من وسط أوروبا إلى مسرح الهناجر بدار الأوبرا المصرية، افتتح عرض مونودراما، بعنوان "باولا"، ضمن مهرجان إيزيس لمسرح المرأة، في تمام الثامنة مساء، يوم الثلاثاء الموافق 21 مايو، وهو عرض من النمسا، من تأليف وإخراج "إديتا براون"، والممثلة "إيريس هايتزنجر".
انطلق مهرجان ايزيس لمسرح المرأة في دورته الثانية، في 16 مايو، ويستمر حتى 22 مايو، وهو مهرجان مختص في صناعة المسرح النسوي، بدأت دورته الأولى في 2021، من خلال دعم وزارة الثقافة، ترأسته الممثلة عبير لطفي، ثم توقف وعاد بدورته الثانية في العام الجاري.
عُرض "باولا" في النمسا والسنغال والمكسيك واليونان وإسبانيا والمجر وروسيا البيضاء وألمانيا وبلغاريا، وبحسب ما ذُكر عن العرض في الصفحة الرسمية للمهرجان، فالعرض مُستلهم من رواية "الجدار"، للألمانية مارلين هوشوفر، ويتحدث عن أزمة النساء في جدار برلين، كنموذج للحصار والحروب.
"أزمة النساء في الحروب" هي ثيمة العرض، واعتمد على الرقص دون حوار، وأغنية "99 بالون"، الأغنية الألمانية المصنوعة عام 1983، وتحكي عن 99 بالون يطيروا في الجو وتشك فيهم القوات الألمانية باعتبارها أجسام طائرة.
لمدة 46 دقيقة، يكون الجمهور في رحلة مع ما تمر به النساء في النزاع، دون استخدام حوار، فقط عبر جسد الممثل. فتح صناع العرض مساحة للنقاش بعد انتهائه، للتوضيح وتلقي الأسئلة، ومن بين الأسئلة طُرح سؤال عن الديكور وسبب اختيار خامة الألومنيوم في كل قطع الديكور، وردّت إيديتا وإيريس أنهن اختاروا تلك الخامة لأنها مرتبطة بحياة النساء في أغلب العالم بسبب اجبارهن على الأعمال المنزلية، رغم قساوتها على الممثلة، لكنها كانت أكثر تعبيرًا عن حالة العرض.
استكملت الأسئلة عن الديكور، وسبب اختيار أنه مُجرّد وبسيط، وردت إيديتا بأن ذلك تبعًا لقاعدة متفق عليها بين صناع العروض عن ضرورة اختيار ديكور بسيط في عروض المهرجانات، لسهولة الانتقال والسفر، مهما اختلفت مساحة وقدر الإنتاج الذي يوفره كل مهرجان.
"لماذا لم تستخدمن حوار في العرض؟".. أجابت إيديتا، مؤلفة العرض، وقالت "لم نختر الحوار كطريقة لطرح فكرتنا لأنها ليست الأفضل بسبب اختلاف اللغات، لذلك اختارنا الرقص ومسرح الجسد، لأنه عابر لكل اللغات، وحتى في اختيارنا للأغنية لأنها بسيطة، وتظهر في مشاهد محددة حتى تطرح سياق درامي، أكثر من كونها أغنية ذات لغة مختلفة".
بسؤال المنظمين، تبيّن أن عدد الجمهور وصل حوالي 30 شخص، من بينهم كيرلس ملاك، ممثل مسرحي وراقص معاصر، الذي حضر بسبب اهتمامه بحضور العروض الراقصة، رغم أن العروض الراقصة قد يجد الجمهور صعوبة في استقبالها، لكن ذلك التحدي يجب أن يدفع صناع العرض لخلق حالة شعورية تصل إلى الجمهور بشكل أبسط.
وأعجبت سارة رفعت، واحدة من الجمهور، بالحركات الجسدية الراقصة التي استطاعت الشعور بها "وكان سهل عليا أتفاعل مع شعور الشخصية طول العرض"، كما تقول، وتُفضّل الشابة المبتدئة في عالم المسرح، حضور عروض الجسد، لأنها أكثر حميمية وبها تفاعل انساني.
كما تأثر إسلام درويش، من الحضور، بالعرض، واصفًا إياه بـ"انساني"، فبغض النظر عن فكرته النسوية، فلم يفكر للحظة أنها امرأة، لذلك يعتقد أن العرض يتجاوز التلقي النُّسوي.
وصرحّت عبير لطفي، رئيسة المهرجان لـ"صوت السلام"، أن لجنة المهرجان قررت اختيار عرض "باولا"، لأن التعاون مع النمسا تجربة جديدة، ورأت ضرورة الإطلاع على الثقافة النمساوية، فضلًا عن اختيار ذلك العرض بالتحديد بسبب تجربة الديكور الجديدة. وذكرت عبير أن العرض جاء بالتعاون مع المركز الثقافي النمساوي في مصر والسفارة النمساوية.