ألقت، أمس الأربعاء، الحكومة المصرية الجديدة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، اليمين الدستوري، أمام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمقر رئاسة الجمهورية. التشكيل الحكومي الجديد يطرح الكثير من التساؤلات، غير أن من أهمها ما هي تمنيات ومطالب المواطنين من الحكومة الجديدة؟
عبّر المهندس طارق عبد الكريم 66 عامًا، عن تفاؤله من التشكيل الوزاري الجديد، مُتوقعًا حدوث تغيير حقيقي على أرض الواقع، فيما يرى أن المشكلة التي كانت تواجه الحكومات المُتعاقبة "هي السرقة داخل بعض الوزارات"، مُتمنيًا اختفاء تلك الحوادث مع التغيير الجديد، وثمّن عبد الكريم على دور وزير النقل "كامل الوزيري": "لأنه أحدث تغيير حقيقي في قطاع النقل"، وشغل الوزيري في التشكيل الجديد منصب وزير الصناعة أيضًا، التي يتوقّع عبد الكريم أن يقوم بتطوير ملفاتها أيضًا.
يهتم عبد الكريم أيضًا بملف التعليم، مُتمنيًا من الوزير الجديد "الدكتور محمد عبد اللطيف" تعديل منظومة التعليم، على رأسها زيادة عدد المعلمين لمواجهة تكدّس الطلاب، مُقترحًا تنظيم أوقات المعلمين "وأن يُعطي المدرس ساعة لكل 25 طالب وليس أكثر"، فيما يؤكد على ضرورة تواجد الطالب داخل فصله، بعد سنوات من عدم الحرص على تواجدهم "لأن الفصل يبني مهارة الطلاب، بالإضافة لتعديل سلوكياتهم في التعامل مع بعضهم".
"تعديل الحد الأدنى للأجور"
في المقابل لا ترى سارة-اسم مستعار- أي أمل في تغيير حقيقي مع التشكيل الحكومي الجديد، إذ تعتقد أنه كان من الأفضل تكليف شخص آخر بديلًا عن مدبولي "لأنه لم يُحدث أي تغيير في الحكومة السابقة"، وتتمنى طالبة كلية الألسن على نحو عام إيجاد حل لأزمة ارتفاع الأسعار، وارتفاع سعر الدولار، كذلك توافر السلع الأساسية التي أصبحت مُرتفعة السعر، بالإضافة إلى تعديل الحد الأدنى للأجور حتى يستطيع المواطن توفير أساسيات الحياة، وقد وصل الحد الأدنى للأجور إلى 6 آلاف جنيه، في المقابل وصل-اليوم- سعر الدولار 47.95 جنيه مصري.
وترى الشابة العشرينية ضرورة الاهتمام بقطاعات الصحة والتعليم "فليس من المنطقي أن يظلّ المواطن طوال حياته يبحث عن الأكل والشراب فقط"، بحسب قولها، مُدركة أهمية شعور المواطنين بتغيير حقيقي في ملف بحجم أهمية ملف التعليم "لأنه مهم أن ننمو بالفكر المصري من خلال جودة التعليم".
منع الأفكار المتطرفة
على جانب آخر، يهتم مصطفى أمين-مصحح لغوي- بالملف الديني، مُطمئنًا لشغل الدكتور أسامة الأزهري لهذا المنصب، ففي رأيه "هو عالم ومعروف بصرامته في العمل"، ومُتأكدًا أنه سيضيف للمنصب، فيما يرى أن المشكلة التي تواجه وزارة الأوقاف هو تصدير أفكار مُتطرفة من بعض الأشخاص، خاصة من يُلقون الخطب على المنابر، ويرى أن أغلبهم غير كُفء في اللغة العربية، كما أنهم يفتقرون للعلم الحقيقي من وجهة نظره.
وبعيدًا عن المُتفائلين وغير المُتفائلين، يوجد البعض ممن لا يهتمون بالأساس بالتشكيل الوزاري، والحكومات المتعاقبة، خاصة مع عدم وصول أصواتهم لتلك الحكومات، تقول فاطمة سيد 40 عامًا، ربة منزل، إنها لا تهتم لما يحدث من تغييرات وزارية "فكلامي لم يحدث أي تغيير قبل ذلك ولا حتى كلام غيري"، إذ ترى أنه لا يوجد أحد يستمع لشكاوى المواطنين، وتابعت بقولها "كل يوم نسمع في السوق عن قرارات جديدة وارتفاع الأسعار مستمر، فما الجديد إذًا!"، والحالة الوحيدة التي ستُرحّب بها بأي تغيير جديد هو "إذا كان ذلك سيجعلنا نعيش بحد أدني معيشي جيد".
لم يهتم أيضًا محمد حسن 31 عامًا، معلم لغة عربية، بالتشكيل الوزاري الجديد، مُتمنيًا أن يحدث تغيير في مجال التعليم "لأنها من الأساسيات حاليًا والاهتمام بحق الطلاب داخل الفصل"، فيما اقترح أن تقوم الوزارة بتقديم مناهج بما يتناسب مع التقدم العلمي.
ويتمنى حسن مراقبة مواقع التواصل وبالأخص برنامج "التليجرام"؛ لأن تسريب الامتحانات متاح عليه وبسهولة، مُطالبًا بإلغاء نظام التابلت الذي لم يُثبت جدواه في رأيه.