في افتتاح برنامج كاتب الحكايات الخرافية "شارل بيرو":  "سندريلا أصلها مصري"

تصوير: عبد الرحمن خليفة - افتتاح برنامج "شارل بيرو - الصورة المعاصرة" في مؤسسة مجراية

كتب/ت عبدالرحمن خليفة
2024-05-12 17:00:09

في جلسة ليلية طغى الحكي على كل شيء، داخل مؤسسة مجراية بمركز ملوي، افتتح برنامج الكاتب الفرنسي "شارل بيرو – الصورة المعاصرة"، يوم الجمعة الماضية. لم تكن الندوة تقليدية تشبه المحاضرة، بل كانت أمسية فنية دافئة أدارها الفنان والمخرج حسن الجريتلي، مؤسس فرقة الورشة المسرحية، وبحضور الفنانة ميرفت الجسري، مطربة وحكاءة، والفنان ناجي شحاتة، ممثل وحكاء.

في تمام الساعة السادسة والنصف مساء، تحدث الجريتلي في الافتتاحية عن أدب الخرافات وكيفية انتشاره في العالم، وتحليل القصص الخرافية من خلال التحليل الأدبي. كما لفت الجريتلي النظر إلى أن القصص الخرافية أحيانًا تتشابه مع بعضها البعض، على الرغم من اختلاف الأزمنة والأماكن، ففي أثناء عمله ذات مرة على بعض الحكاوي، وجد قصص أرمنية تتشابه في مفرداتها مع قصة لكاتب من مركز بني مزار، يُدعى "رمضان خاطر"، مُضيفًا أن القصص الخرافية تتنقل في العالم بطرق مختلفة.

واستعرض مؤسس فرقة الورشة المسرحية عن علاقة العلوم الإنسانية والاجتماعية بقصص الأطفال، وكيفية تعامل علم النفس مع الخرافات، مُركزًا على علم نفس الطفل، ودور القصص في أن يعيش الطفل مخاوفه، مع طمأنته في النهاية بانتصار الحق على الباطل.

وقد تناقش الجريتلي مع أحد الحضور حول أهمية القصص في التأكيد على قيمة الانتصار على المخاوف، وأنها تُعطي للطفل أملًا أنه سينتصر هو أيضًا على مخاوفه.

وأضاف الحكاء ناجي شحاتة في النقطة التي تحدث فيها الجريتلي عن انتشار الحكاوي عبر الأزمنة، إذ ذكر مثال لقصة ترجع أصولها إلى المؤلف اليوناني "سترابو" المولود عام 63 قبل الميلاد. 

والقصة تحكي عن الجارية اليونانية "رودوبيس" التي تتشابه في إطارها العام مع قصة "سندريلا" التي ألفها الكاتب الفرنسي، شارل بيرو، وتروي القصة أن الجارية كانت تستحم ذات يوم، وانتزع نسر صندلها وحمله إلى ممفيس، وبعد مسافة من الطيران أُلقي الصندل في حجره، وأرسل الملك مدفوعًا بجمال الصندل بحثًا وراء المرأة التي كانت ترتديه، وفي النهاية يتزوجها.

وقال حمادة زيدان، مدير ومؤسس مجراية، إن السبب وراء الاحتفاء بشارل بيرو، هو تأثيره البالغ على الأطفال، إذ يُعدّ بيرو المولود في باريس عام 1703 من أبرز مؤسسي أدب الأساطير والحكايا الشعبية، وتتوافق ذكراه السنوية يوم 15 مايو.

فيما تتميز كتاباته بالطابع الشعبي الذي مكّنها من الوصول إلى عموم الناس، وألّف بيرو العديد من الحكايات مثل الأميرة النائمة، عقلة الإصبع، سندريلا، الأمير الهارب، وحكايات الأوزة الأم.

وسعد زيدان بما أمّده به الفنانون من معلومات وحكاوي تُثري البرنامج، مُضيفًا في حديثه لـ"المنياوية" أن البداية الفعلية للبرنامج في 19 مايو، حيث ستُقام ورشة التحليل الدرامي للأطفال، وفيها سيعمل الأطفال على ثلاث قصص لشارل بيرو لم تُحدد بعد، واختير المُشاركون في أعمار تتراوح من 9 إلى 13 عام.

وبجانب ورشة التحليل الدرامي يضمّ البرنامج ورشة التمثيل الصوتي، إذ سيتعلم فيها الأطفال مهارات التمثيل الصوتي، لإنتاج عروض مسرحية.

ويقول الفنان حسن الجريتلي لـ"المنياوية" إن مجراية استضافته للعمل في برنامج "شارل بيرو" بحُكم دراسته للأدب الفرنسي، وعمله كممثل ثم مخرج في المركز القومي للمسرح بمقاطعة الليموزان بفرنسا، في الفترة بين 1972 إلى 1980.

 وأُعجب المخرج المسرحي ببرنامج مجراية لأنه سيتحدث عن شخصيات قديمة لكنها مؤثرة بالنسبة لأطفال تعيش في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين، وذكر الفنان أنهم سيضعون قصص شارل بيرو على النول، ليُخرج منها قصصًا جديدة تتماشى مع العصر.

ولفت الجريتلي النظر إلى سيطرة قصص الغرب على الأطفال، ويقصد بها القصص التي تُنتجها شركة ديزني، خاصة مع عدم وجود مقاومة للتيار الغربي في مصر، مُوضحًا أن مصر كانت تهتم بإصدار مجلات للأطفال مثل مجلة سندباد، التي تُعدّ أول مجلة عربية، وصدر العدد الأول منها عام 1952.

وأضاف الجريتلي أن ميزة برنامج شارل بيرو أنه يُحاول إعادة الأواصر بين الحكاوي الشعبية الخرافية التي كتبها بيرو وأطفال ملوي، وشعر الفنان المسرحي بالفرحة حينما وجد شغف كبير بين الحاضرين في الافتتاح، والمناقشة الثرية التي ضمّتها الأمسية.

تصوير: عبد الرحمن خليفة - افتتاح برنامج شارل بيرو في مؤسسة مجراية