يمشي في صحراء سيناء في المنطقة الحدودية بين مصر و فلسطين، مُصاحبًا صديقه الوحيد سلاحة ال AK - 47، لا يُصاحبه شيئًا غيره، طه رضا أبو المعاطي.. جندي يؤدي خدمته العسكرية، وفجأة وجد مجموعة من العقارب السامة، لكنه على عكس كثيرين فقد نشأ في بيئة صحراوية وتعرف على العقارب وأنواعها.
لذا اعتبر كل من كان الصحراء موطنه صديقًا له، وقد علّمه جده أبو المعاطي، شيخ قبائل سيناء، التعامل مع العقارب. وفي ذات يوم أصيب زميله الجندي أبانوب بلدغة من عقرب، نُقل على إثرها إلى المشفى بعد تعرّضه لآلام شديدة لا تتوقف، وتشنجات، فضلًا عن ارتفاع ضغط الدم، وفقدان الوعي، أدت إلى وفاته.
تأثر طه بالخبر، لكنه لم يُظهر لأحد حزنه، وفي فترة الاستراحة من الخدمة ذهب طه وحده ليلًا، ينظر عبر سياج الحدود إلى الأراضي المحتلة، وظلّ يفكر في أبانوب الذي توفي بلدغة العقرب، والذين يموتون في الجهة الأخرى وهو غير قادر على فعل شئ لهم، ولم يقدر على إنقاذ أبانوب.
راودته فكرة تحولت إلى أمنية في اللحظة، لِمّ لا أصبح عقربًا وألدغ الأعداء في الجهة الأخرى مثلما لدغ أبانوب؟! وغلبه النوم من كثرة التفكير، استيقظ طه بعد بضعة ساعات، شعر بشيء غريب، أنا هذا؟! ومن أنا؟! هل أصبحت عقربًا؟! بالطبع أصبحت عقربًا، وتحققت أمنيتي فعلًا.
زحف العقرب طه للجهة الأخرى، وبدأ تنفيذ مهمته وهي لدغ الأعداء، ثم عاد بعد القضاء عليهم سعيدًا مُنتصرًا، إذ قام بمهمّة لم يستطع البشر تنفيذها، وفجأة شعر بألم شديد واستيقظ ليجد نفسه في المشفى!
وسط نظرات من زملائه، سألهم ماذا حدث؟ أخبروه لقد لدغك عقرب، وجئنا بك إلى المشفى، وعانيت من ارتفاع شديد في درجة الحرارة، كنت في حالة من الهلوسة لليلة كاملة، قال لهم لم تكن هلوسة، بل كان حلمًا جميلًا، لقد كنت عقرب في الجهة الأخرى.