خلال شهر يونيو لم يستقر سعر الدواجن، وألقى المسؤولون بأصابع الاتهام نحو التجار المتسببين في رفع الأسعار، فيما كان رأي التجار أن سعر البنزين السبب، وفي كل الأحوال فإن طاولة المصريين هي الأثر الباقي، فإما أن تحتوي على الفراخ، أو تخلو منها في كثير من الأحيان.
خلال شهر يوليو الماضي ارتفع سعر الدواجن إلى 98 جنيه، في الأسبوع الأول من يوليو، وفي الأسبوع الثاني انخفض سعرها إلى 83 جنيه، وسجلت في الأسبوع الثالث 75 جنيه، ثم ارتفع سعرها مُجددًا واستقر عند 80 جنيه خلال الأسبوع الجاري من شهر أغسطس.
لم تتغير عادات ياسمين محمد في شراء الدواجن الشهر الماضي فحسب، بل إن تفاوت سعرها وارتفاعه في كثير من الأحيان، دفعها لشراء الدواجن عند الحاجة فقط "مثلًا بدلًا ما كنت بطبخها مرتين، بقيت أطبخها مرة واحدة"، ولم تعد تهتم بانخفاض سعرها أو ارتفاعها لتكراره على مدار عام وأكثر.
وتذكر ياسمين أنه قبل الأزمة الاقتصادية الحالية كانت تشتري الدواجن شهريًا "كنت بشتري بألف جنيه لحمة وفراخ تكفيني طول الشهر"، فيما تؤكد على أن أسواق الدواجن تشهد حاليًا نوع جديد من الاستغلال "بياعين الفراخ بقوا يحطوا سعر مُخفض وفي نفس الوقت يكدب عليا في وزن الفرخة الحقيقي، عشان يكسب".
مثلها استسلمت هالة-اسم مستعار- من متابعة أسعار الدواجن، إذ تقول "خلاص زهقت، كل يوم السعر بيتغير، والزيادة مبقتش متوقعة خالص"، وتضيف أنها عندما علمت بانخفاض سعرها في الفترة الأخيرة استعارت نقودًا من جارتها لشرائها وتخزينها.
تتعامل شيماء علي ومي محمود مع شراء الدواجن بنفس الطريقة السابقة، إذ استسلمت السيدتان للأسعار المتفاوتة "هعمل ايه، لو الفراخ غليت بردو هتبقى أرخص من اللحمة، ماهو مش معقول لا هيبقى فراخ ولا لحمة!”، تقول شيماء، أما مي فاشترت الدجاج هذا الأسبوع، بعدما قاطعته الأسبوع الماضية.
اختلف الأمر بالنسبة لأحلام سيد، لم تعد تشتري دجاج إطلاقًا، مُستبدلة إياها بأجنحة الفراخ، وتُفسر سبب عزوفها عن شراء الدواجن بقولها "الفرخة الواحدة على الأقل محتاجة 150 جنيه، وزوجي بيشتغل باليومية وبياخد 200 جنيه، فمبقاش معانا نشتري فراخ".
أرجع أحمد توفيق، صاحب محل دواجن، أن سبب ارتفاع أسعار الدواجن في الفترة الأخيرة زيادة أسعار البنزين والسولار، فيما يرى أن إقبال المواطنين على الشراء يكون بحسب السعر الذي يتغير طوال الوقت "في بداية الشهر غالبًا بتبقى المبيعات كويسة، لكن في نهاية الشهر بتقل".
وافقه الرأي سعيد سيد، صاحب محل دواجن، لكنه لا يعلم أسباب ارتفاع وانخفاض الأسعار بتلك السرعة، مُستطردًا في حديثه "أعتقد أنه بسبب نقص الأعلاف وزيادة سعر البنزين في الأسبوع الماضي عشان كدا زاد سعرها".
تفاوت أسعار الدواجن بين الشهر الماضي والحالي
أوضح لـ"صوت السلام"، أبو الفتوح عبد المعز، نائب رئيس شعبة الدواجن، المحرك الأساسي لارتفاع وانخفاض الأسعار هي آليات العرض والطلب، مُوضحًا أنه كلما زاد المعروض قل السعر، ويرجع عبد المعز سبب ارتفاع سعر الدواجن إلى التجار الذين يرفعون سعره، ويُفسر كيفية رفع الأسعار "يعني لو السعر في المزرعة بيكون 70 جنيه، ووصل عند البائع 90 جنيه، معنى كدا إن التاجر رفع في سعره جدًا، لأن لازم يكون الفرق بين المزرعة والسوق 5 جنيه تقريبًا"، ولا تزيد عن ذلك، لكن أحيانًا يصل الفارق بين المزرعة والسوق المحلي 14 جنيه.
ويرى عبد المعز أن سعر الدواجن في الفترة الحالية مُستقر بسبب توفير الحكومة للعملة الصعبة ومكونات الأعلاف التي تأخذ نحو 70% من العملية الإنتاجية للدواجن، ونفى نائب رئيس شعبة الدواجن أن يكون ارتفاع سعر البنزين مؤثرًا على أسعار الدواجن