ظهور حالات إصابة بـ"الهربس الفموي" في المنصورة.. ما القصة؟

الهربس الفموي

كتب/ت سلمي الهواري
2025-03-19 12:07:10

شهدت مدينة المنصورة خلال الأيام الأخيرة ظهور حالات إصابة بفيروس الهربس الفموي بين الأطفال، مما أثار قلق الأطباء الذين حذروا من سرعة انتشار هذا الفيروس وخطورته.

ومع تزايد الاختلاط داخل المدارس ودور الحضانة، تزداد فرص انتقال العدوى، خاصة أن الفيروس ينتشر بسهولة عبر التلامس المباشر أو مشاركة الأدوات الشخصية. 

ورغم أن البعض يعتبرها مجرد تقرحات، إلا أن مضاعفاتها قد تكون خطيرة في بعض الحالات، مما يستوجب رفع الوعي لدى الأهالي حول أساليب الوقاية وأهمية التصرف الفوري عند ظهور الأعراض.

أمهات: "لم نتوقع المرض بهذه الحدة"

"لم أتوقع أن يكون الأمر بهذه الخطورة"، بهذه الكلمات بدأت نهاد حسن، والدة طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات، وتقطن في مدينة المنصورة، حديثها عن معاناة ابنها مع الهربس الفموي. 

وقالت لـ"قلم المنصورة": "بدأت الأعراض بارتفاع طفيف في درجة الحرارة، تلاه ظهور تقرحات مؤلمة داخل الفم وعلى الشفتين، مما جعله يبكي باستمرار ويرفض تناول الطعام تمامًا، في البداية، ظنت أنه مجرد التهاب بسيط، لكن حالته تدهورت بسرعة، وبدأ الاحمرار يظهر في عينيه".

وأضافت: "وعند زيارة الطبيب، اكتشفت أنه مصاب بفيروس الهربس الفموي، الذي قد يكون انتقل إليه عبر قبلة من شخص مصاب أو باستخدام أدوات ملوثة، وكان المرض شديدًا واستمر لفترة طويلة، ما أدى إلى فقدان ابني بعض الوزن نتيجة امتناعه عن الطعام".

أما ميادة عبدالرحمن، والدة طفلة في الصف الأول الابتدائي، أعربت عن صدمتها بعد إصابة ابنتها بالفيروس، مؤكدة أن العدوى انتقلت إليها من المدرسة، وقالت: "بدأت ابنتي تشكو من ألم في الفم وارتفاع في درجة الحرارة، ثم ظهرت بثور مؤلمة على شفتيها، في البداية، ظننت أنها مجرد حرارة عابرة، لكن مع تفاقم الأعراض، اصطحبتها إلى الطبيب، الذي أخبرني بأنها مصابة بفيروس الهربس الفموي".

وأضافت ميادة: "بعد حديثي مع معلمتها، اكتشفت أن عدة أطفال في الفصل يعانون من الأعراض نفسها، وأن العدوى انتقلت بينهم بسبب مشاركة أدوات الطعام وزجاجات المياه، ولم أكن أدرك أن الفيروس ينتقل بهذه السهولة، لكنني الآن أكثر حرصًا على تعليم ابنتي عدم مشاركة الأدوات الشخصية مع زملائها، وأتمنى أن يكون هناك مزيد من التوعية في المدارس للحد من انتشار مثل هذه الفيروسات".

كيف ينتقل الفيروس؟

يُعتبر الهربس الفموي من الأمراض الفيروسية الشائعة التي تصيب الفم والشفتين والمناطق المحيطة به، حيث يؤدي إلى ظهور تقرحات مؤلمة ناتجة عن الإصابة بفيروس الهربس البسيط من النوع الأول (HSV-1) ورغم استهانة البعض به، يحذر الأطباء من مضاعفاته، خاصة لدى الأطفال الصغار الذين يمتلكون جهازًا مناعيًا غير مكتمل، مما قد يزيد من حدة الإصابة لديهم.

وفقًا للدكتور حسن الموجي، استشاري طب الأطفال، فإن فيروس الهربس الفموي ينتقل بسهولة عبر عدة طرق، منها التقبيل، لا سيما للأطفال الرضع، وملامسة الجلد المصاب أو البثور ثم لمس الفم أو العين، بالإضافة إلى مشاركة الأدوات الشخصية مثل المناشف، الأكواب، وأدوات الطعام.

وأضاف لـ"قلم المنصورة" أن الأعراض لا تظهر فورًا، بل تتطور تدريجيًا، حيث يبدأ الطفل بالشعور بوخز أو حكة حول الفم قبل ظهور البثور، ثم تتحول هذه البثور إلى تقرحات مملوءة بالسائل، وفي بعض الحالات، قد تصاحب الإصابة أعراض مثل التورم والألم في اللثة، واحمرار العينين، وارتفاع درجة الحرارة

وأول أمس، نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية تقريرًا أكدت فيه إصابة طفل يدعى "جوان" بفيروس الهربس، مما أدى إلى فقدانه عينه اليسرى.

وأوضح التقرير أن الفيروس تسبب في ظهور بثور على عينه، مما أدى إلى تكوّن ثقب بحجم 4 ملم في القرنية، وهي الطبقة الشفافة الأمامية للعين.

وأعربت والدة الطفل عن صدمتها مما حدث، ووجهت تحذيرًا صارمًا للآباء بضرورة منع الأقارب والأصدقاء من تقبيل أطفالهم الرضع، مشددة على خطورة هذا الفيروس، الذي قد يؤدي في بعض الحالات إلى فقدان البصر.

طرق الوقاية والعلاج

وأكد الدكتور أحمد عبدالله، أخصائي طب الأطفال، على أهمية اتخاذ التدابير الوقائية لتجنب الإصابة بفيروس الهربس الفموي، مشددًا على ضرورة تجنب تقبيل الأطفال، خاصة عند الإصابة بالفيروس، وغسل اليدين جيدًا بعد لمس الوجه أو التقرحات.

بالإضافة إلى عدم مشاركة الأدوات الشخصية مثل المناشف وأدوات الطعام، مؤكدًا على ضرورة تعقيم الألعاب والأسطح التي يلمسها الأطفال بانتظام، وتعزيز مناعتهم من خلال التغذية الصحية والنوم الكافي.

وأضاف لـ"قلم المنصورة" أن العلاج يشمل استخدام مضادات الفيروسات التي يصفها الطبيب، إلى جانب الكمادات الباردة لتخفيف الألم، مع ضرورة تجنب الأطعمة الحامضة أو المالحة التي قد تزيد من تهيج التقرحات.

ونظرًا لسرعة انتشار الهربس الفموي بين الأطفال، يشدد الأطباء على أهمية نشر الوعي بين الأهالي والمدارس حول خطورة هذا الفيروس وطرق الوقاية منه، مع التركيز على تعزيز النظافة الشخصية وعدم مشاركة الأدوات بين الأطفال، للحد من انتشار العدوى وحماية صحتهم.

 في منتصف العام الماضي، ظهرت حالات الهربس الفموي في مصر، عقب تحذير من وزارة الصحة بشأن تجنب تقبيل الأطفال، وفي 10 أبريل، وصلت الدفعة الأولى من لقاح الوقاية من فيروس الهربس، مع تزايد معدلات الإصابة به بين مختلف الفئات، لا سيما الأطفال، وفق بيان وزارة الصحة وقتها.

 

الهربس الفموي