رحلة فيلم شاقة وطويلة، أثمرت أخيرًا عن كونه الفيلم المصري الأول الذي يُعرض بمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في دورته الـ81، بعد 12 عام عن آخر فيلم مصري معروض هناك، لذلك احتفى صناع السينما، أمس الثلاثاء، بدخول فيلم " البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" سباق المهرجان للمنافسة على جوائز "Orizzonti Extra" ،ضمن برنامج للمواهب الشابة.
صناعة الفيلم
تلك الرحلة الشاقة تحدّث عنها خالد منصور مخرج الفيلم، في حديثه لـ"صوت السلام"، الذي بدأها عام 2017، برفقة مؤلف السيناريو محمد الحسيني، ولم يبدأ التصوير سوى في 2022، بعد البحث عن منتج للفيلم، بسبب تصنيفه فيلم تجاري.
ومن خلال البحث لجأ صناع العمل إلى سوق الأفلام في مهرجان كان بدورته 72 في عام 2020، للتبّني من منتجين عالميين،وقتها تعرّف منصور على محمد حفظي المنتج المصري المشارك بالفيلم، وقرر إنتاجه بالتعاون مع المنتجة رشا حسني، وبدأ التصوير الفعلي في 2022.
انتهى صناع الفيلم من التصوير في العام نفسه، بحسب منصور، وبدأت مرحلة التوزيع على المهرجانات العالمية، حتى نجحت المحاولات في الوصول إلى مهرجان فينسيا، ليكون أول فيلم مصري بالمهرجان بعد 12 عام من غياب الأفلام المصري، فقد كان آخر فيلم مصري شارك بفينسيا "الشتا اللي فات" عام 2012.
إرتباك ممزوج بسعادة
يصف منصور شعوره بعد تلقي الخبر لـ "صوت السلام"، أنه شعور "إرباك"، بسبب عدم توقعه وصول الفيلم، وكان قد تلقّى الخبر من رشا حسني، بعد عودته من السفر مُرهقًا من آثار الرحلة، وفي اليوم التالي استيقظ مُتفاجئًا من حالة الاحتفاء الشديد بوصول الفيلم للمهرجان، ومنذ تلك اللحظة امتزجت لديه مشاعر السعادة بالارتباك وعدم استيعابه بعد للإنجاز الذي حققه.
وبسؤاله عن الأثر المتوقع لخطوة فينيسيا على نجاح الفيلم، قال إن "دخول الأفلام الخاصة بالشباب للمهرجانات الأهم في العالم، هم فينسيا وبرلين وكان، هي دفعة كبيرة لتجارب الشباب، بسبب جذب انتباه الصناع العالميين عليهم"، مما يزيد من فرص دخول مهرجانات محلية أو دولية أخرى، بمجرد وجود شعار إحدى هذه المهرجانات على "بوستر" الفيلم.
الكلبان "رامبو"
يحكي الفيلم عن حسن، شاب ثلاثيني، يكتشف مخاوف ماضيه خلال رحلة إنقاذه لكلبه "رامبو"، فحسب ما صرح به منصور، أن الكلب نوعه كلب شارع مصري، وسبب اختياره بالتحديد يعود إلى تفاصيل قصة الفيلم، و قدّم الكلب-كأحد أبطال الفيلم- نحو 60 مشهد، وهو ما يُعدّ الجزء الأصعب إخراجيًا بالنسبة لمنصور، بسبب التعامل مع الكلبين الأخوين اللذان يقدمان دور "رامبو"، وما ساعد في الأداء التمثيلي للكلبين مُدربين متخصصين، كذلك تعاون الممثلين في مصاحبة الكلب ومعايشته لشهور.
يُشارك في الفيلم الممثل عصام عمر لدور حسن، ويذكر المخرج سبب اختيار عمر، قائلًا " من أكثر الممثلين اللي ربنا مصروف لهم قبول وصدق حقيقي، وبعد تجارب مع ممثلين مختلفين فسّروا الفيلم بشكل غلط بعد قراءة السيناريو، لكن عصام بعد أول قراءة حصل توافق بينا في الرؤية الفنيّة والشعورية، وتفاهم حقيقي بينا سهّل عملية صناعة الفيلم".
بعد عرضه في المهرجان يتمنى منصور أن يُعرض في دور العرض المصرية، لأنه فيلم صُنع للجمهور المصري بشكل أساسي، فهو الجمهور المستهدف بالنسبة لصناع العرض.