بوجوه مُبتسمة أنهى طلاب الثانوية العامة امتحان مادة اللغة الثانية، اليوم، في تمام الحادية عشر صباحًا، على الرغم من الليلة التعيسة التي قضوها بسبب انقطاع الكهرباء في عدة مناطق بحي دار السلام، الأزمة التي تمتدّ على نطاق مستوى الجمهورية منذ العام الماضي.
قبل انتهاء الامتحان بوقت قليل انتظر عدد من أولياء الأمور أبنائهم أمام مدرسة جمال عبد الناصر الثانوية بنات، الواقعة في شارع الفيوم بحي دار السلام، ومع فتح باب المدرسة وخروج أول طالبة مُبتسمة، قالت ولية أمر بصوت مبتهج "خارجة بتضحك.. أنا اتفائلت"، بعدها بدأ خروج بقية الطلاب وعلى وجوهم تتضح أمارات السعادة، في إشارة إلى مستوى الامتحان.
مراوح اللجان مُتهالكة
على باب المدرسة وقف الطلاب ينتظرون بعضهم، بينهم انتحت ندى أحمد جانبًا في انتظار صديقتها، التي أوضحت لـ"صوت السلام" أن امتحان اللغة الألمانية جاء سهلًا، لكنها واجهت بعض الصعوبات في ترجمة بعض الكلمات، إلا أن توفير الهدوء من المراقبين مكّنها من التركيز وأداء الامتحان، غير أن ارتفاع درجة الحرارة التي تصل اليوم بالقاهرة إلى 38 درجة مئوية، لم يُناسبها أداء مراوح اللجنة المُتهالكة، بحسب وصف ندى.
على بُعد مسافة منها وقفت هاجر عماد برفقة صديقتها تُراجع أسئلة المادة، فتقول إن أسئلة امتحان اللغة الفرنسية جاءت مُتوقعة، فيما كان أداء المراقبين جيدًا من حيث التنظيم والاهتمام. تحمد هاجر الله عن أدائها في الامتحان، لأن الليلة التي سبقتها واجهتها صعوبة في المذاكرة بسبب انقطاع الكهرباء في منطقتها لثلاث ساعات مع ارتفاع درجة الحرارة التي وصلت أمس إلى 39 درجة مئوية.
وتختلف ملك مجدي مع زميلتها هاجر في الرأي حول لجنة الامتحان، مؤكدة أن اللجنة لم تكن مُنظمة، قائلة "المراقبون خلقوا حالة من التوتر، وجمعوا ورق الإجابات قبل انتهاء الوقت بربع ساعة"، وتعتقد ملك أن حالة التوتر بدأت منذ وقت التفتيش الذي قامت به مُفتشتان بدلًا من مفتشة واحدة كما المعتاد. وأدّت ملك امتحان اللغة الإيطالية، فيما أوضحت أن مستواه مُتوسطَا.
تأخر مراقبون ودرجة حرارة مرتفعة
في مدرسة جمال عبد الناصر الثانوية بنات، في شارع الفيوم في دار السلام، التى يمتحن فيها طلبات المدرسة وطلاب مدرسة الخلفاء الراشدين الخاصة المشتركة،
بجانب طالبات مدرسة جمال عبد الناصر الثانوية بنات، امتحن أيضًا بنفس المدرسة طلاب مدرسة الخلفاء الراشدين الخاصة المشتركة، ومن بينهم عبد الرحمن طارق الذي واجه صعوبة في ثلاث أسئلة "فيه سؤالين في النحو وسؤال في المواقف"، بينما تأخر وصول المراقبين إلى اللجنة لمدة 15 دقيقة، مما تسبّب في توتر واندهاش الطلاب، لأنها أول مرة تحدث منذ بداية الامتحانات.
يقف بجانبه صديقه محمد أحمد الذي أوضح أن امتحان اللغة الإيطالية جاء مُتوقعًا كعادة امتحان اللغة الثانية، لكن الصعوبة جاءت في أجواء اللجنة حيث درجة الحرارة المرتفعة مع الاعتماد على مروحة واحدة للجنة كلها، فيما كانت بقية المراوح مُعطّلة.
بالقرب من باب المدرسة وقفت هدى محمد، ولية أمر، إلى جانب ابنتها، لتطمئن عليها كعادة كل امتحان. خلال الأيام السابقة قدّمت لها الدعم المادي في توفير نماذج توقعات الامتحان المتوفرة إلكترونيًا أو مطبوعة، لكن واجهت ابنتها أزمة انقطاع الكهرباء مما أثّر على حالتها النفسية، وخفّض من إقبال الابنة على المذاكرة، وتقول هدى بنبرة غاضبة: "ازاي الطلاب يواجهوا كل الضغوطات دي ! امتحانات صعبة وحرّ وتخفيف أحمال لمدة 3 ساعات وأكتر، وإنترنت تقيل وأغلب الوقت متعطّل، ده أكتر جيل نفسه يسافر ويسيب البلد، لأن مفيش تعليم في مصر ولا مساحة ليهم".
جدير بالذكر أن مجموعات الغش الإلكتروني تداولت صورًا زعمت فيه أنها أسئلة امتحان مواد اللغة الفرنسية والألمانية والإيطالية على تطبيق "تليجرام"، بينما نفت وزارة التربية والتعليم صحة التسريب امتحان اللغة الثانية، في الوقت نفسه تمكّن أعضاء فريق مكافحة الغش الإلكتروني بغرفة العمليات المركزية من رصد 5 حالات غش على مستوى الجمهورية.
وأدى امتحان اللغة الفرنسية 586750 طالبًا وطالبة، واللغة الألمانية 87097 طالبًا وطالبة، واللغة الإيطالية 46585 طالبًا وطالبة، واللغة الإسبانية 8281 طالبًا وطالبة، واللغة الصينية 50 طالبًا وطالبة، وذلك أمام 1986 لجنة امتحانية على مستوى الجمهورية.