"كرامتها من كرامتك".. برنامج لدعم أمهات ذوي الاحتياجات الخاصة

تصوير: تسبيح السيد - انطلاق فعاليات برنامج "كرامتها من كرامتك" لدعم السيدات من ذوي الاحتياجات الخاصة

كتب/ت تسبيح السيد محمود - ملك عرفان
2024-07-23 18:29:45

بدأت، أمس، أولى فاعليات برنامج "كرامتها من كرامتك" بالتعاون بين جمعية الأماني الجميلة ومؤسسة جذور، لدعم السيدات المعنفات، خاصة أمهات ذوى الإحتياجات الخاصة، من منطقة عزبة خير الله والمناطق المحيطة، وجاء عنوان الجلسة الأولى "السيمفونية".

اهتمّت إيمان محمد، والدة لطفلين من ذوي الاحتياجات الخاصة، بحضور الجلسة، فمُؤخرًا حرصت السيدة على متابعة ندوات توعية المُقدّمة من الجمعية، التي تناقش قضايا مثل العنف والتربية الجنسية للأولاد.


وجاء وقع الجلسة مُدهشًا على إيمان، فلم تتخيل الأم القصص التي سمعتها، إذ عرفت من قصص الأمهات الأخريات معاناتهن، خاصة مع تعرضهن لمواقف مثل التحرش والعنف، وخلال الجلسة طرحت المُدربة هالة ربيع، حلول للمشاكل التي تتعرض لها السيدات المُعنفّات، كذلك عرضت بعض النصائح لكيفية تعامل الأمهات مع تعرض أطفالهن لمشاهد جنسية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وعبر الحلول والنصائح التي طرحتها هالة تعلّمت إيمان كيف تتعامل في حالة وقوعها بتلك المشكلات، كذلك كيفية توعية أطفالها بالمخاطر التي يتعرضون لها، كما حاولت الأم التعلم أثناء الجلسة كيفية التعامل مع ابنها بطريقة صحية، وتعليمه كيفية التعامل مع إخوته، خاصة أنه يشعر بالفوقية عليهم.

جاءت الجلسة تبادلية، ففيما تحكي الأمهات عن المشاكل التي يقعن فيها، سواء وقعت عليهن شخصيًا، أو وقعت على أطفالهن، مثلما عرض البعض صعوبات التعامل مع أبنائهن من ذوي الاحتياجات، وكيف يؤثر غياب دور الأب.

تفاجأت أيضًا دعاء سمير بالمشكلات التي عرضتها الأمهات الأخريات؛ لدى دعاء خمسة أطفال، وابنتها الكبرى من ذوي الاحتياجات الخاصة. لم تعلم دعاء أن ما تعرضت له قبل سنوات يُعرف باسم "ابتزاز إلكتروني"، إذ ادعى شاب أنه فتاة وحاول الحصول على معلومات منها عن حياتها الشخصية في التعامل مع زوجها وأولادها، ولم تعرف كيف تتصرف، لكن مع حضور الندوات فى الجمعية أصبح لديها الوعي الكافي للتعامل مع تلك المشكلات.

الندوات المختلفة ساعدت دعاء أيضًا في حماية اثنين من بناتها من عملية الختان، خاصة أن ابنتيها الكُبرتين تعرضتا للختان، وأرجعت السبب إلى جهلها بخطورة تلك العمليات، لكنها ما إن علمت بخطورتها أصرت على عدم خضوع الابنتين الصغريتين لتلك العملية.

كما أنها دافعت عن حق بناتها فى التعليم وانقاذهن من الزواج في سن صغير، مثلما حدث مع بنات أعمامهن، تُرجع دعاء ذلك الفضل إلى الندوات التي تُقيمها الجمعية، فبعدما قضت عشر سنوات داخل منزلها خوفًا من الاحتكاك بالمجتمع مع بناتها، قررت الاندماج لإشراك بنتها في جلسات تخاطب وتعديل سلوك، شعُرت بعد وقت قصير أثره عليها، مما نبّهها لأهمية التعلّم، ودفعت بناتها الخمس للوعي الكامل بجوانب الحياة، ومساندة شقيقتهن الكبرى.

من بين من طرحت مُشكلاتها كانت هبة عمر، التي بدأت حديثها بقولها "أنا حسّيت بالأمان علشان كده بدأت أتكلم"، وبدون خوف أو خجل حكت هبة مشكلة الإنطواء التي تعاني منها، كذلك صعوبات التعامل مع ابنها من ذوي الهمم ومشكلاته، فيما استطاعت هبة تدريجيًا من تغيير طريقة تعاملها مع أبنائها، من العنف إلى الحوار والتواصل، ومُحاولة حل مُشكلاتهم بالتفاهم والحب.
وكذا الحال مع أسماء محمود، الأم التي طالت رحلتها مع ابنها المصاب بطيف التوحد، وسعت الأم للمشاركة في تلك الندوات التي ساعدتها على التعامل معه دون عنف، وكذلك مع بقية أبنائها، إذ تقول " تعلمت يعني ايه مساحة آمنة وازاي أحمي نفسي، كمان علّمت أولادي ازاي يحافظواعلى نفسهم".

وعن شعورها بالندوة وصفت أسماء "حسّيت بالمساحة الآمنة فعلًا، واتكلمت عن مشاكلي وازاى أتعامل معاها، كمان فيه أنشطة عديدة بحضرها لتنمية مهارات الأطفال من ذوى الهمم ورحلات ترفيهية للأسر".

أشرفت على الجلسة أمنية أشرف، 16 عام، المتطوعة بالجمعية، وهي غير بعيدة عن حكايات الندوة، إذ إنها تُدعّم أختها من ذوي الاحتياجات الخاصة منذ أن كانت في عمر العاشرة، وساعدتها التدريبات التي أخذتها بالتعاون بين مؤسستي "جذور" و"الأماني الجميلة" شخصيًا ومُجتمعيًا، فيما قررت الفتاة عدم الاكتفاء بنفسها فقط، ووعّت صديقاتها بالمدرسة بكيفية التعامل مع مشكلات مثل التحرِ، كما عرفت أمنية القوانين الخاصة التي تحمها أختها من العنف المنزلي أو من خارج المنزل، وكيف تحمي حقوقها.

يُنفّذ مشروع "كرامتها من كرامتك"، بحسب أماني جمال، رئيس مجلس إدرة جمعية الأمانى الجميلة، بمشاركة 50 امرأة، وتبدأ كل دورة بـ15 أم، فيما تُحاول الجمعية إشراك الآباء في تربية أولادهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، ودفعهم لقضاء وقت مختلف مع أولادهم.

تصوير: تسبيح السيد وملك عرفان - برنامج كرامتها من كرامتك لدعم أمهات ذوي الاحتياجات الخاصة