"يمكنك الحصول على ثلاث كتب مجانًا، ويمكن التبرع لصالح النساء" هذا هو عنوان معرض كتب "من النساء إلى النساء" الذي يقام بدار هن للنشر والتوزيع، بمناسبة الحملة الدولية " 16 يوم" مناهضة عنف ضد النساء، التى تبدأ من 25 نوفمبر إلى 10 ديسمبر.
يعتمد المعرض على دائرة الدعم التى تبدأ بالنساء وتنتهي بالنساء، أن تترك امرأة لأخري دون أن تعرفها كتاب، لتدعمها، وتتلقى هي كتاب أخر قادم من امرأة أخري وضعته فى المعرض من أجلها، وكل ذلك بشكل مجاني، لتظل دائرة الدعم متصلة وحميمة، قائمة فى الأساس على علاقة مساندة النساء لبعضهن.
تقول هند سالم، المديرة التنفيذية لدار هن، إن المعرض قائم على فكرة أتاحة المعرفة من النساء للنساء، من خلال تداول الكتب، لأن فى أغلب الوقت يكون سعر الكتاب مرتفع. تضيف: “ لكن تواجده بشكل مجاني فى هذه المناسبة للنساء بيخلق دعم وتضامن بينهن مختلف”.
دار هن هى أول دار نشر نسائية تخص الكتابات والفاعليات النسائية فى الوطن العربي، وتقدم الدار إلى جانب مطبوعاتها نادي الكتابة النسوية، ورش مختلفة تخص الكتابة والفكر النسوي، بدأت نشاطها عام 2017، ومن أول عام نظمت المعرض بالإضافة إلى فاعليات أخري، فهذا العام كانت الفاعليات بجانب المعرض هي مناقشة كتاب "كوميكسهن"، وكتاب "سوسيولجيا الرجالة"، وعرض فيلم إيراني "بيرسوبوليس" وفيلم "فى الليل يرقصن".
اختلف المعرض هذا العام عن الأعوام الأخرى، بسبب توافر عدد كبير من الكتب، وهو ما سمح لزوار الحصول على ثلاث كتب، وفى حالة تبرعهم يمكنهم الحصول على أي عدد من الكتب، على عكس الأعوام الماضية التي كانت أعداد الكتب فيها أقل. أما الاختلاف الثاني هذا العام وفقًا لهند فهو تنوع الكتب نفسها، فبات المعرض يضم كتب في التاريخ والاقتصاد، والعلوم، إلى جانب الروايات والمجموعات القصصية.
تشرف هند والمسئولين عن الدار بشكل يوم على المعرض، بشكل سريع بهدف ترتيب الكتب، لأن فى الأساس لا توجد مسئوليات على الدار فى إدارة المعرض، تقول هند إنه يعتمد فقط على المشاركين، وإن الدار فقط تتيح المساحة للمشاركة، من خلال توفير الغرفة التى يقام فيها المعرض، لكن لأ يوجد مسئوليات إدارية أو غيره.
ورغم أن المعرض من النساء إلى النساء، إلا أنك تلاحظ إقبال من الرجال حتى وإن كان أقل من الإقبال النسائي. يتزايد الإقبال عمومًا أيام الإجازة الأسبوعية، وإلى جانب الفاعليات الأخري التى تقام فى الدار.
تخبرني هند تلقيها دعم من مشاركين في محافظات أخري، تعلق قائلة: "أشخاص أعجبوا بفكرة المعرض، فأختاروا شحن كراتين كتب على عنوان الدار". تعبر عن سعادتها وفخرها، وتضيف: “العام الماضي عرفت فتيات فى بداية العشرينات عن المعرض، فزاروا الدار وحصلوا على الكتب وكان من الواضح أن هذه أولى علاقتهم بالقراءة والكتب”.
تسرد هند أن بسبب هذا الموقف أدركت أن الدار تُحدِث تأثير فى حياة الفتيات، وأنها قد تكون أول خطوة لبعضهن فى قراءة الكتب أو الأدب، لذلك تتمني دومًا أن يحدث تأثير مثل هذا على عدد أكبر من الفتيات والسيدات، وأن تدرك السيدات أن يوجد دعم بينهن، حتى تشعر كل سيدة منهن "أنها مش لوحدها" حسب وصف هند، وأنها قادرة على الخروج من دوائر العنف بدعم السيدات الأخريات.
"اتمني فى السنة اللي جاية فى نفس المناسبة، يكون فيه معرض صور نسوي من عين نساء، أو فيديوهات معتمدة على نقل تجارب الستات، لأن الفترة اللي جاي الدار بتشتغل على تجارب الستات ونقلها من خلال الكي أو الصور أو الفيديو" هذا ما قالته هند عن امنياتها للعام القادم فى 16 يوم مناهضة عنف ضد النساء، وأضافت أنها تتمني التخلص من تحدي صعوبة نشر فكرة المعرض، وأن ينتشر بشكل أكبر من كل عام، ليكونوا 16 يوم من مناهضة العنف ضد النساء من خلال أتاحة معرفة وكتب لهن.