في يوم الرابع من يونيو الماضي، ترددت أخبار حول قطع الكهرباء لساعة إضافية، بعدما نقلت صحيفة مصرية عن مصدر في وزارة الكهرباء أن مدة الانقطاع سترتفع إلى 3 ساعات يوميًا، بعدها نشرت وزارة البترول والكهرباء بيان مشترك، بقطع الكهرباء لمدة ساعة إضافية، خلال اليوم فقط، مع عودة خطة تخفيف الأحمال لوضعها السابق بعد ذلك.
جاء البيان بالتزامن مع إجراءات صيانة وقائية في جزء من شبكات تداول الغاز الإقليمية، وزيادة معدلات الاستهلاك المحلي من الكهرباء نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.
أثارت الشائعات قلق وتوتر المواطنين، إلا أن أحمد محمد، صاحب فرن خبز "شامي" في حي دار السلام، لم يصله خبر انقطاع الكهرباء لساعة إضافية، بل تفاجأ في نهاية اليوم، عند تضاعف خسائره، إذ أنه فقد ساعتين من ساعات العمل التي تعتمد عل توزيع الخبز على المطاعم، وتعطيل إضافي لروتين العمل اليومي.
"العجين بيفسَد"
وعلى مدار أكثر من عام أصبح محمد يخسر نحو 800 جنيه يوميًا، بسبب فساد العجين المُجهّز للعمل خلال فترة انقطاع الكهرباء، ويقول إنه حتى شهر أكتوبر الماضي كان يعلم الفترة التي تنقطع فيها الكهرباء على الأقل، فقد كان الجدول واضحًا، أما الآن صار الانقطاع عشوائيًا "وكل يوم بتفاجئ بموعد جديد".
وحين سؤاله عن الشائعات التي تتردد أن يكون الانقطاع لساعة إضافية يوميًا، قال بصوت غاضب "لو وصلوا لثلاث ساعات ثابتين الخساير هتضاعف".
خسائر يومية!
بجواره يقبع محل ورشة سن معدات أدوات النجارة، الذي يختار صاحبها، أيمن نبيل، العودة لقضاء مدة انقطاع الكهرباء بالمحل مع أولاده في المنزل، ويشاركههم وجبة الغداء، لأن عمله يعتمد بالأساس على استعمال الكهرباء، وكان نبيل سعيد الحظ، حيث لم تنقطع الكهرباء لديه خلال الثلاثاء الماضي.
وعدّ نبيل انقطاع الكهرباء لساعة إضافية يوميًا بمثابة كارثة لعمله "عشان كدا أتمنى أن لما موسم شغلي يبدأ الكهرباء متقطعش اصلًا"، ويقترب موسم عمله من الانشغال التامّ، إذ أن موسم الصيف هو الأكثر طلبًا، مع الحاجة لأعمال التشطبيات بالشقق الجديدة بالتزامن مع ضغط الأفراح في تلك الفترة.
الكهرباء أيضًا تُعدّ أساس عمل أحمد محمد، صاحب محل عصير، والتي انقطعت لديه خلال الثلاثاء الماضي لمدة 3 ساعات بالفعل، مما سبّب خسارة قُرابة ربع المبيعات اليومية، واكتشف ذلك أثناء حصر البيع في نهاية اليوم.
في حالة دوام انقطاع الساعة الإضافية سيتسبب ذلك في خسارة كبيرة لدى محمد، صحيح أنه في تلك الفترة يعتمد على عصير المانجو والسوبيا "عشان ينفع يحتفظوا بجودتهم لفترة طويلة شوية"، لكن لا يوجد طلبات كثيرة عليهما بسبب غلاء سعرهما مقارنة بعصير القصب "لكن القصب مينفعش نعمله ونركنه عشان هيبوظ بسرعة".
بدأ أحمد في ملاحظة تأثير هذه الساعات على مبيعاته مع بداية العام الدراسي في أكتوبر الماضي، بسبب تواج محله في مجمع المدارس بدار السلام ومراكز الدروس الخصوصية، فالطلاب يفضلون عصير القصب، وهم الزبون الأهمّ بالنسبة له خلال أيام الدراسة، بينما لا يسمح مصروفهم في شراء المشروبات الأخري.
فرح: "بجري ورا الكهربا عشان أعرف أذاكر"
طلاب الثانوية العامة أيضًا يُعدّوا أكثر المواطنين تأثرًا بانقطاع الكهرباء، لأن تلك الفترة تتكثف فيها المذاكرة، مع انطلاق امتحاناتهم في 10 يونيو الجاري، ولذلك تعاني فرح السيد كثيرًا هذه الأيام، إذ أنها تحاول توفير أوقات مناسبة للمذاكرة في تلك الفترة الحساسة، وتقول ""أنا بجري وراء النور في كل مكان علشان أقدر أذاكر في الوقت الصعب ده"، خاصة أن انقطاع الكهرباء خلال الفترة يحدث في الثالثة عصرًا إلى السابعة مساءً.
حتى أن الطالبة تتمنى تغيير جدول انقطاع الكهرباء لما كان عليه في يناير الماضي، فبسبب الامتحانات أصدرت رئاسة الوزراء قرارًا بتغيير مواعيد الانقطاع، وصارت بين 11 صباحًا حتى 5 مساءً.
تعتمد فرح في المذاكرة على الكهرباء اعتمادًا كليًا، خاصة مع تلقيها دروس عبر شبكة الإنترنت، وبسبب ذلك تشعر الطالبة التي تُنهي مرحلة هامّة من حياتها بالتوتر الشديد، ولم تنقطع الكهرباء يوم الثلاثاء الماضي بمنزل فرح في دار السلام.
وعادة ما تضطر فرح إلى الخروج من المنزل خلال ساعتي الانقطاع إلى مساحة عمل مشتركة تستطيع المذاكرة فيها، لكن حظها العثر أحيانًا يوقعها بأماكن لا يوجد بها مولدات كهرباء احتياطية، وتضطر ثانية للعودة إلى المنزل، مما يُفقدها الكثير من الوقت.
مع انتهاء يوم الثلاثاء شعر البعض بالخوف من دوام الانقطاع لساعة إضافية، إلا أن وزارة الكهرباء أعلنت ظهر الأربعاء الموافق 5 يونيو، بأن الانقطاع لساعة إضافية اقتصر على يوم أمس فقط، وأكدت على "عودة الأمور إلى طبيعتها"، مُفسّرة حالة الانقطاع لساعة إضافية أنها كانت في إطار أعمال الصيانة الوقائية لجزء من شبكات تداول الغاز الإقليمية.