بعد أزمة مياه الشرب بأسوان.. أهالي المنيا قلقون: "خايفين يكون دا مصيرنا"

أرشيفية

كتب/ت محمود جابر - عبدالرحمن خليفة
2024-09-26 18:49:53

لم يقتصر القلق والشائعات المنتشرة حول تلوث مياه الشرب في أسوان على النطاق الجغرافي للمحافظة، بل سرت شائعات ولاحق كثيرون الهواجس من مياه الشرب، خاصة محافظات وادي النيل، فيما ازداد القلق بين أهالي قريتي إطسا وزاوية سلطان بمحافظة المنيا. 

يوجد بقرية إطسا مصب المحيط للصرف الصحي الذي يصب مياهه بنهر النيل، والذي يُعدّ المصرف الرئيسي للمحافظة، ويبلغ طوله 80 كيلومتر؛ يبدأ المصب من مركز ديرمواس مارًا بمركز ملوي وأبو قرقاص ومركز المنيا، مُنتهيًا بقرية أطسا، ويخدم مصرف المحيط حوالي 100 ألف فدان من الأراضي الزراعية، ويقول محمد عبد الحفيظ 45 عامًا ويعمل معلمًا بمدرسة إطسا الإبتدائية إن "المصرف بيعدى على القرية كلها بالطول وهو جاي من أول المحافظة جهة قبلي".

وكان قد تداول البعض رسائل صوتية تزعم إصدار شركة المياه منشور تحذيري بعدم استخدام المياه لأغراض الشرب بدءًا من الساعة ٣ صباحًا حتى الساعة ١٠ مساءً نتيجة لتلوثها بميكروب سام، وكذبت شركة المياه تلك الشائعة، أمس الأربعاء.

 ويضيف عبد الحفيظ في حديثه لـ"المنياوية" أن المصرف يتسبب في روائح كريهة "لأن كل مخلفات الحيوانات بتترمي فيه"، كذلك يُلقى فيه مخلفات مصنع سكر أبو قرقاص، مما يؤثر على صحة أهالي القرية. 

وأشار عبد الحفيظ أنهم تقدموا بشكاوى كثيرة، لكنها كانت بلا نتيجة، ويحكي أيضًا لـ"المنياوية"، أنه بيوم 28 يوليو 2024 وعد المحافظ الجديد، اللواء عماد الكدواني، خلال زيارته للمحافظة، أهل القرية بحل سريع، لكن لم يحدث أي حل للمشكلة حتى الآن. 

ولفت عبد الحفيظ النظر إلى أنه على بعد كيلومترات من المصب تقع محطات مياه الشرب؛ وأقربهم محطة عرب الزينة بمركز سمالوط، فيما زاد قلق عبد الحفيظ مع علمه بأزمة الإصابات بـ"النزلات المعوية" في أسوان "يشغل بالنا في هذه الفترة هو أن مصيرنا سيكون مثل الذي يحدث في قرى أسوان".

وكان قد أصيب نحو 480 شخص بقرية أبو الريش قبلي وقرى مركز دراو، بـ"النزلات المعوية"، بسبب تلوث المياه أو الطعام المخلوط بمياه ملوثة، كما ذكر وزير الصحة، الدكتور خالد عبد الغفار، في المؤتمر الصحفي، الذي عقده الإثنين الماضي بأسوان، مؤكدًا فيه على أن العدوى سببها بكتيريا الإشريكية أو ما يُعرف بـ"الإي كولاي". 

لم يكن القلق داخل نفس عبد الحفيظ وحده، بل أن عثمان محمد، 22 عامًا، ومن أهالي قرية أطسا، قلقًا أيضًا، إذ قال "احنا بقينا معروفين في القرى اللي حوالينا بالرائحة الكريهة، وبنتعرض للتنمر دايمًا بسبب كدا"، مُضيفًا "أنا بتابع أزمة أسوان من بدايتها، وأرى أن قريتي يمكن أن يحدث فيها مثل ذلك بسبب تشابه المشكلات"، إذ إن قرية أبو الريش قبلي بأسوان يشتكي أهلها أيضًا من اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه النيل عند مرشح الشيخ أبو علي، وطالبوا بتحرك الحكومة لتغذية المنطقة بالمياه من محطة جبل شيشة بدلًا من محطة الشيخ علي. 

 

مبادرات الأهالي 

لم يقتصر الأمر عند حدّ القلق فقط، بل طال استبدال مياه الحنفية بالمياه المعدنية "وقولت لكل أسرتي ميشربوش من الحنفية"، يقول عثمان. 

وتضيف إحدى ربات البيوت بقرية زاوية السلطان-رفضت ذكر اسمها، أنها علمت عن أزمة مياه الشرب بأسوان عبر الفيسبوك، ونشر أحد أبناء قريتها منشورًا يُحذر أهل قريته من استخدام المياه، مؤكدة على أن تلك الحالة جعلت الجميع في قلق بسبب الشائعات. 

وأشارت إلى أن المياه بالقرية غير صافية وتنقطع لفترات طويلة، وفيما لجأ البعض كما تشير إلى غلي المياه قبل الشرب، لجأت هي إلى وضع المياه بـ"الزير"، كوسيلة لتنقية المياه من الشوائب والميكروبات.  

وعلى جانب آخر، لا يرى خالد سيد، من مركز ملوي، أنه توجد مشكلة بمياه النيل "طول عمرنا بنشرب منه، وأكيد العدوى من أي حاجة إلا المية"، ولا يشعر سيد بالقلق الذي ساور كثيرون "طالما مفيش معلومة مؤكدة، أنا مش بفكر في الشائعات".

وتتفق مع سيد (م ع)، ربة منزل من مدينة المنيا، التي تؤكد أن مشكلة المياه في المنيا موجودة منذ سنوات، وتقول "أنا مش بصدق كلام النت غير لما يصدر تصريح رسمي من الدولة"، وفي الوقت نفسه سمعت (م) بعض الشائعات الدائرة حولها، ومنها أن مصدر تلوث المياه قادم من أثيوبيا، مع علمها أيضًا أن قرى المنيا تعاني من المياه الصالحة للشرب "أهالينا في القرى بيستخدموا خزانات، بالإضافة إن معندهمش صرف صحي"، مُشيرة إلى "القرى هنا معدومة حرفيًا".