كانت تنظر للسماء دائمًا.. تنتظر معجزة تسُّر قلبها…
فى عام 1994م، وفي قرية صغيرة تسمى"طيبة"، كانت هناك فتاة جميلة، فى العاشرة من عمرها، تُدعى "ليث"، تنظر للنجوم كل يوم، داعية الله أن يحقق أحلامها، ويرزقها بمعجزة تفرح قلبها بعدما توفي والداها، ولم يبقَ لها سوى جدتها التي تحبها كثيرًا.
كانت ليث ترعى جدتها وتهتم بها، وكانت كل من منهما مؤنسة للأخرى؛ فالحفيدة دائمًا ما تحكي لجدتها عن أحلامها، وتشكو لها قسوة معاملة أعمامها لها، متعجبة من هذا القدر من الحقد.
ـ لماذا أعمامي لا يحبونني يا جدتى ؟
ـ لا أعلم يا ابنتي.
ـ دعك منهم سأحقق أحلامنا ونبتعد عنهم.
ـ لاتتركي الحياة تلهيكي يا ليث، فهناك من الذئاب مايكثر لتدمير أحلامك.
كبرت ليث، وأصبحت يافعة في الثامنة عشر من عمرها، وتمنت أن تصبح طبيبة، واجتهدت حتى التحقت بكلية الطب، وحققت حلمها، وحلم جدتها.
توفيت جدتها التي كانت تؤنس وحدتها وتفرج كربتها، وبقت وحيدة مع أعمامها الذين يكرهونها بشدة ويحقدون عليها، وأصبحت تعيش معهم، بعدما أجبروها على ذلك.
مع مرور الأيام، كان الحقد يزداد من أعمامها، وطلبوا منها ترك الجامعة، وكانوا دائمًا يعتدون عليها بالضرب والإهانة، وقرروا تزويجها لابن عمها، الذي حاول الاعتداء عليها في يوم من الأيام ولكنها قررت أن تبتعد عنه.
وفي ليلة باردة ومظلمة، هربت ليث وعاشت وحدها، كانت تواجه كل يوم صعاب كثيرة، وتحملت الإهانات ممن تعمل لديهم، ولكنها أهون عليها من إهانات وتعذيب أعمامها لها.
وعملت الشابة لدى كثير من الناس، إلا أن مطاردة أعمامها لها لم تتوقف، ولكنها نجحت في الاختباء منهم دائمًا.
تخرجت ليث، وأصبحت طبيبة متخصصة في جراحة الأورام، كما حصلت على الدكتوراة، وأصبحت من أصحاب الشركات، ومعامل تحضير أدوية السرطان المعروفة عالميًا، كما نظمت حركة للدفاع عن حقوق الطفل والمرأة.
"هذه أنا.. أنا ليث.. من فقدت والديها بعمر التاسعة، وتعرضت لخذلان الأهل، وواجهت ظاهرة الاعتداء على الأطفال، وعملت بوظائف "الرجال" كتصليح السيارات و تعبئتها بالبنزين وغيرها، ولكن لم أرَ اليأس رغم إثبات كل الأدلة على ذلك.. لا وجود للاستسلام لدى، فالله جعل لنبينا يونس الأمل وهو ببطن الحوت، وجعل لي الأمل رغم الصعاب".
صفق كل الحاضرين في المؤتمر، لكن ليث عندما انتهت، أخذت تنظر لصورة جدتها، وتذكرت جملتها: "لا تلهيكى الحياة يا ليث فهناك من الذئاب مايكثر"، وتدفقت دمعتها ممزوجة بابتسامة قائلة :"رحمك الله ياجدتى فوالله لم تلهني وواجهتها وحققت أحلامنا، ليتك معى لتشاهدي ما أنا عليه الآن".
تصوير: أرشيفية - طبيبة
كتب/ت رفيدة منتصر
2021-09-18 00:00:00
وسط عالم غريب
منذ سنة
أسمايا
منذ سنة
البحث عن طريق العودة
منذ سنة
تعويم الجنيه
منذ سنة
ساعات على دراجتي
منذ سنة
سجينة المجتمع
منذ 11 شهر
قلمي يتحدث
منذ شهر
تعريفة التوكتوك
منذ شهرين
أحد عشرًا
منذ شهرين
عقرب في الجهة الأخرى
منذ شهرين
رحلة كتابي
منذ 3 أشهر
اكتئاب الامتحانات
منذ 5 أشهر