اليوم ذكرى ميلاد محمود عبدالرازق أو "شيكابالا"، احد أهم لاعبي الفريق الأبيض، أو « الأباتشي » كما أطلق عليه محبيه، الذين قضى معهم 23 عامًا في نادي الزمالك منذ أن انضم إلى ناشئيه حين كان عمره 15 عامًا و8 أشهر.

واستمد شيكابالا، ابن محافظة أسوان، شهرته من لاعب زامبيا السابق «ويبستر شيكابالا»، إذ كان مهاجم متميز يلعب في نادي «نيكا نجار رينجرز».

وعلى مدار تاريخه الكروي، عُرف بأنه الساحر الأسمر الذي ينثر السعادة بحركاته وخدعه لمدافعيه المنافسين، حتى أصبح قائدًا للفريق الأبيض، بسبب مستواه المميز للغاية مع النادي خلال الفترة الماضية.

يتم شيكا اليوم عامه الـ 38 وسط تكهنات تدفع بإسمه إلى الانضمام إلى قائمة المنتخب المصري، الذي ورغم تميز اللاعب مهاريًا، لم يكن من الأسماء البارزة الدولية فيه. فمنذ بداية ضمه لتشكيل المنتخب المصري عام 2007، حينما لعب أمام المنتخب الموريتاني في تصفيات أفريقيا المؤهلة لنهائيات كأس العام، وعلى مدار 17 عامًا، لم يخض شيكابالا سوى 27 مباراة مع المنتخب، منها 25 مباراة دولية معتمدة ، 11 منهم ودية، بالإضافة إلى مباراتين لم يتم إدراجهم في الأجندة الدولية.

قد يفسر الأمر ما أوضحه مدرب منتخب مصر السابق حسن شحاتة، الذي تولى تدريب الفريق منذ 2004 وحتى 2011، في لقاء تلفزيوني خلال أكتوبر عام 2023، أن شيكابالا لم يحب المعسكرات: «كنا نستدعيه في المنتخب لكنه يرفض ويتهرب من الانضمام إلينا، وكان يأتي المعسكر ومعه بعض المسؤولين في الزمالك ليعتذر عن الانضمام لمنتخب مصر».

كانت فترة تدريب شحاتة للمنتخب المصري هي الأطول في حياة شيكابالا الكروية، ورغم تصريح شحاتة، إلا أنها كانت الفترة الأعلى مشاركة بالنسبة للاعب في صفوف المنتخب، فلم يظهر شيكا بعد رحيل شحاتة عن تدريب المنتخب سوى في 9 مباريات فقط على مدار 12 عام كان آخرهم في 2018.

فبعدما تولى المدرب الأرجنتيني قيادة المنتخب في آخر 2017، لم يعد انضمام شيكابالا، الذي كان يلعب وقتها ضمن صفوف نادي الرائد السعودي، أساسيًا، وامتد الأمر فيما بعد للمدربين اللاحقين، مثل أجيري وحسام البدري وايهاب جلال وكيروش وروي فيتوريا.

ومع تولي حسام حسن، المعروف ب"عميد لاعبي العالم الأسبق"، وهداف منتخب مصر التاريخي، منصب المدير الفني للمنتخب، يتردد في الأوساط الرياضية إمكانية عودة الأباتشي مرة أخرى ضمن الأسماء المرشحة للمنتخب، خاصة وأن لكلاهما تجربة سابقة في اللعب سويًا، حينما تولى حسام حسن مهمة تدريب فريق الزمالك عام 2009.

وقد علق حسام حسن في 28 أكتوبر الماضي على إقصاء شيكابالا من المنتخب في أمم إفريقيا قائلًا: «ليه تم إقصاؤه؟ مش بالسن، الكرة بالأداء، وشيكابالا وصل لحالة قريبة لمستواه في أفضل مواسمه بالزمالك، وهو قيمة ومهارة لها دور مهم وسيقدم حلولًا جيدة للمنتخب، وهو ليس أقل من محمد صلاح».

كما علق نجم منتخب مصر والنادي الأهلي والزمالك الأسبق إبراهيم سعيد على الأمر ذاته بأن حسام حسن منح شيكابالا قبلة الحياة، مضيفًا: «لأنه لا ينظر إلى عامل السن أو أي شيء سوى المستوى داخل الملعب، وهذا يعني في حال تألق شيكابالا مع الزمالك سيكون ضمن الحسابات».

لم يكن هذا موقف «روي فيتوريا» المدير الفني السابق لمنتخب مصر، الذي أوضح خلال نوفمبر العام 2023، أن سبب عدم انضمام شيكابالا للمنتخب خلال الفترة الحالية هو السن، مضيفًا: «أنا معجب بمستوى شيكابالا وأعرفه منذ أن كان في سبورتنج لشبونة، ولكن هدفنا أن يكون لدينا كفاءة فنية في العناصر، وعلى قدر المستطاع يكون العنصر حديث السن، وأن وظيفتي وهدفي الأساسي اختيار العناصر التي تمثل منتخب مصر ودوري تنفيذ خطة إعداد قصيرة الأجل وطويلة الأجل لمنتخب مصر».

وكانت أول مباراة دولية خاضها شيكابالا مع منتخب مصر كانت يوم 3 يونيو2007 أمام موريتانيا في تصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس أمم أفريقيا 2008، وشارك مع منتخب مصر في سبع مباريات في تصفيات أفريقيا المؤهلة لنهائيات كأس العالم.

وشارك أيضا مع منتخب مصر في 11 مباراة ودية وخمس مباريات بتصفيات أفريقيا المؤهلة لنهائيات كأس أمم أفريقيا عام 2010، وفي أربع مباريات ببطولة دورة حوض النيل التي أقيمت بمصر عام 2011.

يعلق على ذلك، محمد عبدالسميع الناقد الرياضي في تصريح لـ«عين الأسواني» أن سبب عدم تواجد شيكابالا في المنتخب المصري خلال العام 2006 لأن حسن شحاتة كان يعتمد على أصحاب الخبرات مثل عماد متعب عمرو زكي وغيرهم، الذين بدأ معهم في منتخب الشباب، ولأن منطقة النجومية كانت مزدحمة فكان بها أحمد حسام ميدو، حسام حسن، أبو تريكة، وكانوا هم أكبر شعبية وخبرة عن شيكابالا وفقًا له.

ويوضح أن شيكابالا تم ضمه إلى المنتخب خلال العام 2010 بسبب عدد الإصابات التي كانت موجودة في المركز، لكن لم يشارك كثيرًا في وقتها إذ لم تكن لديه خبرات كافية.

وبين أن سبب عدم تكريمه وضمه للمنتخب في قائمة أمم إفريقيا 2024، أن المنتخب ليس مكانًا للتكريم، وعندما كرم المنتخب حسام حسن كانت حالة خاصة؛ لأنه قام بعمل مسيرة من التسعينيات ولم يتم ضمه إلى قائمة العام 2024؛ بسبب وصوله إلى سن 38 عامًا، وهذا يصعب عليه الأمر قليلًا وأيضًا وجود محمد صلاح، ومصطفى فتحي وهم أجدر بالمشاركة في المنتخب.

يقول عبدالسميع: «من وجهة نظري إن مشكلة شيكابالا مع المنتخب هو الالتزام، يحب أن يكون القائد دائمًا مثل مكانته في نادي الزمالك، لكن في المنتخب يختلف الأمر، ويوجد كباتن في مرتبة أعلى منه ولهم الأحقية لكنه لن يحب ذلك، ومن أشهر حوادثه مع مدربه هي خناقته مع حسن شحاتة على الخط وهذه المشكلة أثرت في حياته».

بينما يرى وائل عباس، الناقد الرياضي، في تصريحه لـ«عين الأسواني»، أن تم ضم شيكابالا إلى المنتخب فترة حسن شحاتة، لأنه كان نجمًا في وقتها وأفضل لاعب في الدوري فكان يجب انضمامه للمنتخب، ولم يستطع حسن شحاتة المدير الفني في وقتها أن يتجاهل ذلك؛ بسبب شعبيته والضغط الجماهيري عليه لكنه لم يجعله يشارك كثيرًا بسبب قناعاته أنه لم يراه في فريق المحترفين.

ويؤكد أن سبب عدم انضمامه إلى النتخب في العام الحالي بسبب كبر سنه، ولن يستطيع أن يوفق في السرعة والقوة مع المنتخبات الأفريقية، ولكن يمكن أن ينضم في تصفيات المونديال أو تصفيات أمم أفريقيا.

وحقق شيكابالا بطولات كثيرة أبرزها فوزه مع الزمالك ببطولتي دوري 2004 - 2003، وست بطولات كأس مصر أعوام 2002- 2008- 2013- 2016- 2021- 2019، وكأس السوبر الأفريقي عامي 2003 - 2020.

كما فاز بكأس السوبر المحلي عام 2020، وفاز ببطولة كأس العالم العسكرية مع منتخب مصر عام 2007، وكأس الأمم الأفريقية 2010، ودورة حوض وادي النيل عام 2011.

ووصل عدد أهداف شيكابالا مع نادي الزمالك في الدوري المصري إلى 47 هدفًا، وفي كأس مصر 6 أهدف، وفي دوري أبطال إفريقيا 10 أهداف، وفي البطولة العربية هدف.

أما أهداف شيكابالا مع الإسماعيلي كانت هدفين، وإجمالي أهدافه مع الوصل الإماراتي 5 أهداف، وإجمالي الأهداف في مسيرته 86 هدفًا.

فيما تصل مرات الفوز والتعادل والهزيمة أثناء المباريات التي أحرز بها أهداف الفوز 57 مرة، والتعادل 12 مرة والهزيمة 11 مرة.

ومجمل أهدافه مع نادي الزمالك تصل إلى 65 هدفًا، وفي الدوري أحرز 48 هدفًا، وكأس مصر 6 أهداف، ودوري أبطال أفريقيا 10 أهداف أما البطولة العربية هدف واحد.