن تواجده في مجلس الوزراء منذ الصباح، ومؤكدًا على استعداده لإجراءات التسليم. 

بينما أعلنت السفارة السورية في مصر توقف أعمالها مؤقتًا، مُعبرة عن السبب "إلى حين إعادة الربط مع منظومة الجوازات المركزية في دمشق". 

لاتزال الأحداث في سوريا مُلتبسة إلى الآن، ولا يستطيع أحد التكهن بما سيحدث، إلا أن لحظات فرح واحتفالات السوريين وتكبيراتهم في أرجاء سوريا، وكذلك في دول أخرى مثل مصر وتركيا، تستحق التوقف عندها قليلًا، في الوقت الذي أعلن فيه ائتلاف المعارضة السورية، عمله على تشكيل هيئة حكم انتقالية ذات سلطة تنفيذية كاملة، بمشاركة جميع القوى الوطنية دون إقصاء.