أحد عشرًا

تصميم باسم حنيجل

كتب/ت محمود عبد الحميد
2024-08-31 12:20:07

هل في يوم ما صادفك هذا الرقم 11:11؟

لم يُلاحِظ ذاك الرقم في يوم من أيام حياته، فيما كان يظهر له كثيرًا في أحلامه، وخلال نظره إلى الساعات الرقمية أيضًا، لكنه كان يتجاهل الأمر دومًا، لأنه لا يعلم عن الأرقام شيئًا، خاصة هذا الرقم المميز.

البداية كانت منذ إتمام صديقي "ليوناردو" عمر الـ10 سنوات، بعد أن أفاق من نومه يوم 11 نوفمبر للعام 2000، في الساعة الحادية عشر وإحدى عشر دقيقة، في يوم ميلاده الحادي عشر، فوقعت عيناه على الرقم، وبدأ يُفكّر ويقول ما هذا الرقم ولماذا يلاحقني؟

جاء لي ليوناردو يروي قصته مع هذا الرقم، وأكد لي أنه يطارده منذ سنوات، مُتذكرًا ذاك الحلم الذي تكرر معه في طفولته، فبدأ يحكي قائلًا "أجد دومًا نفسي على حافة ما، أنظر إلى الأسفل، فلا أجد سوى ظلام دامس، فتنزلق قدمي إلى الأسفل، أسقط فاقدًا الوعي، واستيقظ في الظلام، تعلوني سحابة بإضاءة خافتة، التفت خلفي وأنا أبكي واهرول هنا وهناك، ثم اصطدم بشيء يُفقدني الوعي مرة أخرى".

استيقظت فوجدت اللون الأسود قد تحول إلى الذهبي، نظرت خلفي، رأيت ساعة رقمية ضخمة تشير لذلك الرقم، كانت الساعة مكتوب عليها "سليم"، اسمك.

نظرت لليوناردو باندهاش، مُتعجبًا:"اسمي، أنا!".

وهنا انتهى بنا الأمر ولم نُكمل حوارنا، إذ قرر ليوناردو الصمت.

مرت سنوات، ولم أشغل بالي للحظة في التفكير في هذا الأمر، فبالنسبة لي كان مجرد حلم لصديق.

واليوم، أصبحت رجل أعمال مشهور، وصاحب أكبر شركة صناعة سيارات في ألمانيا، وكل شيء مُستقر واعتيادي.

حتى جاء يوم 11 نوفمبر، أذكر أنني كنت احتسي قهوتي، وأقف على حافة شباك مكتبي في الليل أنظر إلى السماء، وإذا بسحابة تُشبه الساعة الرقمية تحمل رقم (11:11).

التفتُّ إلى الخلف، ثم عدت بسرعة لأنظر لها مرة أخرى، بعد أن تذكرت صديقي ليوناردو، ولكنها اختفت.
وقبل أن ألملم أفكاري، رن جرس هاتفي برقم غريب
!
أنا: من المتصل؟
فجاءني الرد من الطرف الآخر: ليوناردو.
قلت له: كم الساعة لديك الآن؟

قال لي: 11:11

أنا في صوت عال لنتقابل الآن، وأنهيت المكالمة

التقينا..
أنا: هل تتذكر الحلم؟
ليوناردو:
نعم، وحلمت اليوم بأنه تحقق بالفعل.
أنا: ماذا تعني بأنه تحقق؟
صمت ليوناردو، وربّت على كتفي، تركني بابتسامة، لأفكر وأنظر لساعتي وللسماء أبحث فيها عن
11:11.