في السابعة من عمره، بدأ واتر البحري يراقب الطيور في سماء مدينته "بورفؤاد"؛ فملاحة "الماكس" على مسافة قريبة من منزله، وهي خط هجرة يومي لأنواع عديدة من الطيور.
يكبر واتر، وينمو داخله الشغف بمراقبة الطيور، ورؤية الطبيعة التي آسرته حتى أصبح واحدًا من أبرز الباحثين في علم الطيور المهاجرة، ومصوري الحياة البرية.
وفي العقد الثالث من عمره، يعتبر واتر أحد أسباب تنظيم المهرجان الدولي الأول لمراقبة وتصوير الطيور، الذي نظمته محافظة بورسعيد الجمعة الماضية.
في حواره مع البورسعيدية، قبيل تنظيم المهرجان، يخبرنا واتر أن طفولته كانت البداية، يتذكر حينما كان يقف منبهرًا في ملاحة الماكس، وهي جنوب شرق بورفؤاد، يراقب الطيور المهاجرة يوميًا، ثم يذهب إلى مكتبة مدرسته الإبتدائية باحثًا عما يستطيع أن يجده حوله في ثنايا الكتب. في هذه الفترة تعرف على الناشط البيئي الدكتور شريف بهاء الدين وأصبح هو ملهمه ومثله الأعلى منذ ذلك الوقت.
وبين المراقبة والقراءة، ظل يشبع واتر شغفه، حتى التحق في عمر الـ12 عامًا بمنحة المجلس العالمي للطيور، استهدفت تدريب الأطفال المهتمة بهذا المجال، وهي التي غيرت مسار حياته بالكامل.
عاش واتر خلال 4 سنوات -مدة المنحة - في عالم ساحر، وقرر من وقتها عدم تركه أبدًا، فهو تخرج من كلية التجارة قسم إدارة الأعمال، وكان مشروع تخرجه عن السياحة البيئية وإدارة المحميات الطبيعية، كما حصل بعدها على دبلومة مقدمة من جامعة كامبريدج، بالتعاون مع المجلس العالمي للطيور مما أثقل خبرته في هذا المجال.
يوضح واتر للبورسعيدية أنه بدأ احتراف العمل في القاهرة عام 2005، وذلك من خلال عمله كمساعد سكرتير الجمعية الخاصة بمجال السياحة البيئية، وكمنظم للفعاليات العالمية، بالجمعية المصرية لحماية الطبيعة، وهي شريك للمجلس العالمي للطيور.
يعلق قائلًا: “أجمل شيء في مراقبة الطيور وتحديدًا في مصر، هو التعرف على الثقافات المختلفة، وذلك لأن لكل منطقة كود يخص طائر معين، الذي يكشف بدوره عن ثقافة المكان”.
ويعتبر مجال عمله من أهم المجالات الجاذبة للسياحة، يضيف: "أذهب للتحدث مع المسؤولين، لتوضيح أن مصر بها مقومات تؤهلها لأن تكون من أهم مناطق جذب السياحة البيئية في العالم، ولكن لم يهتم أحد وقتها".
لم يستسلم، ففي 2010، قدم دراسة تناقش مشروع تحويل ملاحة شرق بورفؤاد إلى محمية طبيعية، ولكنه فوجيء بعدها بتحويلها إلى مشروع الفيروز للثروة السمكية.
تعلم واتر من الطيور المثابرة، فلم ييأس، بل يظل حتى اليوم يحاول تحقيق ما يؤمن به، مثلما فعل عبر عضويته الحالية في الجمعية المصرية لحماية الطبيعة، والذي تولى إدارتها في الفترة منذ عام 2013 وحتى عام 2016، وهي شريك أساسي في إطلاق المهرجان بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار ومحمية أشتوم الجميل، والجمعية المصرية لمصوري الحياة البرية.
يقول واتر أن عدد المصورين الهواة والمحترفين الذين حضروا فاعليات المهرجان بلغ عددهم 200 مصور، رافقهم واتر بجانب 5 أفواج سياحية، في جولات بحرية، وزيارة لأماكن تواجد الطيور، والتصوير داخل محمية أشتوم الجميل وبحيرة المنزلة، أكبر بحيرة مائية طبيعية في مصر.
لن يتوقف الطير عن التحليق، ولن يتوقف واتر عن الحلم، كما يتضح لنا عبر الحديث معه؛ فانطلاق المهرجان مجرد البداية لطموحات مستقبلية يتمنى واتر تحقيقها، أولها هو إنشاء معهد لتدريس علم الطيور، يضيف: “سأكون أول المتواجدين كباحث أكاديمي بهذا المعهد، فلا أريد رؤية هذه الطيور تنقرض أو تختفي، حماية الطيور مسئولية كبيرة، أتمنى نقلها للآخرين".