مع أول موجة ارتطمت بوجهه وُلِد حلمه، "عبور كل بحور العالم"، يقول أحمد أسامة، صاحب الـ22 عامًا، ابن مدينة بورسعيد، الذي نجح سبتمبر الماضي، في تنفيذ جزء من هذا الحلم بعبور "المانش".
"أسعى أن أكون أول مصري يعبر كل بحور العالم، وأيضًا لتحطيم الرقم القياسي بعبور المانش، والمشاركة في سباق كابري نابولي بإيطاليا"، بهذه الكلمات بدأ أسامة، حديثه لـ"البورسعيدية"، حول رحلته في عبور بحر المانش والتي استغرقت 13 ساعة و59 دقيقة متصلة بشكل فردي لمسافة 42 كيلو متر بين إنجلترا وفرنسا.
يقول أسامة: "بدأت ممارسة السباحة في الرابعة من عمري، هويتها، فاستمررت في التدريب من وقتها، وفي مطلع 2019 راودني حلم عبور المانش، فآخر سبّاح مصري نجح في ذلك هو خالد شلبي عام 1983، وهو مثلي الأعلى في السباحة؛ لأنه أول سباح في العالم يعبر المانش في 16 ساعة ودقيقتين بذراع واحدة".
تواصل أسامة مع كابتن خالد وعرض عليه عزمه خوض السباق، ليلاقي ترحيبًا شديدًا، ويضيف: وبدأنا فورًا في معسكر تدريبي خاص بتدريبات السباحة؛ لتطوير الأداء والمهارات في سباحة المياه المفتوحة، بمدينة الغردقة.
وفي الثانية عشرة صباح يوم 11 سبتمبر الماضي؛ بدأ أسامة رحلته في درجة حرارة 18 درجة مئوية، يعلق قائلًا: "كنتُ مستعدًا لها، فكان تدريبي على أجواء أشد صعوبة تصل إلى 9 درجات مئوية فقط".
ويضيف: كنت أحرص على شرب سوائل وفاكهة طبيعية مطحونة فقط لتساعدني على المواصلة، وكان يرافقني كابتن خالد شلبي على مدار الـ14 ساعة من خلال مركب مجهز للطوارئ والإنقاذ.
واستكمل، عائلتي هي صاحبة الفضل الأول عليّ، ولها دور كبير في ما حققته من إنجاز، وهو الدور الأهم في وجهة نظري، سواء والدي الذي كان يقدم لي الدعم المعنوي بشكل متواصل، والدعم المادي في تلبية كل احتياجاتي وتوفيرها، حتى في أوقات الضوائق المالية كان يُضحّي في سبيل أن يُحضِر لي تكاليف مشاركتي في بطولة سباحة محلية، وأمي التي تهتم بنظامي الغذائي، وتحرص دائمًا على جدول مواعيد نومي، وإذا كان لدي موعد تمرين في الفجر فمن الممكن أن تظل مستيقظة وقلقة لحرصها على إيقاظي من النوم في الموعد المحدد، فهي ضحت بالكثير من أجلي.
وحاليًا أقوم بالتمرين يوميًا سواء السباحة أو تمارين اللياقة البدنية، مع الحفاظ على نظام غذائي صحي، وأيضًا أحرص على الاهتمام بدراستي، فأنا طالب بالسنة النهائية بكلية الهندسة قسم مدني في جامعة الدلتا للعلوم والتكنولوجيا.
والرسالة التي أريدها أن تصل لكل أصدقائي وشباب جيلي، هي أن السعي والاتكال على اللّه واجب علينا، وعدم اللجوء إلى شماعة المبررات وخلق أعذار واهية تتعلق بقلة المال، فعلى سبيل المثال بحكم أنني ابن مدينة ساحلية تمكّنت من أن أتدرب على السباحة في بحر بورسعيد، لأنني كنت لا أملك تكاليف التمرين في حمام سباحة خاص، وأيضًا كنت أمارس تمارين اللياقة البدنية على الشاطئ بدلًا من الذهاب إلى صالات الحديد، يمكنك أن تحقق حلمك وتصل لهدفك بأقل الإمكانيات، "ثق في ربنا وهتوصل".