افتتح، رئيس جامعة المنيا، الدكتور عصام الدين فرحات، الأربعاء الماضي، أول متحف كاريكاتير تابع لمؤسسات الدولة في مصر، في جامعة المنيا، وتحديدًا داخل مبنى متحف الفن الحديث.
وفي بيان منشور عبر الصفحة الرسمية لكلية الفنون الجميلة فرع المنيا، جاء الافتتاح ضمن بروتوكول تعاون مشترك بين جامعة المنيا والجمعية المصرية للكاريكاتير، لتوثيق وأرشفة تاريخ فن الكاريكاتير بمصر، وتبلغ مساحته 500م مربع، فيما يضم ما يقرب من 274 نسخة أصلية لأبرز فناني الكاريكاتير في مصر.
لوحات لـ"صلاح جاهين" و"صاروخان"
وفي زيارة لـ"المنياوية" إلى متحف الكاريكاتير بعد افتتاحه، وجدنا تنوعًا كبيرًا بين اللوحات الكاريكاتورية المعروضة التي تُعلق على ظروف الحياة الاجتماعية في فترات تاريخية سابقة، كذلك أعمالًا أخرى ينتقد فيها أصحابها الأوضاع السياسية، ويعد الكاريكاتير فنًا ساخرًا بطبعه ينتقد كل أمور الحياة؛ من بينها القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية والدينية.
وضمّت مصر عبر فترات تاريخية أسماء فنية كبيرة في فن الكاريكاتير؛ مثل صلاح جاهين، دياب، زهدي العدوي، صاروخان، أحمد طوغان، صلاح الليثي، مصطفى حسين، جمعة فرحات، حسن ومحمد حاكم، وهم من تُعرض أعمالهم داخل المتحف.
يوجد أيضًا على جدران المتحف لوحة ملفتة للانتباه للسيدة "أم كلثوم"، وهي من نوعية الرسم الديجيتال، للرسام الشاب عمر صديق، يجاورها رسمة أخرى للست للرسام أنيس المحرسي، وطوال سير "المنياوية" داخل المتحف لفت نظرنا الحس الفكاهي للرسام رؤوف عياد الذي تعكس لوحاته ذلك بقوة، كما تُبرز لوحات صلاح جاهين وجهة نظره في شتى الجوانب الحياتية للمجتمع المصري خلال فترة الخمسينيات والستينيات.
وقد عمل جاهين كرسام كاريكاتير في مقتبل حياته عام 1958 في مجلة روز اليوسف، ثم اشترك في إصدار مجلة صباح الخير التي تألق فيها كرسام كاريكاتير محترف، حتى وصل إلى منصب رئيس تحرير المجلة، وقد خرج من مجلة "صباح الخير" أبرز رواد الكاريكاتير في مصر.
تماثيل كاريكوتورية منحوتة
داخل المتحف عُرض أيضًا خمسة تماثيل كاريكاتير منحوتة، للفنانة مي محمد، لنجيب محفوظ، أحمد فؤاد نجم، جمال عبد الناصر، أنور السادات وعبد السلام النابلسي.
وفي البيان المنشور وصف فرحات افتتاح المعرض أنه بمثابة خطوة جديدة لفن الكاريكاتير نحو العالمية والتوثيق الأكاديمي، ليكون المتحف-بحسب حديثه- أول متحف عربي لفن الكاريكاتير يتبع مؤسسات ويحتضنه صرح علمي كبير مثل جامعة المنيا.
وجدير بالذكر أن قرية تونس بها متحف كاريكاتير، لكنه خاص، إذ افتتحه الفنان التشكيلي محمد عبلة عام 2006، ويحوي أيضًا نسخ أصلية لأعمال أبرز رواد الكاريكاتير في مصر.
طلاب كليات الفنون الجميلة: أصبح لدينا مرجع قوي
فرحت صابرين خالد، طالبة بالفرقة الثانية بكلية الفنون الجميلة جامعة المنيا، بافتتاح متحف الكاريكاتير داخل الجامعة، إذ تقول "أمر هام جدًا، الآن أصبح لدينا مرجع قوي لدراستنا، هذا سيجعل لنا حصيلة من التغذية البصرية".
وتضيف أن من أكثر ما أعجبها في المتحف هو تمثال الكاريكاتير للرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وتذكر صابرين أن علاقتها بفن الكاريكاتير لم تكن قوية، لكن منذ افتتاح المتحف وهي تشاهد مواقع تنشر رسومات كاريكاتير بشكل دوري حتى تزيد من حصيلتها البصرية.
جورج عادل، الطالب في الفرقة الأولى بكلية الفنون الجميلة، لم تكن علاقته بفن الكاريكاتير قوية أيضًا، ويقول: "منذ فترة قبل أن التحق بالكلية كنت أفكر في فن الكاريكاتير، وأظن أن هذا الفن مقتصر على الصحفيين، لكن عند البحث وجدت أن فن الكاريكاتير الديجيتال تربطه علاقة قوية بينه وبين فن الكولاج"، ويضيف جورج أن افتتاح المتحف داخل جامعة المنيا، سوف يزيد من ثقلها بين جامعات مصر، وبالتبعية يزيد من ثِقَل كلية فنون جميلة.
جدير بالذكر أن جامعة المنيا تضم كذلك واحد من أكبر متاحف الفنون الحديثة بالجامعات فى العالم، ويضم ٦ قاعات عرض بمساحة إجمالية، تبلغ 3750 م2، تتسع لـ925 عمل للفنانين؛ الحسين فوزي، عبدالهادي الجزار، جمال السجيني، محمود سعيد، حامد ندا، سعد الخادم وفتحي البكري.