طلاب "إعدادي" ينتقلون إلى مدارس "شارع الفيوم".. وأولياء أمور: "القرار غير عادل"

تصوير: دينا عبد العزيز - طلبة مدرسة جمال عبد الناصر الثانوية بنات

كتب/ت دينا عبد العزيز - ملك عرفان
2024-10-01 18:18:45

يعاني طلاب المرحلة الإعدادية بعدد من مدارس منطقة دار السلام، منذ بداية العام الدراسي، من قرار نقلهم إلى مجمع المدارس بشارع الفيوم، الذي يبعد عنهم، واتُخذ القرار لتخفيف التكدس في الفصول. 

وتقول زينب محمد، ولية أمر، لـ"صوت السلام"، إنها تضطر لاستقلال الميكروباص برفقة ابنتها يوميًا إلى المدرسة، بعدما كانت ابنتها تسير إلى المدرسة سيرًا على الأقدام، حيث كان يبعد عنها بشارع واحد فقط.

إعلان قرار النقل قبل يومين من الدراسة

فيما أكدت إحدى أولياء الأمور-رفضت ذكر اسمها- أن خبر النقل لم يتأكد سوى قبل بدء العام الدراسي بيومين فقط، إذ تقول "المدرسة لم تكن متأكدة من قرار نقل طلاب المرحلة الإعدادية، فقد كان هناك حديث لنقل طلبة المرحلة الإبتدائية، ثم تم تأكيد خبر نقل المرحلة الإعدادية بعد ذلك، ولم يعلم أولياء الأمور والطلاب عن النقل شيئًا سوى قبل بداية الدراسة بيومين". 

وفي سؤال زينب عن سبب النقل أرجعته إلى تكدس الطلاب، مما اضطر إدارة المدارس المعنية بتقليل العدد، حيث نُقل طلاب مدارس "الشهيد عبد الخالق نبيل" و"الجزيرة" و"أحمد زويل" و"السلام" الإعدادية، إلى مدرسة جمال عبد الناصر الثانوية بنات ومدرسة السلام الثانوية بنين الواقعين داخل مجمع المدارس في شارع الفيوم، في الفترة المسائية من  الثانية عشر ونصف ظهرًا حتى الرابعة والنصف عصرًا. 

ويُذكر أن طلاب المرحلة الإعدادية في المدارس السابق ذكرها لم يُنقلوا جميعًا، بل نُقل بعض فصول الصف الأول والثاني الإعدادي، فيما نُقل الصف الثالث بأكمله. 

ويقطع طلاب مدرسة الجزيرة نحو 900 متر للوصول إلى مدرسة جمال عبد الناصر، مُستقلين وسيلتين مواصلات؛ "توكتوك" من منطقة المطبعة إلى كوبري دار السلام، ثم يستقلون ميكروباص من الكوبري إلى المدرسة، وتبلغ تكلفة المواصلتين معًا 10 جنيهات، ومثلهم للعودة، فضلًا عن الوقت الذي يستغرقونه في الوصول إلى مجمع المدارس، إذ يستغرقوا نحو ساعة للذهاب والعودة. كذلك الحال بالنسبة لمدرسة الشهيد، فيقطع الطلاب مسافة كيلومترًا واحدًا للوصول إلى مجمع المدارس. 

وتشتكي زينب من تبعات القرار عليها، فقد كلّفها عبء مادي إضافي بالفعل، فتضطر لدفع 20 جنيه للذهاب والعودة، بجانب احتياج ابنتها لـ30 جنيهًا تكاليف وجبة الإفطار والمصروف الشخصي لها. 

أولياء أمور يضطرون إلى السير بسبب "أجرة المواصلات"

تعاني أيضًا رضوى محمد، ولية أمر، حيث كانت مدرسة الشهيد التي تدرس بها ابنتها قريبة من مكان السكن، أما الآن فتضطر لاصطحاب ابنتها الطالبة في الصف الثالث الإعدادي خوفًا عليها من بعد المسافة، وتُجبر أيضًا على السير يوميًا على الأقدام بسبب العبء المادي التي لا تستطيع تحمله.

وتضيف رضوى أن الفصل الواحد بمدرسة الشهيد كان يصل إلى 70 طالب. 

وتؤكد الرأي أم لإحدى طالبات الصف الثالث الإعدادي بمدرسة الجزيرة الإعدادية بنات -رفضت ذكر اسمها- أن نقل الطلبة إلى مجمع المدارس لم يكن قرارًا مناسبًا، قائلة “بنتي مكنتش عايزة تروح المدرسة وهي قريبة بسبب طريقة التدريس اللي بتكرهها في التعليم، فما بالك وهي بعيدة”، خاصة أن الحضور إلزاميًا هذا العام، إذ شددت وزارة التربية والتعليم على ضرورة انتظام الطلاب عبر عدد من الآليات منها نظام أعمال السنة والتقييمات والأنشطة التي ستُتطبق في مراحل النقل، والتي تستهدف مصلحة الطالب وتطوير قدراته. 

ولفتت النظر إلى ضياع وقت كبير بسبب تحول الدراسة إلى الفترة المسائية، مما يتعارض مع مواعيد الدروس الخاصة “كدا مش هيلاقوا وقت يذاكروا فيه”، وتضطر ابنتها الطالبة قضاء نحو خمس ساعات بالمدرسة، بجانب 4 ساعات مخصصة للدورس يوميًا. 

تكدس الطلاب أقل

أما الطالبة بالصف الثالث الإعدادي، سارة وليد، كان لها رأي مختلف، إذ أن قرار النقل لم يكن مُرهقًا بالنسبة إليها؛ حيث تسكن سارة بجانب كوبري دار السلام، مما يجعل المسافة المستغرقة للوصول إلى مجمع المدارس بشارع الفيوم ليس كبيرًا "المواصلات سهلة ومبتاخدش وقت". 

ولم يوضح أحد من إدارة مدرسة الجزيرة لسارة أسباب نقلها إلى المدرسة الجديدة "حسب ما عرفت من زملائي في تالتة إعدادي إننا كلنا اتنقلنا للمدرسة دي، وفعلًا الفصل بقت كثافته أقل"، فأصبح الفصل يستوعب نحو 45 طالبة، بعد ما كان يصل حجم التكدس إلى 75 طالبة.

فيما تتكبّد ريم محمد، الطالبة بنفس المدرسة، عناء المشوار، حيث تسكن بمنطقة المطبعة بدار السلام، مما يضطرها لاستقلال وسيلتين مواصلات يوميًا، وتبلغ تكلفة المشوار 10 جنيهات في الذهاب فقط "وكمان كنت فترة صباحية، فكان عندي وقت أكبر للمذاكرة والدروس الخصوصية"، أما الآن فتعاني من ضيق الوقت، فضلًا عن اضطرارها لتغيير مواعيد الدروس. 

 

تصوير: دينا عبد العزيز - نقل طلاب ثلاث مدارس إعدادية إلى مجمع المدارس بشارع الفيوم