سكن الصمت في المنطقة المعروفة من شدة صخبها بـ "جمهورية دار السلام"، وانقطعت أصوات الباعة الذين ينادون على الزبائن القادمين من كل حدب وصوب، بحثًا عن التخفيضات، فهذه الأيام "موسم" معروف للباعة والمشترين، ولكن هذا العام يبدو المشهد مختلف.
في متجره، جلس شعبان جمعة، صاحب متجر ملابس، يشرب فنجانه الثالث من القهوة، الذي كان يتمنى أن يجد الوقت لشرب رشفة واحدة منه فقط خلال العام الماضي، ولا يستطع بسبب شدة الزحام.
"السنة اللي فاتت كان بيجيلي في اليوم الواحد 10 زباين، ويشتروا مني، السنة دي بيجيلي زبونين بس في اليوم"، هكذا قال شعبان لـ"صوت السلام"، مشيرًا إلى أن سعر البنطلون الجينز هذا الموسم يتراوح بين 150 إلى 250 جنيهًا، بينما يتراوح سعر السويت شيرت بين 100 إلى 200 جنيهًا، في حين يبلغ سعر الجاكت 250 جنيهًا، ومن الممكن أن يصل سعر بعض القطع إلى 350 جنيهًا.
وعلى بعد أمتار قليلة، وقف إسلام محمد، صاحب متجر ملابس، لتنظيف واجهة العرض، فهذا هو ما اعتاد فعله في ظل هدوء حركة البيع، حتى أصبح متجره شديد اللمعان.
لم تفلح محاولات "إسلام" في تقديمه لتخفيضات 10% على أي عملية بيع، في جذب المشترين، فالمتجر مازال يستقبل في اليوم الواحد من 3 إلى 4 زبائن في المتوسط، وفي بعض الأيام لا يشتري منه إلا زبونًا واحدًا فقط.
لم يختلف الوضع بالنسبة لمتاجر ملابس الأطفال، فأسعارها أصبحت متقاربة مع أسعار ملابس الكبار، إن لم تتساوى معها أحيانًا، وعن ذلك يقول عبد الرحمن أبو زيد، صاحب متجر لبيع ملابس الأطفال، :"ارتفعت أسعار الملابس بسبب استخدام الخامات القطنية، هذا بالإضافة إلى كثرة التفاصيل والألوان التي تدخل في صناعة ملابس الأطفال".
أوضح عبد الرحمن أنه بالرغم من انخفاض نسبة مبيعاته عن العام الماضي بنسبة 40%، إلا أن حركة البيع مازالت مستمرة، لأن الأهالي لن يتوقفوا عن شراء الملابس لأبنائهم في الأعياد.
قدم عبد الرحمن تخفيضاتًا للمشترين، تتراوح بين 10 إلى 20%، لتبدأ أسعار بيع الجواكت من 180 إلى 210 جنيهًا، وتتراوح أسعار البلوفرات بين 70 إلى 150 جنيهًا، بدلًا من 90 إلى 200 جنيهًا.