عُرض، مساء الجمعة الماضية، الفيلم التسجيلي "الأسود العواجيز" للمخرج إبراهيم عباس، الباحث في الفنون الشعبية، داخل مؤسسة مجراية الثقافية بمركز ملوي في المنيا، ففي السابعة مساء انطلق عرض الفيلم، الذي نشر أجواء الدهشة بين المُشاهدين، لما يتناوله الفيلم من فنون جديدة لم يسمعوا بها من قبل.
تناول "الأسود العواجيز" فنون الغناء المُختلفة، وركّز على أنواع اندثرت مثل فن اللغم والنميم والكف بأشكاله والواو، وهي فنون شعبية نشأت في صعيد مصر.
في عام 2001 سافر إبراهيم عباس من القاهرة إلى منطقة إسنا بأسوان؛ التي لم يكن الهدف منها صناعة فيلم وقتها، بل التوثيق في حد ذاته، وخلال رحلة استمرت لمدة عشرين عامًا، التقى فيها بمجموعة من الفنانين الغير معروفين، كما ذكر عباس خلال الجلسة النقاشية التي أعقبت الفيلم، وأدارها مينا يسري مدير وأحد مؤسسي مجراية.
وحكى المخرج أن توثيق تلك الفنون كان بهدف عمل بحث مُدعّم بالصور، وفي عام 2019 قرر تحويله إلى فيلم تسجيلي، فيما انتهى من تصوير الفيلم في عام 2021، بمادة مجمعة تستغرق 200 ساعة، ونجح المونتاج في فلترة تلك المواد ووصولها إلى فيلم مُدته ساعة.
وجاء الفيلم تلقائيًا لأن عباس ترك الفنانين يُعبروا عن آرائهم من خلال الغناء أو الحديث دون تدخل منه، كما أوضح خلال النقاش الذي انتهى في التاسعة مساء.
ومن بين الحاضرين تواجدت أروى محمد، التي عبّرت عن إعجابها الشديد بالفيلم، فضلًا عن معرفتها لمعلومات جديدة لم تعلم بها من قبل، وأكثر ما أعجبها كانت طريقة بناء الفيلم والغناء واكتشافها لمصطلحات جديدة. وتميل أروى للأفلام المستقلة أكثر من التجارية التي تراها تفتقد إلى الحوار واللغة الجيدين، ولا تؤثر بشكل قوي في وجدان المشاهد.
يُعدّ عرض فيلم "الأسود العواجيز" افتتاح نادي سينما مجراية الصيفي لعام 2024، ومنذ 2020 تعمل مجراية على عرض الأفلام المستقلة خلال فصل الصيف، وتُركّز حاليًا على عرض الأفلام التي تعتمد على الأرشيف.
ويقول مينا يسري لـ"المنياوية" إن نادي سينما مجراية تعاون مؤسسات مثل مؤسسة زاوية ومركز الصورة المعاصرة، لسدّ الفراغ السينمائي الذي يُعاني منه أهل الصعيد ومحافظة المنيا بالتحديد، وأكد يسري على أنهم لم يكتفوا فقط بإقامة عروض سينمائية داخل ملوي فقط، بل عرضوا أيضًا في مدينة المنيا ومحافظة أسيوط.
ولا تكتفي مجراية بالأفلام المستقلة المصرية فقط، بل بكافة الأفلام العربية، وخلال شهر أغسطس المقبل ستعرض الفيلم الجزائري "سنوات المحبة" والمغربي "أحداث بلا دلالة"، بالتعاون مع مؤسسة وكالة بهنا، وفي نهاية البرنامج ستُعرض مجموعة من الأفلام القصيرة لصناع أفلام من صعيد مصر، بحسب يسري.