على أنغام أغاني عبد الحليم حافظ بدأت حفلة جديدة ضمن مهرجان الطبول والفنون التراثية الدولي في دورته الحادية عشر، ففي اليوم الرابع، وفي تمام التاسعة مساء تلقت أسماع الجمهور نغمات فرقة حسب الله التي رسمت على وجوههم نشوة الموسيقى داخل بيت السناري.
وكان قد بدأ مهرجان الطبول والفنون التراثية يوم 26 مايو، ويستمر حتى 1 يونيو، وينظم مهرجان الطبول على مدار أربع أيام ضمن جدوله أربع حفلات تُعرض في أربع أماكن مختلفة؛ هي بيت السناري ومسرح الهناجر بدار الأوبرا وقصر الأمير طاز ومسرح سور القاهرة الشمالي بجوار باب النصر.
ميّل واسقيني يا واد عمي
تلت الفقرة المخصصة لفرقة حسب الله، دخول فرقة جنوب السودان، التي تفاعل معها الأطفال على نحو خاص، بالرغم من من اختلاف النمط الموسيقي عن الموسيقى المصرية، وأنهت الفرقة القومية للموسيقى والآلات الشعبية الحفل ببعض الموواويل والأغاني التراثية مثل "ميّل واسقيني يا واد عمي"، و"على ورق الفل دلعني".
لم تكن تلك المشاركة الأولى لفرقة جنوب السودان بالمهرجان، صرّح استفانوس مدير الفرقة لـ"صوت السلام" أن هذه المشاركة الرابعة لهم بالمهرجان، وبالرغم من صغر المسرح الذى اضطره لتقسيم الفرقة، إلا أن الفقرة الخاصة بهم نالت إعجاب الجمهور.
وعن الموسيقى في جنوب السودان أشار استفانوس أنه لا يوجد فرق كبير بين موسيقى جنوب السودان عن شمالها، ولكن الفرق يكون في الثقافة الموجودة داخل الأغاني التي تختلف عن بعضها، ولكنها تُعزف بنفس الآلات والرقصات.
وقال علاء البحراوى مدير فرقة حسب الله، إن التجهيز للمهرجان لا يستغرق وقتًا طويل، وذلك بسبب التناغم الموجود بين الفرقة، إذ يتم تحديد الأغاني قبل الصعود للمسرح بوقت قليل، ولا يُعدّ الحفل أولى مشاركات الفرقة بالمهرجان، فهم يتعاونون مع دكتور انتصار عبد الفتاح مؤسس ومدير المهرجان منذ 27 عامًا، وبالرغم من أن مساحة مسرح بيت السناري صغيرة، إلا أن الطابع الأثري للبيت-الذي يرجع إنشاؤه لعام 1794- أضفى قيمة كبيرة للحفل.
وقالت أستاذة لبنى الشيخ مديرة الفرقة القومية لـ"صوت السلام"، إن الفرق المصرية، خاصة القومية وغيرها هي الأساس لمهرجان الطبول، وبسبب صغر المكان لم يتمكّن جميع أعضاء الفرقة من الحضور، وقوامها بالأساس 30 شخص، وتتبع الفرقة البيت الفنى للفنون الشعبية بمسرح البالون بالعجوزة، كما تذكر لبنى.
ويُعدّ بيت السنارى أحد المراكز التابعة لأنشطة مكتبة الإسكندرية، ويُنظّم أنشطة شهرية، بحسب ما ذكره هيثم مهيب مدير البيت، واحتاجت إدارة بيت السناري للتجهيز للمهرجان نحو ثلاثة أيام، وأضاف مهيب أن بيت السناري يستضيف المهرجان للمرة الرابعة في تاريخه.
جمهور يحضر لأول مرة
ومن بين الحضور تواجدت مريم محمد التي لم تكن تعرف عن المهرجان سوى من منشورات موقع الفيسبوك، ورغبت في حضور الحفل للتعرف على ثقافات موسيقية مختلفة مثل فرقة جنوب السودان، والتعرف على نوع موسيقى ورقص جديد لم تره من قبل، كذلك رغبت أيضًا في التعمق في الثقافة المصرية، والموسيقى التي تُقدمها الفرق المصرية، ولفت انتباه مريم الفرقة السودانية وتفاعلهم مع الاطفال والجمهور.
واتفقت رغدة عمر، أم لثلاث بنات، أنها عرفت عن المهرجان أيضًا عن طريق موقع الفيسبوك، كذلك من ترشيح أحد زوار اليوم السابق، وحضرت رغدة وبناتها ورش مسرح العرائس، التي تبدأ في الرابعة عصرًا، حيث لاحظت ميل ابنتها لحضور مسرح العرائس، مما يجعلها بعيدة عن الوسائل المُشتتة لها مثل التلفزيون أو الموبايل.
وبالرغم من تأخر الوقت في الحفلات، إلا أنها لم تكن مشكلة كبيرة بالنسبة لرغدة خاصة مع استمتاع الأطفال بفقرات اليوم الفنية، وعن اختيار المكان لم تواجه رغدة صعوبة فى الوصول للبيت لسهولة الوصول إليه من مختلف الأماكن، حيث يقع بيت السناري في قلب منطقة السيدة زينب التي تضمّ عدد كبير من المواصلات.