أدى طلاب الثانوية العامة، اليوم، ثاني أيام الامتحانات، بأداء امتحان مادة الاحصاء وامتحان مادة الاقتصاد، من الساعة 9 صباحًا حتى 12 ونصف ظهرًا، للعام الدراسي 2024، ليكون الامتحان الأخير للمواد غير المضافة.
خرج الطلاب من اللجان بمدرسة جمال عبد الناصر بحي دار السلام، في تمام الساعة 12 ونصف، وسط زحام أولياء الأمور أمام المدرسة، وتواجد الأمن، من بينهم بدر مدحت، طالب علمي رياضة، الذي يرى أن الامتحان جاء في مستوى الطالب المتوسط، إلا أن امتحان مادة الاحصاء احتوى على سؤالين غير معتادين، مما أربكه وأربك أغلب الطلاب، وخلق حالة قلق وتساؤل في اللجنة.
نفس حالة الإرباك والقلق حدثت في لجنة الطالبة سجود فكري من شعبة أدبي، لكنها كانت مضاعفة، لأن أغلب الطلبة ينتمون إلى شعبة أدبي، ولديهم قلق خاص من الرياضيات التي تتواجد في الامتحانين، وتضيف سجود أن الاقتصاد كان أكثر صعوبة من الاحصاء.
أما امتحان الاحصاء فجاء متوقع، بحسب سجود، وواجهت الطالبة صعوبة في سؤالين فقط "لكن مكنتش مهتمة بالحصول على الدرجة النهائية لأنهم مادتين نجاح ورسوب".
تقول بسمة عادل، ولية أمر سجود، إن ابنتها ذاكرت المادتين ليلة الامتحان كأغلب الطلاب، لأنها ليست مضافة للمجموعة، وأنها أكدت عليها ألا تمنح المادتان جهد كبير.
لكن بسمة صُدمت بعد الامتحان بسبب صعوبته وغضب الطلاب، وتضيف "أنا بنتي أدبي وهربانة من الرياضيات، والمواد دي كانت مذاكرتها صعبة عليها، كمان الامتحان ييجي صعب، مش منطقي أننا نازلين في الحر ده وسايبين مواد أساسية بنذاكرها من سنة، علشان ناخد طاقة سلبية والطلاب يكونوا قلقانين وزعلانين".
عمّ الحُزن الساحة المقابلة بجانب المدرسة، حيث وقفت رؤى صابر تبكي، فينما تحاول صديقاتها التخفيف عنها، وبعد تهدئتها قالت رؤى إنها قد لا تحصل حتى على درجة النجاح في مادة الاقتصاد، بسبب صعوبة الامتحان، وأنها المرة الأولى التى تواجه فيها تلك الأسئلة، رغم أنها ذاكرت المادة جيدًا، وحضرت مراجعات نهائية، بسبب انتمائها لشعبة أدبي، وكانت الرياضيات تُشكّل أزمة لها طوال المراحل التعليمية.
وتضيف بنبرة بكاء "أنا نفسي أدخل ألسن لأني بحب اللغات، مش متخيلة أن بعد مجهود طول السنة اكتشف أني شايلة مادة مش مضافة للمجموع!".
وتضيف حبيبة مصطفي، طالبة علمي، أنهم لم يحصلوا على ورقة مفاهيم في مادة الأقتصاد -ورقة المفاهيم هي ورقة تحتوي على المفاهيم الأساسية للمادة- مما سبب توترًا داخل لجنتها في بداية وقت الامتحان، لأن ورقة المفاهيم هي إجراء دائم طوال ثلاث سنوات ثانوية عامة في النظام الجديد، كما أن المراوح تعطّلت في اللجنة "ودا سبب لنا عدم تركيز في الامتحان بسبب الحر"،وكان رد أحد العاملين بالصيانة "المراوح هتتصلح بعد العيد"، وتبلغ درجة الحرارة اليوم في القاهرة 39 درجة مئوية.
وبسبب الحرارة الشديدة، بعد الامتحان توجه الطالب مازن خالد إلى محل بيع العصائر المقابل للمدرسة، واشترى كوب عصير قصب، ليواجه الحرارة الشديدة التى تعرّض لها داخل اللجنة رغم عمل المراوح.
أما عن الامتحانين فقد حاول التعامل خالد معهما على الرغم من صعوبتهما، ويرى الطالب أن أغلب طلاب شعبة علمي استطاعوا تجاوز تلك الصعوبات، فيما أكد على أن المراقبين قدموا الدعم واحتووا حالات التوتر التي أصابت بعض الطلاب في اللجنة.
أغلقت المدرسة بابها بعد خروج جميع الطلاب والمراقبين، وتحرك الأمن لتنظيم حركة المرور، بينما وقف في محيط سور المدرسة أولياء الأمور والطلاب في حالة حزن وبكاء صدر من بعض الطلاب، بسبب مستوى الامتحانين غير المتوقع.