"تخفيف الأحمال".. معاناة تحمّلها طلاب الثانوية العامة لعام 2024

تصميم

كتب/ت عبدالرحمن خليفة
2024-07-22 12:56:45

تداول مُستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، يوم الأربعاء الماضي، مجموعة صور لطالبات يرتدين "تيشرتات" مُدونًا عليها من الخلف "دفعة تخفيف الأحمال"، كانت الصورة لطالبات الثانوية العامة بمدرسة جمال عبد الناصر بمنطقة الدقي، مُعبرين عن حال طلبة الثانوية العامة لعام 2024، بسبب أزمة انقطاع الكهرباء التي طالتهم خلال الفترة الماضية، وقد التقط تلك الصور "حسام السيد"، المصور الصحفي بموقع "فيتو".

أزمة انقطاع الكهرباء أو تخفيف الأحمال-بحسب المصطلحات الحكومية- عانى منها طلبة الثانوية في أنحاء الجمهورية، من بينهم محمد علي، الطالب بمدرسة يوسف الكيلانى الثانوية المشتركة في مركز ملوي بمحافظة المنيا، الذي لم يرَ أن الصور تحمل حسًا كوميديًا كما تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماع "الموضوع مكنش كوميدي، كل طالب في الثانوية العامة كان بيمر بمعاناة بسبب انقطاع الكهرباء".

ويستكمل حديثه مع "المنياوية" قائلًا إن التيار الكهربائي بقريته بني خالد كان ينقطع يوميًا، من السابعة الرابعة عصرًا إلى السادسة مساء، وخلال هذه المدة لم يكن يستطيع المذاكرة، وفي بعض الأحيان كان يلجأ إلى الطابق العلوي من المنزل، ولم يتوفر لديه بديل آخر.

ويضيف الطالب بالقسم الأدبي أن أصعب الأيام التي مرت عليه هو اليوم الذي سبق اللغة الأجنبية الثانية، مما أثّر على أدائه في الامتحان "كان لدي العديد من الأخطاء، وآملت حينها أن أتخطى درجة النجاح"، مُتمنيًا الالتحاق بكلية الحقوق.

"وقت ضائع"

مرّت رضوى حسن أيضًا بفترات صعبة بسبب انقطاع الكهرباء، منها اليوم الذي يسبق امتحان مادة اللغة الثانية، لم تنْس الطالبة ذلك اليوم لأن فترة انقطاع التيار طالت عن المُعتاد "قطع تقريبًا لأكثر من 4 ساعات".

وعانت الطالبة بقسم علمي علوم من انقطاع الكهرباء لثلاث ساعات يوميًا، من الرابعة عصرًا إلى السابعة مساءً، في منطقة الأخصاص التي تسكن بها، وتتعطل المذاكرة خلال تلك الفترة، وتُوضح رضوى صعوبة تلك المدة الزمنية عليها قائلة "المشكلة مكنتش بس في إن مفيش إضاءة لأن كان ممكن أشغل الكشاف وأذاكر"، لكن انقطاع الكهرباء لثلاث ساعات يوميًا أثّر عليها نفسيًا "كنت أشعر بالاختناق طول المدة".

ولم تُحاول الطالبة إيجاد مكان بديل للمذاكرة، فوالدتها كانت تهون عليها قائلة بأن التيار الكهربائي سيعود، ويمكن بعدها استكمال المذاكرة، وفي اليوم الذي يسبق امتحان مادة اللغة الأجنبية الثانية لم تُذاكر رضوى لأكثر من أربع ساعات، إلا أن ما ساعدها هو مراجعتها لمادة اللغة الفرنسية جيدًا في فترة المراجعات، مما جعلها تتخطى صعوبة الامتحان، فيما تحلم الفتاة بالالتحاق بكلية العلاج الطبيعي.

في المسجد ومساحات العمل 

لم يكن الجلوس دون مذاكرة في مدة تخفيف الأحمال حل يوافق هوى أحمد خالد المُقيم بقرية سنجرج، بل كان يلجأ للذهاب للمذاكرة داخل المسجد، لم يأتيه ذلك الحل منذ بداية فترة الامتحانات، بل ظلّ لفترة تتعطل المذاكرة فيها، حتى فكّر في المسجد الذي يُجاوره مولد كهربائي، ويحكي خالد أنه عرض على إمام المسجد إمكانية دخوله للمذاكرة به، ووجده مُرحبًا لذلك.

لذا اعتاد خالد على الذهاب يوميًا إلى المسجد، من الساعة الرابعة عصرًا وحتى السادسة مساء، ويقوم بتحصيل المذاكرة خلال ذلك الوقت الذي اعتبره من أكثر الفترات إنجازًا، فيما يرغب بالالتحاق بكلية الطب، لتحقيق حلمه وحلم والده الذي توفى في بداية انطلاق الصف الثالث الثانوي.

المذاكرة خارج المنزل أثناء تخفيف الأحمال كان حلّ لجأ إليه عمرو عادل أيضًا الذي يسكن في منطقة عزبة شاهين، فيقول إنه كان يتجّه إلى مساحة عمل قريبة من منزله "وكان هذا الحل مثمر لي لأني كنت أحصل على معظم الدروس "أون لاين" طوال السنة".

كان ذلك أحد الحلول التي تُبعد عادل عن روتين المُذاكرة في المنزل، فيما يذكر أن أصعب الأيام التي مرّت عليه هو يوم امتحان مادة التاريخ الذي انقطع فيها التيار الكهربائي داخل اللجنة، إذ استمر الانقطاع نحو ساعة "أتذكر في هذه الساعة كنت أجيب على الأسئلة بدون انتباه"، ويأمل عادل في الالتحاق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية.