معارض "أهلًا بالمدارس" ترفع شعار "لا تخفيضات" لسكان دار السلام 

تصوير: ملك عرفان - أحد محال بيع المستلزمات المدرسية بدار اسلام

كتب/ت ملك عرفان
2024-09-23 20:33:29

لم تكن الرحلة إلى نسخة معرض "أهلًا بالمدارس" الرسمي، بحي مدينة نصر، هي اختيار رمضان محمد، رب الأسرة، التي تتشكل من زوجة و6 أطفال؛ جميعهم طلاب في مراحل دراسية مختلفة بحي دار السلام.

ميزانية ضخمة

يقول محمد مُبررًا قراره: "فارق السعر والتخفيضات لا يستحق عناء الرحلة، وما سأوفره سيضيع في تكاليف الانتقال ونقل كمية المستلزمات التي سأشتريها، من صالة جهاز المشروعات الصغيرة، بمدينة نصر، والتي خصصتها وزارة التموين لتنظيم المعرض لسكان القاهرة".

ويوضح قائلًا "أحتاج على الأقل 10 آلاف جنيهًا، للاستعداد لدخول المدرسة، وقررت هذا العام للمرة الأولى أن أخوض بنفسي رحلة شراء مستلزمات الدراسة بدلًا من زوجتي، مُعتقدًا أنني قد أوفر قليلًا في ميزانية الدراسة الضخمة".

سوق العتبة

حصل رمضان على نصيحة من أحد أصدقائه، بالتوجه لمنطقة "العتبة"، التي تبعد حوالي 8.5 كيلومترًا، لشراء المستلزمات بالجملة، مُتوقعًا توفير جزء من الميزانية، لكن رمضان تعجّب من الأسعار بمنطقة العتبة أيضًا، التي أكد أنها أقل بنسبة بسيطة جدًا.

يقول رمضان "وجدت سعر الكتاب الخارجي الواحد بحوالي 150 جنيه، وسعر الكشكول الواحد 10 جنيهات، والحقيبة المدرسية بحوالي 550 جنيه"، بينما يصل سعرها بمحال دار السلام إلى 600 جنيه، والفارق سيسدده ثمنًا للمواصلات ونقل المستلزمات.

.

شوادر غير رسمية

يبعد معرض "أهلًا بالمدارس" الرسمي، بمدينة نصر، حوالي 25.6 كيلو متر، تُقطع في حوالي ساعة، فيما تراصت عدد من "شوادر" عرض المستلزمات المدرسية بحي دار السلام نفسه، لكنها جميعًا معارض خاصة وغير رسمية، بعضها يتبع مصانع ومحال، وبعضها يرفع لافتات "تحت رعاية حزب مستقبل وطن”.

ويوضح صلاح محمد، مسؤول بحي دار السلام، أن منطقة دار السلام لا يوجد بها مكان متسع لمعرض بهذه المساحة، مُؤكدًا على أن المعرض الرسمي يستلزم ساعة بالمواصلات بالفعل، ولكنه استطرد قائلًا إن المعرض يضم منتجات جيدة وموفرة لرب الأسرة بديلًا عن محال ومعارض دار السلام.

جودة سيئة 

لم تكن المسافة، وتكاليف المواصلات، هي دوافع قرار سمية محمد، أم لـ3 طلاب بالمراحل الإعدادية والابتدائية، في عدم اختيار معرض "أهلًا بالمدارس"، بل أكدت أن الجودة الرديئة للمستلزمات المدرسية الموجودة بالمعرض هي سبب عزوفها عنه.

فيما أكدت، عدم جدوى المعرض الرسمي بمدينة نصر، بسبب الزحام الشديد وتكلفة المواصلات، وأيضًا حالات السرقة التي قد تتعرض لها بالزحام.

تخفيضات محدودة

ومع رحلة سمية هذا العام لشراء مستلزمات الدراسة من الشوادر والمحال بدار السلام، أكدت أنها لن تستطيع تلبية احتياجات أبنائها الثلاثة، بسبب غلاء أسعار الأدوات، مضيفة "الأسعار تتزايد كل سنة عن الأخرى، وما باليد حيلة".

وأضافت قائلة "تخفيضات المعارض غير الرسمية والشوادر بدار السلام طفيفة ولا تشمل كل المستلزمات، فهي أقل عن المحال بقيمة 50 جنيهًا مثلًا في سعر الحقيبة المدرسية، أما الأدوات الأخرى مثل الكشاكيل وغيرها فهي بنفس أسعار المحال التجارية".

 

وهو ما أكده مالك أحد شوادر بيع المستلزمات الدراسية الموجود بميدان المطبعة دار السلام، رفض ذكر اسمه، فاستهل حديثه قائلًا "الشادر تابع لمصنع خاص، ولكن برعاية حزب مستقبل وطن، ونعرض المستلزمات الدراسية كل عام بهذا الشكل".

وأضاف "نحاول بيع المنتجات بأسعار أقل من المحلات، قد تصل لنصف الثمن، تخفيفًا للأعباء على الأهالي، فأسعار الحقيبة الصغيرة تبدأ من 200 إلى 400 جنيه، والكبيرة من 400 إلى 700 وأكثر”.

فيما أكد حديث سمية، قائلًا "أسعار الأدوات المكتبية لا يوجد بها تخفيضات، فأسعارها واحدة مثل المكتبات لأنها لا يوجد بها مكسب”.

إقبال ضعيف

الشادر التابع للمصنع الخاص، والذي يرعاه حزب "مستقبل وطن"، يعرض المستلزمات الدراسية منذ مطلع شهر سبتمبر الجاري، ووفقًا لمالك الشادر، فسيستمر في عرض المستلزمات حتى 4 أكتوبر، لأن الأهالي، وفقًا لحديثه، يستمرون في الشراء حتى بعد أول أسبوع من دخول المدارس، فيما أكد أن الإقبال على الشوادر غير الرسمية ضعيف، مُعلقًا "السبب معروف، وهو غلاء المعيشة، الله يكون في عون الناس".

أزمة أسعار

"شوادر" دار السلام الغير رسمية أيضًا كانت اختيار سماح أحمد، التي تعجبت من ارتفاعات الأسعار قائلة "أسعار الشنط مُبالغ فيها هذا العام، والارتفاعات غير منطقية، فمثلًا سعر الشنطة العادية 500 جنيه، والفاخرة 800 جنيه، والكوتشي 400 جنيه”.

وعلقت "لا أرى فارق بين أسعار المعارض والمحلات، الفروق بسيطة، نسددها في تكاليف المواصلات، كما أني لا أستطيع اصطحاب أولادي الأربعة لأي مكان خارج دار السلام، والتخفيض لا يستحق، فالحقيبة في دار السلام تكلفتها 500 جنيه، وسعرها بالعتبة بسوق الجملة 450 جنيه، وهذا لا يُعدّ توفيرًا، والأزمة في ارتفاع الأسعار”.

حلول بديلة

وبين بُعد مسافة المعرض الرسمي، وعدم جدوى تخفيضاته، وبين ارتفاع الأسعار بشوادر "مستقبل وطن" لجأت فاطمة رمضان، إلى طرق أخرى للحصول على احتياجات لأبنائها الخمس، حيث توجهت هذا العام لجمعية خيرية بدار السلام، لتتمكن من الحصول على مستلزمات المدارس.

وتقول إن المعارض لا تحقق فارقًا في ميزانية الدراسة، فلم تتمكن فاطمة من شراء المستلزمات بتلك الأسعار، التي زادت أضعاف السنة الماضية، مع ثبات دخل أسرتها، لذلك تشتري كتبًا مستعملة بحوالي 35 جنيه إلى 40 جنيه للكتاب الواحد، فسعر الكتاب الجديد حوالي 170 جنيه، والكشاكيل تشتريها بـ"الدستة"، فتوفر لها حوالي 2 جنيه في الكشكول الواحد.

وتضيف فاطمة "بقية مستلزمات الدراسة أستلمها من جمعية خيرية، يعلم القائمين عليها ظروفي، فزوجى يعمل باليومية، ويتحصل على 200 جنيه في اليوم، وليس له مرتب ثابت، ودخله يكفينا أكل وشرب بالعافية "، ولا تزال فاطمة تنتظر انخفاض الأسعار "لأن الوضع أصبح صعب علينا”.

تصوير: ملك عرفان - عدد من المحال وشوادر بيع المستلزمات الدراسية بحي دار السلام