في ظروف استثنائية تسيطر عليها مشاعر الترقب لتطورات انتشار فيروس كورونا المستجد، بدأ طلاب المدارس استعدادهم للعام الدراسي الجديد، منذ منتصف أغسطس الماضي، عبر حجز الدروس الخاصة، والتردد على مراكز التقوية.
وبالرغم من قرار وزير التربية والتعليم، الدكتور طارق شوقي، الصادر في وقت سابق مانعًا ظاهرة الدروس الخصوصية و"السناتر"، وما لهذا الخيار من تبعات مادية وصحية ـ بسبب كورونا ـ إلا أن بعض الطلبة يعتبرونه أمرًا ضروريًا للتحصيل العلمي.
وسعى "قلم المنصورة" لرصد آراء بعض الطلبة بشأن الدروس الخصوصية، ومدى ضرورتها لهم، فتقول منة محمد ـ 13عام ـ إن أصعب مادة بالنسبة لها، هي الرياضيات فرع الجبر، لافتة إلى أنها تأخذ درسًا خاصًا في المواد كلها، لتحصل المادة العلمية.
وتتابع: "أعتقد أن كل الطلاب الطبيعيين يذهبون للدروس الخاصة، بالرغم من عدم أهمية بعض المواد، إلا أن تكلفة الدروس بالنسبة لي تعتبر معقولة، إذ يتراوح بين 100، و80، و70 جنيهًا في الشهر".
وتكمل: "أُشجع من لا يذهبون للدروس الخصوصية أن يذهبوا ليستفيدوا بكل تفاصيل المنهج، ليمتلك الطالب معلومات أكثر، فالمدرسة لا تعطي الاستفادة الكاملة،ولا يشرح المدرسون فيها لنا".
أما سما محمد موسى ـ 13عامًا ـ فتشير إلى أنها تأخذ دروس خاصة في ثلاث مواد، لأنها لا تستطيع استيعاب المعلومة "أونلاين"، قائلة: "في بعض الأعوام تكون تكلفة السناتر كبيرة وفي بعضها تكون جيدة، وبسبب عدم الشرح في المدارس يتوجه الطلبة لتلك السناتر".
وتؤكد قدرتها على التحصيل العلمي في أكثر من مادة بالاعتماد على نفسها بشكل كامل، معتبرة أن اللغة العربية هي أصعب ما تواجهه في الدراسة حاليًا.
وتتفق نور وليد ـ 13عام ـ مع الآراء السابقة، قائلة: "أذهب لأخذ درس خصوصي في مادة الرياضيات، فالمادة صعبة والطالب بحاجة لمن يشرح له تفاصيلها، أما باقي المواد فيمكنني الاكتفاء بالشرح المتاح (أونلاين) أو على القنوات التعليمية".
وفيما يتعلق بدور المدرسة، فتقول: "المدرسة تراجع الذي درسته طول العام، وتساعدني في فهم أسلوب المعلمين وطريقتهم في وضع أسئلة الامتحان، فأنا حريصة على عدم أخذ الدروس قدر المستطاع حتى أعتمد على نفسي، ولا أزيد الأعباء على أهلي".
كما تعتبر نور أن الحصول على الدروس الخصوصية في المواد كلها، بمثابة تضييع للوقت، لأن الطلاب يغرقون في الواجبات، ويرهقون في الذهاب والعودة، فلا يبقى وقت كافٍ للمذاكرة.
ويعتبر نور الدين أبو الزيدان ـ 14عام ـ أن أصعب المواد في التحصيل هي الرياضيات، إلا أن والديه يفضلان حصوله على درس خصوصي في المواد كلها، لزيادة الفهم.
ويقول لـ"قلم المنصورة: "لا أشجع الطلبة على الذهاب للدروس الخصوصية في المواد كلها، فالاعتماد على الشروح المتوفرة أونلاين وزيادة الجهد في المنزل قد يكون أفضل للطالب، إلا أنه في كل الأحوال المدرسة لم تعد لها أهمية في تحصيلنا الدراسي".
وفي صفوف أولياء الأمور، يرى حسن محمد أنه يجب علي بعض الطلاب الذهاب لكل الدروس حتى تكتسب خبرة في حل الأسئلة، فالبقاء في المنزل لن يضمن لهم تنظيم الوقت، وإعطاء كل مادة حقها.
ويكمل: "أرى أن أصعب مادة تواجه ابنتي حتى الآن هي العلوم، إلا أن الطالب لا يجد وقته كافيًا للدروس، والمذاكرة في المنزل، وذهاب المدرسة، خصوصًا وأن المعلمين لا يهتمون في المدرسه بالشرح".