تختتم انتخابات اتحاد الطلاب في جامعات مصر، غدًا الخميس 28 نوفمبر، طبقًا للجدول الزمني للانتخابات الذي نشرته وزارة التعليم العالي، والذي حدد انطلاق الانتخابات في 14 نوفمبر حتى 28 نوفمبر بمراحلها المختلفة، بدءًا من الترشح، نهايةً بانتخاب أمناء اللجان ومساعديهم ورئيس الاتحاد ونائبه على مستوى الجامعة، ثم اختيار تشكيل اتحاد الطلاب في كل جامعة حسب نتيجة الانتخابات.
وبحسب اللائحة التنفيذية للقانون التنظيمي للجامعات واتحاد الطلاب في مصر، يهدف تشكيل الاتحاد بشكل أساسي لـ"تمثيل الطلاب في الداخل والخارج والدفاع عن مصالحهم وحقوقهم، بما لا يخالف التقاليد والقيم الجامعية، والتواصل مع الجهات المختلفة لتوفير وتحسين الخدمات المقدمة لها"، كما يوضح القانون علاقة الاتحاد واللجان بالطلاب وتقديم الأنشطة.
يُذكر أن عدد المتقدمين لماراثون انتخابات الاتحادات الطلابية في الجامعات الحكومية بلغ 19951 طالبًا وطالبة، وذلك في 28 جامعة حكومية على مستوى الجمهورية، من يوم 14 نوفمبر، الذي فُتح فيه باب الترشح، وانطلقت من خلاله الجامعات في اختيار الطلاب لممثلهم، تحت مظلة اللائحة التنفيذية للاتحاد، في واقع به مشكلات في الترويج للاتحاد، والتفاعل مع الطلاب.
علاقة الاتحاد بالطلاب، هي العامل الأساسي في انتخاب الاتحاد وتشكيله والزخم حول أنشطته، حيث يُفترض اشتباك الاتحاد بقاعدة الطلاب في عدد من الخدمات، وكذلك يُمثّل رئيس الاتحاد، صوت الطلاب داخل التشكيل الإداري للجامعة، بحسب المادة 340 من اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم الجامعات، والتي تنص على أن أحد اختصاصات اتحاد الطلاب في النقطة الخامسة متابعة جودة الخدمات المُقدّمة للطلاب ورفع تقارير للسلطة المختصة في حالة حدوث مشكلات أو قصور في أداء الخدمة".
بين الترويج والاختفاء
وعلى خلاف مواد القانون ومهام الاتحاد، لم تبني رحمة سعيد، طالبة بالفرقة الرابعة بكلية الإعلام، خلال سنوات دراستها أي علاقة مع اتحاد الطلاب، ولا تعرف سوى فردين من أعضاء الاتحاد، هما صديقاها ومسئولان بإحدى اللجان.
لم تشارك "رحمة" بالتصويت في الانتخابات، لأنها لا تعرف المترشحين وما يقدمونه، فالانتخابات لا يُروّج لها بشكل جيد، ولا يعرف عنها أغلب الطلاب، حسب وصف رحمة للمشهد الحالي في الكلية.
تكمل رحمة قائلة :"اتحاد الطلبة بيفيد الطلاب عشان يربط بين الطلاب وإدارة الكلية، وبشوف إن دي مهمتهم الأساسية، لكن فيه بعض الشخصيات لما بتدخل اتحاد الطلبة بتعتبر نفسهم أهم من الطلاب أو مميزين عنهم مثلًا، هما ليهم دور زيادة، لكن هما مازالوا طلبة زيهم زينا".
الأمر مشابه، بالنسبة لمحمد مدحت، خريج كلية التجارة الشعبة الإنجليزية بجامعة القاهرة 2018\2019، إذ فضّل عدم المشاركة في أنشطة اتحاد الطلاب حينها، ففي رأيه أنهم لا يهتمون بالطلاب، وقد حاول المشاركة مرة واحدة في نشاط أسرة رياضية، لكنه لم يجد اهتمام وتنظيم من الاتحاد، بالإضافة إلى الوقت الذي تتطلبه تلك الأنشطة، ولا يتناسب مع ضغط المحاضرات والامتحانات، وكل تلك العوامل قطعت علاقته مع الاتحاد بعد أسابيع قليلة.
عزوف
وحول تجربته ينصح "مدحت" الاتحاد المُقبل بقوله "المفروض اتحاد الطلبة يقدم نصائح وإرشادات للطلاب الجدد، وينقل خبراته ليهم في الكلية من ناحية المنهج والدكاترة، الكلية ورؤيته، أهمية الأنشطة، مش بس يقدموا أنشطة ويعملوا انتخابات".
وفي جامعة حلوان، فحب تجربة التمثيل المسرحي دفع محمد كمال للالتحاق بقسم المسرح، والدراسة مرة أخرى، وهو نشاط خاضه في أسرة تتبع اتحاد الطلاب، في دراسته السابقة، قبل أن يتقدم للدراسات العليا بكلية آداب قسم المسرح، لكن المفاجئ هو انقطاع علاقته باتحاد الطلاب في دراسته الثانية، بسبب غياب اللقاءات التعريفية مع الكليات واتحاد الطلاب، أو الترويج للمرشحين في الانتخابات، في حالة من اختفاء أعضاء الاتحاد وسط زحام الجامعة.
ورفضت آية أحمد -الفرقة الرابعة بكلية آداب جامعة حلوان- التصويت في انتخابات اتحاد الطلاب لهذا العام، بسبب طريقة تعامل الأعضاء معها ومع زملائها بشكل سيئ في مواقف متعددة، منها رفضهم لتقديم المساعدة لها في عامها الدراسي الأول، بل وشعرت حينها آية أنهم يتعالوا عليها، بدلًا من محاولة مساعدتها، وبسبب ذلك ترى أن الأزمة في قصور تواصلهم مع الطلبة، على الرغم أن الاتحاد من مهمته تقديم الدعم للطلاب.
وأمام بوابات جامعة عين شمس، تمر كنزي محمد داخل الجامعة لتكتشفها في عامها الدراسي الأول، وخلال جولاتها اكتشفت بعض الأنشطة التي يقدمها الاتحاد، بناءً على الاعلانات التى طرحت فى بداية العام الدراسى، فترى كنزي أن اتحاد الطلبة يساعد فى التواصل مع الآخرين، ويقدم أنشطة لرفع مهارات الطلاب للتأهيل لسوق العمل، وذلك ما يتنافى مع رواية كمال ورحمة عن تجربتهم مع اتحاد طلاب جامعة حلوان وجامعة القاهرة.
تعارض وسلبيات
تواصلت "صوت السلام" مع أحمد عبدالهادي بجامعة عين شمس -طالب مؤهلات عليا بكلية الآداب علم نفس- الذي أكد على ترويج أنشطة اتحاد الطلاب في الجامعة، كذلك محاولاتهم في التواصل مع الطلاب وتقديم أنشطة لهم، لكن في رأيه ما يعيب الاتحاد هو عدم مراعاتهم لمواعيد الأنشطة التي تتقاطع مع مواعيد المحاضرات، مما يقطع علاقته كطالب بالاتحاد، رغم أنه شارك كرئيس الاتحاد لفترات بكليته السابقة -هندسة اتصالات في حلوان-، وأمين اللجنة الاجتماعية والرحلات في فترات أخرى، وحينها كانت أنشطة الاتحاد تراعي ألا تتعارض مع مواعيد المحاضرات.
وعلق "عبدالهادي" قائلًا: "الاتحاد الحالي لا يبذل ذلك المجهود، مما يؤثر على علاقته بالطلاب، رغم أن الاتحاد يفترض أن يكون له سلطة واسعة داخل الكلية، فلهم صوت مسموع ودور فعال في تقديم خدمات ومساعدات للطلبة لتنمية قدراتهم".
تجارب حالية
يشارك محمد صلاح -الفرقة الثالثة- في عضوية أسرة "فكرة" التابعة لاتحاد طلاب عين شمس، وهي أسرة تقدم جلسات تنمية بشرية وتتواصل مع الطلاب، كما تقدم العديد من الأنشطة المختلفة مثل المعسكرات التدريبية والمسابقات، والتي تُعلّم الطلبة التعامل مع عدد كبير من الناس دون رهبة، كان "محمد" يود الترشح في الانتخابات، لكنه يعلم أنها مسؤولية كبيرة تحتاج لتفرغ لا يملكه هو حاليًا. ينصح محمد الطلبة في المشاركة في الأنشطة لأنها تضيف لحياتهم خبرة في التعود على العمل الجماعي، كذلك كسر حاجز الرهاب وتنمية روح الإبداع.
حاول محمد نشر نشاط الأسرة حول الطلاب من خلال عدة طرق؛ إذ يستغل فترة الانتخابات والترويج للاتحاد، ليعرف الطلاب على الأسرة، ثم تنظم الأسر يوم ترفيهي مثل الهالوين أو رمضان يكون به توزيعات بسيطة للطلبة، ويبدأ بسؤال الطلبة عن نشاط الأسرة وطريقة الانضمام إليه.
كما تحمست سماء قطب -طالبة بكلية الآداب قسم الحضارة واللغات الأوروبية القديمة- للانضمام للاتحاد والترشح لأحد اللجان، تعيد سماء ذلك لخبرتها السابقة في نشاط الأسرة، وهي عضو بأسرة "كيان"، وتحاول من خلالها نقل خبرتها للطلبة الجدد عن طريق المعسكرات والحفلات والندوات.
وتحاول سماء مساعدة الطلاب في الانضمام للأسرة والاتحاد، لكسر الصورة النمطية عن اتحاد الطلاب والترويج له، حيث تتحدث مع الطلبة أكثر عن النشاط وأهميته من الناحية الدراسية وعلى المستوى الشخصي، والفرق الذي يحدث في شخصيته من بداية مشاركته حتى تخرجه، يكون ذلك في حفل استقبال الجامعة، خاصة في أول أسبوع حيث تكون الأسرة موجودة بشكل متفاعل مع الطلبة وتنظم حفلات استقبال وأنشطة تفاعلية معهم.