تمر ذكرى عيد الحب المصري سنويًا، في الرابع من نوفمبر، وفي السنوات الأخيرة تزايد اهتمام المصريين به، إلا أن الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار حال دون ذلك هذا العام.
وقد دشّن عيد الحب المصري، الصحفي الراحل مصطفى أمين، في العام 1974، تلك المعلومة لا يعرفها أحمد نعمان، صاحب محل هدايا، بحدائق المعادي، فمن وجهة نظره أنه غير مهم، خاصة أن المناسبة الأشهر منه هي عالمية وليست محلية، وهو عيد "الفالنتاين"، الذي يأتي في 14 فبراير من كل عام.
الأسعار "غالية" و"مفيش إقبال"
لذا لم يضطر نعمان شراء بضاعة لتلك المناسبة بالتحديد، خاصة مع ارتفاع الأسعار المستمر "هو أصلًا مبقاش فيه إقبال في اليوم الطبيعي"، إذ يتراوح سعر الهدية المغلفة؛ تابلوه أو برواز، بين 150 جنيه و400 جنيه، فيما يبلغ سعر الدبدوب ما بين 100 جنيه و400 جنيه، وساعة اليد يتراوح سعرها من 130 جنيه و200 جنيه.
تفاجأ أيضًا إسلام محمد، صاحب محل هدايا، بحدائق المعادي، أن أمس هو عيد للحب، فلم يشعر بأي اختلافات في الشارع، أو المحلات المجاورة له، بالأخص أن المبيعات اليوم طبيعي، ولم يكن هناك ثمّة فارق عن مبيعات أي يوم آخر،
ويتوقع أن سبب ذلك سوء حركة البيع والشراء بشكل عام في الأسواق، كما أن المواطنين يحبون الاحتفال بعيد واحد فقط بسبب الحالة الاقتصادية؛ وهو عيد الحب العالمي.
ويقول كريم محمد، صاحب محل هدايا بدار السلام، إن أقل سعر للهدية المغلفة هو 400 جنيه، فيما لم يُقبل أحد على شراء هدايا في عيد الحب المصري "الناس بتعاني من غلاء المعيشة وشراء الطعام، فحتى الذي كان يُقبل على الشراء العام الماضي، لم يُقبل هذا العام".
ويؤكد محمد أن الشباب يهتمون أكثر بعيد الحب العالمي "واحنا كأصحاب محلات بنستعد لعيد الحب في فبراير، ولكن مع الحال ده أتوقع أيضًا إن مش هيكون فيه إقبال على الشراء بسبب غلاء الأسعار".
وينعي محمد حاله قائلًا "يوميًا أخسر لأن السلعة الواحدة زاد سعرها من العام الماضي للعام الحالي، بقيمة 50 %، ولم يكن هناك هامش الربح، البيع قليل جدًا حتى في المناسبات".
حال "الحبّيبة"
وعلى الرغم تأكيد أصحاب محلات الهدايا أن كثيرين لا يعلمون عيد الحب المصري، إلا أن حسنية عبدالله، وهي سيدة ستينية، تحب مناسبة عيد الحب المصري، وتقول "في يوم عيد الحب تعرفت على زوجي، وكل عام يُحضر لي مفاجأة جميلة منه، بيكتب لي رسالة تهنئة ويشتري بعض الورد الحمراء اللطيفة".
كذلك لا يُحب محمد أحمد، 25 عامًا، تفويت مناسبة دون شراء هدية ولو بسيطة لخطيبته، تعبيرًا عن حبه لها، ولا يرى أن الأوضاع الأقتصادية تُمثل له عائقًا، لأنه من الممكن شراء هدية بسعر بسيط، وستفرح بها خطيبته بدلًا من تفويت المناسبة تمامًا "ممكن بردو تبقى الهدية خروجة بسيطة، الفكرة في الفعل نفسه وإنها تفرح، مش في ثمن الهدية".
أما مصطفى السيد، 28 عامًا، فلم يعلم أن أمس هو عيدًا للحب، وتُعدّ تلك أول مناسبة عيد حب تمر عليه مع خطيبته، لكنه قرر شراء هدية لها في عيد "الفالانتاين" في فبراير القادم، إذ أنه لن يتحمّل شراء هديتين في مناسبتين مماثلتين بسبب غلاء الأسعار "مش هقدر أعمل كدا لإن شراء هديتيني سيضيف عبء إضافي على مصاريفي الشهرية، وبالأخص وأني أجمع تكاليف زواجي بصعوبة".