حالة من البهجة رُسمت على اسم الموسيقار عمار الشريعي، في أمسية مؤسسة مجراية الثقافية بمركز ملوي في محافظة المنيا، لتنشر السعادة بتلك الموسيقى الصعيدي، وتُحيي التراث بالغناء وعروض العصا.
كانت البداية مع فرقة "مدحت فوزي لفنون العصا" التي قدمت عرضًا للتحطيب وتفاعل معه الجمهور بشدة. يقول إبراهيم البرديسي، مدرب ومصمم الراقصات والمدير الإداري للفرقة، أن العروض التي قدموها مستوحاة من موسيقى عمار الشريعي، لأنها الإلهام لكل فرق الفنون الشعبية الصعيدية.
يضيف: "كان يصنع مقطوعات موسيقية بها تراث صعيدي ويتشابه ذلك مع ما نقدمه، وكل العروض التي قدمناها اليوم نحاول فيها الاقتراب من موسيقى الشريعي في الشكل والمضمون، إذ يحاكي مركز مدحت فوزي لفنون العصا منذ نشأته في العام 1996 موسيقى الشريعي".
وفي تناغم بين فرق العصا قدم كورال جمعية الصعيد العديد من المقطوعات الموسيقية للموسيقار عمار الشريعي. هنا جميل، المسؤول الإداري للكورال، تقول كل ما نقدمه يعد تراث مستوحى من موسيقى عمار الشريعي.
تضيف: "كان يقدم موسيقى تراثية، لذلك عمدنا خلال العرض تقديم كورال صعيدي يحاكي موسيقى الشريعي، فيما يشبه التراث الشعبي للأغنية المصرية، ووجدنا تفاعلًا ضخمًا من الجماهير على ما قدمناه بسبب الحب الشديد للموسيقار الراحل".
أما دكتورة هيام توفيق، مدرب فريق كورال جمعية الصعيد، تقول: "نحتفل بموسيقى عمار الشريعي؛ لأنه علامة بالنسبة لنا بسبب محاكاة موسيقاه للتراث من المنيا، ونحن نقدم فن فكرته أن نتحدث عن التراث الصعيدي وسوف يظل ولا يندثر، وقدمنا في هذه الليلة حبة من ضفائر، وتتر مسلسل العائلة، وتتر مسلسل الأيام".
ويوضح مينا يسري، مدير ومؤسس مجراية الثقافية، أن اختيار شخصية عمار الشريعي لهذا العام جاء لكونه من الصعيد وموسيقاه تشبه التراث الصعيدي، مبينًا أن اختيار الفرق يدور في نفس النطاق لأنهم يقدمون فنًا يشبه بشكل كبير فن الموسيقار عمار الشريعي.
يضيف: "لاحظنا منذ الإعلان عن أن شخصية المعرض هذا العام هو عمار الشريعي زيادة الإقبال عن كل عام، لا سيما خلال الاحتفال الحالي واستضافة فرق تقدم فنًا صعيديًا، إذ وجدنا تفاعلًا قويًا من الجماهير".
رصدت "المنياوية" هذا التفاعل بين الجماهير، إذ يصف يسر سامي، أحد الحضور، اختيار عمار الشريعي شخصية للمعرض بالمميز، مبينًا أنه أسطورة الفن بالنسبة لأهالي الصعيد ويعتبر قيمة وقامة عظيمة: "فرق اليوم أعادتنا إلى سنوات ماضية بسبب أنها تشبه موسيقى الشريعي".
بينما يعبر أندرو بطرس، أحد الحضور، عن إعجابه الشديد بفرقة كورال الصعيد لكونها تشبه موسيقى الشريعي: "كان من الملحنين الذين أثبتوا أن الكلمة من الممكن أن تتحول إلى لحن، وألحانه كافة كانت تعبر عن الصعيد والتراث".
ويضيف: "كان تتر مسلسلات رأفت الهجان وأم كلثوم أفضل ما لحنه الشريعي، وأعجبني في اليوم المزيج الذي قدمه كورال جمعية الصعيد في أغنية الشيخ النقشبندي والمزيج مع الترانيم المسيحية ثم المدح في النبي والمزج مع الأناشيد المصرية".
وتأتي الفاعلية ضمن معرض كتاب ملوي خلال نسخته السادسة التي جاءت باسم الموسيقار عمار الشريعي، بدعم من معهد جوته الألماني بالقاهرة ضمن برنامج "خارج حدود العاصمة"، وتضمنت عروض بالكورال والعصا الصعيدي مستوحاة من موسيقى الراحل الشريعي.