على مدار شهر رمضان، تقع كل ربة منزل في حيرة لاختيار الأصناف المقدمة لضيوفها وأفراد أسرتها، باختلاف تلك الوجبات هناك أطباق تكون هي أساس مائدة الإفطار في أغلب الأيام، من ضمنها "الأمَمَة" كما يطلق عليها البورسعيدية، والتي تعد من الموروثات الشعبية في محافظة بورسعيد.
تقول حنان صلاح، 54 عامًا، ربة منزل وأم لثلاثة أبناء: "من أشهر الأكلات الرمضانية في بورسعيد هي الأمَمَة، وترتبط في ذهني بذكريات الطفولة في رمضان عندما كنت أدخل المطبخ رفقة أخواتي لنشاهد أمي وهي بتحضرها وبنكون ملهوفين لكي نتذوقها".
تشبه حنان "الأمَمَة" بوجبة الجلاش المعروفة في المحافظات الأخرى، ولكنها على الطريقة البورسعيدية الذي تختلف قليلًا عنه: "للبورسعيدية طرق خاصة في المطبخ العامر بالوجبات الشهية، فمن خلال مشاهدة أمي تعلمت منها الطريقة، وهي لفة رقاق كيلو، ونصف كيلو لحمة مفرومة، ونصف كيلو بصل، ولترين شوربة، ملعقتين سمن، وزبيب، وبهارات".
الأمَمَة ليست وجبة مكلفة فى شهر رمضان، أتذكر في الطفولة جدتي كانت تخبز عجين الرقاق في المنزل، ولكن حاليًا بنشتريه معلب من السوبر ماركت، وتكمل الطريقة: "نقوم بتقشير البصل ووضعه في إناء على النار، ويضاف له ملعقة السمن، ثم إضافة اللحم المفروم، بعدها نقوم بتقسيم كمية الرقاق إلى جزئين نضع الأول في صينية ويسكب عليه نصف كمية الشوربة، ثم نضع عليه اللحمة المفرومة والزبيب والبهارات على وش الصينية، ثم نضع الجزء الثاني في الأعلى ونفرغ كمية الشوربة الباقية عليه ببطء، بعدها نقوم بتقطيع الأمَمَة إلى قطع صغيرة، ثم تدخل في الفرن لتستوي، وبعدها نشوي وجه الصينية حتى تأخذ اللون الذهبي".