انطلقت أولى امتحانات شهادة الثانوية العامة، اليوم الاثنين الموافق ١٠ يونيو، للعام الدراسي ٢٠٢٣/٢٠٢٤، بمادتي التربية الدينية والتربية الوطنية، وهما مادتان غير مضافتين إلى المجموع، وتستمر امتحانات المواد غير المضافة طوال الأسبوع الجاري، فيما تبدأ امتحانات المواد الأساسية بعد إجازة عيد الأضحى، بمادة اللغة العربية في يوم ٢٢ يونيو.
قبل انتهاء الامتحان بساعة وقفت فاطمة محمد، ولية أمر، أمام مدرسة جمال عبد الناصر الثانوية بنات الواقعة بشارع الفيوم بحي دار السلام، وتحت حرارة شمس وصلت درجتها المئوية إلى ٣٧، بهدف الاطمئنان على ابنتها، وتقول إن ارتفاع درجات الحرارة أشعرها بالقلق على صحة ابنتها، مما دفعها للذهاب إلى دكتور تغذية قبل أسبوع للتعرف على الإجراءات التي يجب اتخاذها حتى تضمن عدم حدوث تأثير على تركيز ابنتها خلال المذاكرة وأداء الامتحانات، فيما أكدّت على أن ابنتها " استغلت الأسبوع لمذاكرة الفيزياء والكيمياء، والمواد غير المضافة ذاكرتها ليلة الامتحان فقط".
بجوراها وقفت علا عبد الله، ولية أمر، وعلى وجهها بدت مشاغر الغضب بسبب عدم خروج الطلاب لاستراحة بين الامتحان والآخر، رغم وجود نصف ساعة فارق بين المادتين، إذ أن إدارة المدرسة اكتفت باستمرار جلوسهم داخل اللجنة، وتناول وجبة الإفطار والمراجعة، بينما كانت تنتظر علا في الخارج للاطمئنان على ابنتها، صحيح أنها مادتين غير مُضافتين للمجموع، لكنها سنة فارقة في حياة ابنتها، وتقول "أنا جيت معاها لأني مقدرش أقعد في البيت، بكون مطمنّة وأنا جنبها".
بعد انتهاء امتحان مادة التربية الوطنية في الثانية عشر ونصف، خرجت طالبات مدرسة جمال عبد الناصر، وكذلك طلاب مدرسة الخلفاء الراشدين الثانوية المشتركة، الذين يمتحنون داخل نفس المبنى، فيما قامت حبيبة سامح، موظفة بغرفة لجان امتحانات الثانوية العامة بالإدارة التعليمية لدار السلام، بجمع 200 استبيان من الطلاب والطالبات عن رأيهم بشأن مستوى الامتحان والجو العام للجنة، وأضيف سؤال داخل الاستبيان عن مستوى التهوية وجودة المراوح داخل اللجان بسبب درجات الحرارة.
وأوضحت حبيبة أن أغلب الطلاب لم يُعانوا سوء التهوية، إلا أن الاستبيان أوضح وجود أزمة في التهوية داخل لجنتين، بينما لم يواجه الطلاب صعوبة في مستوى الامتحانين لكونهما مواد غير مضافة ومضمونة.
أكّد على أزمة التهوية أحمد محمد، طالب بمدرسة الخلفاء الراشدين، أن لجنته لم تعمل فيها المراوح بسبب احتياجها إلى صيانة، مما جعل الجو العام للجنة سيء وأثّر على تركيز الطلاب. يشعر محمد بالغضب لأنه ليس من المنطقي عدم اهتمام المدرسة بعمل صيانة للمراوح، قائلًا بنبرة ساخرة "أنا بقيت شايل همّ الامتحان والمروحة".
وأوضحت هبة الله عصام، طالبة بمدرسة جمال عبد الناصر، أن "المُعتاد في الامتحانات السابقة هو سؤال سورة لقمان، لكن المُختلف المرة دي، جالنا سورة النور والأسئلة عليها مكنتش سهلة".
وأشارت هبة الله أنه بجانب صعوبة الامتحان، فإن ما أزعجها هو صوت الشارع لأن المدرسة تقع على شارع رئيسي، فيما يقطع تركيزها صوت السيارات و"الكلاكسات"، وترى الطالبة أنه من الضروري أن يكون ضمن أولويات الأمن المدرسي تنظيم السيارات بالشارع ومنع الإزعاج.
وفي لجنة مجاورة عانت جنات أشرف من الحرّ، بسبب تواجد مروحتين فقط، بينما يوجد في بعض اللجان 4 مراوح وأكثر، لكن أهمّ ما استفادت به خلال ذلك الامتحان هو كسر رهبة اللجنة والتعامل مع اللحظات الأولى للجنة الثانوية العامة، وانطلاق امتحانات الثانوية العامة بمواد غير مُضافة للمجموع تراها طريقة ذكية في وضع جدول الامتحانات.
خارج المدرسة بدت وجوه الطلاب والطالبات في ارتياح، بانتهاء اليوم الأول من امتحانات الثانوية العامة، فيما أقبل أولياء الأمور على أبنائهم مُحتضنين إياهم، مما سبّب زحامًا بالشارع، وتكدّس السيارات، وحاول الأمن تنظيم حركة المرور. ولا يبدو اليوم مؤشرًا عمّا ستكون عليه الأيام القادمة في امتحانات الثانوية العامة المشهود بكونها مرحلة فارقة بين المراحل التعليمية المختلفة، ومُحدّدة لمستقبل العديد من الطلاب،