ها أنا أجلس على مكتبي، أمامي الكثير من الكتب، وبجواري كوب من الشاي الساخن أعتاد شربه في تلك الأيام، فأنا لا أفضل شرب القهوة، أفكر بأي مادة سأبدأ أو بأي جزء بالأساس، فأنا أحسد كل من ليس لديه اختبارات أو بمعنى أفضل كل من لم يمر على تجربة التعليم، أسوأ شعور هو الضغط، لا أحبه أبدًا، سألت نفسي: ماذا لو كنت أي كائن آخر؟
كدت أسبح في أفكاري تلك حتى أمسكت بالكتاب لأجده يسقط من يدي، ولكن ماذا! ها أنا أرى جسدي! أرى نظرة الغضب في عيني، وتلك الأيدي الغاضبة التي تقوم بتقليب صفحات الكتاب بعنف وغضب، كم هذا مؤلم، لماذا! لماذا تأذيت!
الآن فهمت أنني أصبحت مكان ذلك الكتاب، يجري التقليب في صفحاتي بغضب، لكن يبدو أني أتضمن معلومات ذات قيمة ولا أستحق تلك المعاملة أبدًا. انتهى جسدي من الاختبارات ووُضعت على إحدى أرفف المكتبة بعد أن عدت إلى بيتي الأصلي.
ها هي يد أخرى تلتقطني.
ولكن تلك المرة ليس إجبارًا وإنما حبًا لمحتواي، كم استمتعت مع هذا الشخص الذي يلمسني بحب، يجلس معي وهو يشرب مشروبه الساخن المفضل، وبصحبتنا قطته الهادئة،كم شعرت بالدفء مع هذا الشخص، أعتقد أني كتاب ذو معلومات هادئة قيّمة أو رواية رومانسية ذات نهاية مأساوية.
انتهى رفيقي من قراءتي وأعادني لأرفف المكتبة مرة أخرى، لم أتوقع ذلك، فقد تعلقت بهدوء ذلك الشخص وقطته.
هنا يد جديدة تلتقطني من سيكون هذه المرة.
ها هي فتاة تجلس بجوار موسيقى ذات صوت مرتفع قليلًا، لكنها أغاني حماسية، حسنًا شعرتُ أنني كتاب معلومات عن الرياضة والرقص، شعرت بحماس تلك الفتاة لقراءتي، كم كان شعورًا ممتعًا، لم أشعر به من قبل.
ولكن قامت بإرجاعي سريعًا، لم أتوقع تلك المرة أيضًا، فأنا تعلقت بحب الحياة من تلك الفتاة.
مرة أخرى تلتقطني يد جديدة، ولكن أشعر أن تلك اليد مألوفة لي.
هل هذه أنا؟ أقصد الجسد الخاص بي! شعرتُ بالسعادة مرة أخرى على الأقل، ألطف من وضعي على أرفف المكتبة وتغطيتي بالغبار .
نعم أنا أعرف ذلك المكتب وكوب الشاي وكل شيء أتوقع أنها أتت بي لتقوم ببحث.
ولكن تلك المرة شعرت أنها ليست مجبرة.
قرأت إحدى جملي:
"عينك لا ترى سوى انطباعك على الأشياء"
كالعادة ستقرؤها بملل.
حاولت التفكير فيها، لكنها لم تفهم الجملة، غير أنها مالت ناحيتي وقالت بهمس:
_كيف؟!
ولكن كيف حقًا؟
شعرت بشيء غريب مفاجئ ولطيف في الوقت ذاته، شعرتُ بالكمال، فأنا الآن أشعر بجسدي وأرى الكتاب في يدي!