منذ بداية عام 2024 وتتكالب على الأسر العديد من الضغوط مع توالي المواسم وارتفاع الأسعار، إذ تتابع عليهم بداية الترم الثاني الدراسي والمصاريف الخاصة بالدروس، تلاه موسم رمضان، والآن موعدهم مع اقتراب عيد الفطر الذي يحتاج إلى ميزانية خاصة لشراء الملابس الجديدة والكعك والزيارات الأسرية، ومن ثم تأتي الامتحانات.
وأمام هذه المعركة الاقتصادية، يخوض أرباب الأسر والزوجات ماراثون -لا يستطيعوا الخروج منه حتى الآن - في توفير كافة التكاليف الخاصة بهذه المواسم، وآخرها مستلزمات "عيد الفطر"، عقب شهر وصفوه بأنه "قاسي" من المحاولات لتوفير أساسيات الحياة اليومية.
تقول إيمان مسعد، 33 سنة، مدرسة وأم لطفلين، إن الدخل الشهري للمنزل يبلغ نحو 5 آلاف جنيهًا، وتذهب الميزانية لتوفير أساسيات المنزل ودفع المواصلات والإيجار، وتضيف أن غلاء الأسعار أثّر عليها إلى حد بالغ.
اكتفت إيمان بشراء قطعة ملابس بيتي واحدة لكل طفل، وتقول إنها تُحاول تربية أولادها وتعريفهم الفرق بين الرغبة والاحتياجات "بقولهم الرغبات ممكن نتخلى عنها، وبدأنا فعلًا نوفّر"، ومن بين الجوانب التي يُقتصد فيها المصروفات الخاصة بالدراسة "عشان نقدر نوفّر احتياجات رمضان والعيد".
ونفت إيمان أن تكون زيادة المرتبات قبل شهر رمضان عوّضت الفارق في زيادة الأسعار "الغلاء فاق كل زيادة، ولا يوجد قواعد تضبط الأسواق، واحنا كمستهلكين متروكين للسوق والمتحكمين فيه سواء قرروا الزيادة من عدمها".
هذا الشهر تقوم فوزية محمد، ممرضة، النجاة من مصروفات موسم رمضان والعيد ببعض الحيل، منها استبدال الأرز بالخبز، والاستغناء تمامًا عن اللحوم بعد ارتفاع سعرها، أما عن شراء ملابس العيد، فقررت اقتصار شراء الملابس على طفليها الأصغر سنًا، وهما ريم التي تبلغ من العمر 14 عامًا، وريتال التي تبلغ ستة أعوام، وعدم شراء ملابس لابنها الأكبر عبد الرحمن البالغ من العمر 19 عامًا.
بسبب الأزمة الاقتصادية استغنى أحمد مصطفى، موظف بشركة المياه، عن النزهة الأسبوعية، كذلك لم يعد يشتري الفاكهة يوميًا كما اعتاد من قبل، ويبلغ دخل مصطفى الشهري نحو 3 آلاف جنيهًا، لذا لم يجد حلّ لغلاء الأسعار سوى توفير الأساسيات فقط "الولاد مبقوش ينزلوا الدروس الخصوصية، واكتفوا بالمدرسة فقط، ومبقيتش أشتري لحوم نهائيًا". في رمضان تكتفي أسرة مصطفى بوجبة إفطار مغذية، أما السحور فأصبح بسيطًا، وقرر ربّ الأسرة ألا يشتري ملابس العيد سوى لابنيه الصغيرين ملك ونوح، وهما في عمر السابعة والتاسعة.
الاستغناء هو الحلّ الذي اتبعه أيضًا محمد عبد اللطيف، مدرس، فحتى بعد زيادة دخله الشهري من 6 آلاف إلى 7 آلاف لم يشعر بالفارق كثيرًا "كنت بشتري الفراخ 3 مرات أسبوعيًا، حاليًا مرة واحدة فقط، وكمان قلنا كميات الأكل في الفطار، واستغنينا عن الفاكهة"، وبالنسبة لملابس العيد فقرر تقليل عدد القطع، والاكتفاء بقطعة واحدة لكل فرد.